جار التحميل...
وقد يكون صانع المحتوى فرداً، أو مجموعة من الأفراد يعملون معاً لتحقيق الغاية ذاتها؛ كتقديم معلومات مُحدَّدة، أو الترويج لسِلعة أو خدمة مُعيَّنة، وعلى الرغم من عدم وجود طريقة أو خطوات ثابتة يمكن اعتمادها في صناعة المحتوى، فإنّ هناك نصائح عِدَّة تُسهِم في بناء محتوى ناجح ومفيد:
يجب أن تُناسب فكرة المحتوى الشخص أو الجهة القائمة على صناعته؛ إذ لا بُدّ أن يكون لديهم اهتمام وشغف بمضمون ما يعملون لأجله، فليس من المنطق على سبيل المثال إنشاء بودكاست (مُدوَّنة صوتية) مُتخصِّص في الرياضة دون امتلاك شغف ومعرفة كافية في هذا المجال، بالإضافة إلى أنّ وجود الفكرة وحدها لا يُعَدّ كافياً للانطلاق؛ لأنّ طريقة التقديم والعرض الجذّابة والمُميَّزة جزء أساسيّ لنجاحها.
ويمكن كتابة الكلمات الرئيسة التي يتضمَّنها المحتوى المطلوب إنشاؤه على مُحرِّكات البحث، أو على تطبيق اليوتيوب؛ للاطِّلاع على قائمة النتائج المقترحة ذات الصِّلة بالموضوع؛ بهدف إثراء الأفكار، والحصول على أفكار إبداعية ومُميَّزة، ومن الجيِّد أيضاً الاستعانة بآراء الفئة المُستهدَفة، ومحاولة الاستفادة من الأفكار الجديدة التي تسهم في إنجاح المحتوى؛ الأمر الذي يُتيح الاطِّلاع على أمور مُثرية قد تكون غابت عن الذهن.
وعلى صانع المحتوى أن يحاول التفكير بعقلية المتابعين نفسها أثناء التحضير؛ فمثلاً، إذا كان الجمهور من الأطفال، فلا بُدّ من الاهتمام بالأمور المُلفِتة؛ كالألوان، والحركات، ولا بدّ أيضاً من الاطِّلاع على طريقة عمل المنافسين في المجال ذاته؛ بهدف تفادي التكرار، وتحقيق التميُّز، والاستفادة منهم في التوصُّل إلى أفكار مفيدة، وخاصَّةً عند انعدام القدرة على إنتاج محتوى جديد، أو تحديد المواضيع التي يُفضِّلها الناس عادةً.
كما لا بُدّ من تجنُّب نسخ المحتوى ونقله كما هو؛ إذ يجب دائماً الحفاظ على الطابع الخاصّ والفريد في هذا النوع من الأعمال، والابتكار والتميُّز فيها، ويُعَدّ اختيار طريقة تقديم المحتوى من النقاط الضرورية أيضاً؛ فمثلاً، قد يكون التعبير عن بعض المواضيع بالكتابة أفضل، وقد يحتاج بعضها إلى فيديوهات لتوضيحها توضيحاً كافياً؛ الأمر الذي يتطلَّب التدريب والتعلُّم أحياناً؛ لإتقان العمل على المِنصّة الإلكترونية التي سيعتمد عليها صانع المحتوى في عمله.
يُعَدّ الترويج من أساسيات صناعة المحتوى؛ فما الفائدة من المحتوى الرائع وعالي الجودة دون القدرة على إيصاله إلى الجمهور المُستهدَف؟ وتجدر الإشارة هنا إلى عدم وجود طريقة مثالية للترويج؛ فمثلاً، يمكن أن يكون الدفع لأشخاص مُؤثِّرين مقابل الإعلان عن محتوى مُعيَّن من الطرق الفاعلة في جذب الجمهور، ويمكن أيضاً الاستعانة بمواقع التواصل الاجتماعي، أو البريد الإلكتروني؛ لإيصال المحتوى إلى أكبر عدد ممكن من الأشخاص المُهتَمَّين بفكرته ومضمونه.
