جار التحميل...
ويرتبط مصطلح التسوُّق الذكي ارتباطاً وثيقاً بالتسوُّق الإلكتروني -وخاصَّة مع الإغراءات التي يتعرَّض لها المستهلك باستمرار-؛ من خلال الإعلانات الترويجية عبر المِنصّات الاجتماعية، والمتاجر الإلكترونية، ويُشار هنا إلى إمكانيَّة تطبيقه أيضاً في التسوُّق التقليدي داخل المتاجر، وفي ما يأتي أهمّ النصائح لتعلُّم مهارات التسوُّق الذكي:
يُنصَح بمقارنة أسعار السِّلَع المعروضة للبيع في أكثر من متجر قبل إتمام عملية الشراء، وتُعَدّ هذه العملية سهلةً في التسوُّق الإلكتروني؛ إذ لا يلزم سوى زيارة مواقع إلكترونية مُتنوِّعة؛ للاطِّلاع على الأسعار في كلٍّ منها ببساطة ودون جُهد، مع مراعاة تكاليف الشحن والتوصيل أيضاً، والتي ستُضاف على السِّعر الإجمالي في التسوُّق الإلكتروني.
ولا بُدَّ أيضاً من الانتباه إلى الخُصومات التي تُوفِّرها بعض المواقع؛ عبر استخدام رموز خصم مُعيَّنة عند الشراء، ثمّ مقارنة التكاليف النهائية والفعلية التي سيدفعها المشتري مقابل الحصول على المُنتَج الذي يرغب في اقتنائه.
ولا تقتصر مقارنة الأسعار عند الشراء على التسوُّق الإلكتروني فقط، بل يمكن تطبيقها عبر التجوُّل في الأسواق أيضاً، وأخذ فكرة عن الأسعار المُتاحة، بالإضافة إلى إمكانية مُفاوضة البائع عند إيجاد السِّلَع ذاتها بأسعار أقلّ عند غيره من البائعين، وقد تُساعد هذه العملية أيضاً في جعل المُستهلِك أكثر وَعياً واطِّلاعاً؛ بالعُثور على خيارات بديلة ومُتنوِّعة للسِّلَع التي يرغب في شرائها.
لا بُدّ من التفكير بتأنٍّ في وجود حاجة فعلية إلى المُنتَج قبل شرائه؛ فقد يتَّخِذ بعض المُستهلِكين قرارات مُتهوِّرة أثناء التسوُّق، وبعد مرور فترة يُراودهم الشُّعور بالندم عند عدم استخدامه على الإطلاق، مع استهلاكه مساحة تخزينيَّة لا داعي لها أيضاً، ومن الأمثلة الشائعة على ذلك شراءُ الملابس وعدم ارتدائها سوى مرّة واحدة فقط، أو عدم ارتدائها أساساً، وهو من صُور الإسراف المذموم، وقد يُشير إلى عدم القدرة على التحكُّم في النفس أحياناً.
وفي هذا السِّياق، يُنصَح بتجنُّب الشراء الفوري، وترك المُنتَجات في سلَّة الشراء لفترة مُعيَّنة عند التسوُّق الإلكتروني؛ فقد يُلاحظ الشخص نسيانه الأمر تماماً؛ ممّا يعني عدم حاجته إلى هذه المُنتَجات، أمّا إن استمرَّ شُعوره بالحاجة إليها، فيمكن الاستفادة من هذه العملية للحصول على خصومات؛ إذ تُقدِّم بعض المتاجر عروضاً جيِّدة تُعرَف بعُروض السلَّة المهجورة، وتهدف إلى تشجيع المُتسوِّق على إتمام عملية الشراء إن كان مُتردِّداً.
يُنصَح دائماً بتحديد قائمة بالمُنتَجات التي يرغب الشخص في شرائها بدِقَّة قبل التوجُّه إلى المتاجر؛ إذ لا ينبغي أن تكون عملية الشراء عشوائية، ولتحديد هذه القائمة، ينبغي أوّلاً التحقُّق من عدم توفُّر الأصناف المكتوبة؛ كالتحقُّق من نفاد الموادّ الغذائيَّة مثلاً، والحاجة إليها فعلاً، قبل وضعها في قائمة التسوُّق، وينطبق الأمر نفسه على أيّ مُنتَج آخر يُراد شراؤه.
وعلاوة على ذلك، لا بُدّ من وضع خُطَّة تتعلَّق بالميزانية المُخصَّصة للشراء، والتي لا ينبغي تجاوزها؛ إذ تُسهِم هذه الطريقة في وضع حَدٍّ للإنفاق دون إطلاق العنان للنفس بشراء كلّ ما ترغب فيه، والالتزام بما هو أساسيّ فقط قدر الإمكان.
يجِد بعض المُتسوِّقين رغبة كبيرة في استغلال الخصومات، وخاصَّة عندما يُشير البائع إلى أنّها قد تنتهي خلال فترة مُعيَّنة؛ الأمر الذي يُحفِّز المشتري، ويُشعِره بأهمّية المُنتَج، وحاجته إلى امتلاكه على الفور دون تأجيل، و قد يشعر بعدم الرضا إن فاتَته تلك الخصومات رغم عدم وجود حاجة فعلية إلى شراء تلك المُنتَجات أو الخدمات.
لذا، لا بُدّ من تذكير المُتسوِّق نفسَه دائماً بأنّ الشراء ينبغي أن يكون بعقلانية؛ فوجود الخصومات لا يُبرِّر الشراء مُطلَقاً، ومع ذلك، تُعَدّ الاستفادة من الخصومات خطوة ذكية لشراء الحاجات الضرورية بأسعار منافسة؛ ممّا يسهم في توفير المال؛ كاستغلال الخصومات لشراء الملابس الشتوية والاحتفاظ بها للعام المقبل إن كان سيجري شراؤها في فصل الشتاء القادم على أيّ حال.
يترك بعض المُستهلِكين تعليقات تُوضِّح آراءهم المُتعلِّقة بتجاربهم في شراء المُنتَجات المختلفة عبر المتاجر الإلكترونية المنتشرة على الإنترنت؛ فيُظهِرون عيوبها ومُميِّزاتها، ويضعون تقييماً بنظام النجوم يعكس مدى رضاهم عنها، وتلبيتها لتوقُّعاتهم؛ ممّا يسهم في تكوين فكرة واضحة عن هذه المُنتَجات، والتحقُّق من مصداقية الشركة في تطبيق المواصفات المكتوبة قبل التسرُّع في إنفاق المال.
وقد يُشير وجود تعليقات إيجابية عِدَّة إلى جودة المُنتَج وموثوقية الشركة عادةً، في حين قد يُعَدّ غياب مثل تلك التعليقات عن أحد المُنتَجات دليلاً على عدم موثوقية المُنتَج، أو أنّ الجودة التي يتوقَّعها المُستهلِكون منه ليست بالمستوى المطلوب؛ ممّا يعني ضرورة التنبُّه إلى مثل هذه الأمور قبل الشراء.
وفي الختام، تجدر الإشارة إلى ضرورة البدء بتعليم مهارات التسوُّق للأطفال في أعمار مُبكِّرة؛ إذ يساعدهم في تحمُّل المسؤولية، والتمتُّع بالقدرة على الشراء بذكاء لاحقاً؛ كلَفت أنظارهم لأهمية التنبُّه إلى الأسعار، ومُناقشتهم حول السِّعر التقريبي الذي يستحِقّه مُنتَج ما مثلاً، ولا بأس في تشجيعهم على الاختيار أيضاً.
المراجع
[1]santander.com, Smart shoppers
[2]mysecureadvantage.com, 10 Skills for Smart Shopping
[3]tracefuse.ai, Decoding The Impact Of Online Product Reviews On Purchasing Decisions
[4]nlwa.gov.uk, Conscientious Consumer: How to Only Buy What You Need
[5]fastercapital.com, Why Is It Important To Compare Prices Before Making A Purchase