لا تتوقَّف عملية صناعة المحتوى بعد نَشره؛ فقد يفقد بريقه أحياناً مع وجود المنافسين؛ لذا، يتطلّب الأمر المتابعة؛ للتحسين، وتلبية رغبة الفئة المستهدفة باستمرار، مع ضرورة مراقبة كيفية ظهور المحتوى، وتصنيفه على مُحرِّكات البحث، بالإضافة إلى ضرورة الاطِّلاع على أعداد مُتابعيه، ومراجعة آرائهم، وقراءة تعليقاتهم؛ للاستفادة منها.
ويجدر التنويه إلى ضرورة الاستمرار وعدم الانسحاب أو الغياب عن النشر لفترة طويلة؛ فهذا النوع من الأعمال يتطلَّب جُهداً متواصلاً دون انقطاع، وللحفاظ على التواجد المُستمِرّ، يُنصَح بتخصيص وقت يوميّاً؛ للبحث عن أفكار جديدة قابلة للنشر أو التطوير.
يُعَدّ إنتاج محتوى جيِّد من الناحية النوعية أهمّ من التركيز على الكمّية؛ فالجودة هي الأساس في بناء قاعدة جماهيرية متينة؛ ممّا يجعل ولاء المستخدم ثابتاً للشركات أو الأفراد المسؤولين عن صناعة المحتوى، بغضّ النظر عن الظروف والأخطاء المحتملة في أيّ لحظة.
فإن وُجِدت مُدوَّنة أو صفحة على مواقع التواصل الاجتماعي مَعنيّة بنَشر محتوى كتابي، وتعطَّلت لسبب ما مثلاً، فلن يؤدّي بها إلى فقدان مُتابعيها إلى الأبد؛ لارتباطهم بالمحتوى الجيّد الذي قدَّمَته لهم، والذي شَكَّل سُمعة طيّبة للمسؤولين عنها على مدار سنوات طويلة.
انتشرَت صناعة المحتوى في العالم مُؤخَّراً، وقد تجاوز عدد صُنّاع المحتوى 200 مليون في عام 2024؛ تبعاً لإحصائيات صادرة عن موقع "Exploding Topics"، ومع ذلك، فإنّ عدد صُنّاع المحتوى الناجحين والمُؤثِّرين بالفعل ليس بهذه الضخامة، ويعتمد ذلك بصورة أساسية على عدد من الجوانب الشخصية؛ ممّا يعني ضرورة تعزيز بعض المهارات اللازمة وتطويرها.
وبدايةً، لا بُدّ من تحرّي الدِّقَّة في نقل المعلومات، وأن يكون قادراً على تطبيق آلية تحسين نتائج مُحرِّكات البحث (SEO)؛ لزيادة فرص عُثور الجمهور المُستهدَف عليه عند بحثهم عبر مُحرِّكات البحث على الإنترنت.
وينبغي أن يكون صانع المحتوى سريعاً في اكتساب المعارف والمهارات، وقادراً على التكيُّف مع المُستجدّات الحديثة، بالإضافة إلى الحفاظ على التواصل مع الأشخاص المُهتَمّين بمُحتواه، وبناء علاقات جيّدة؛ بالتفاعل المُستمِرّ معهم.
ويُنصَح صانع المحتوى بالحفاظ على تنظيم مَهامّه ضمن جدول زمني مُحدَّد؛ كي لا يغفل عن أيٍّ من التفاصيل الضرورية، خصوصاً مع كثرة المَهامّ التي تقع على عاتقه وتنوُّعها؛ كتقسيم ساعات يومه؛ بحيث يكون جزء منها مُخصَّصاً لكتابة المحتوى وتلخيص الأفكار الأساسية، وجزء آخر للتصوير، وغيره للتواصل مع الجمهور، وهكذا.
المراجع
[1] wikihow.com, How to Become a Content Creator
[2] coductor.com, Content Creation: How to Create Great Web Content
[3] competitors.app, Content Monitoring: How to get it right [+ Tools]
[4] copyblogger.com, 10 Content Promotion Strategies That Work (With Examples)
[5] thinkremote.com, 9 Skills Every Content Creator Should Have in 2024