جار التحميل...
ووفقاً لموقع (Worldmetrics.org) المُختَصّ بجمع البيانات والإحصاءات وتنظيمها، فإنّ 50% تقريباً من قرارات الشراء لدى المستهلكين مرتبطة ارتباطاً رئيساً بالعواطف، إلى جانب أنّ الحملات التسويقية المعتمدة على الاستجابات العاطفية القوية ذات مُعدَّلات نَقر أعلى "CTR" على الروابط الإلكترونية الخاصَّة بها.
يُعَدّ التسويق العاطفي آلية مفيدة لاستهداف العميل مباشرة، وفي ما يأتي توضيح كيفية تأثيره في العميل:
يُؤدّي استخدام استراتيجيات التسويق العاطفي الفاعلة إلى بناء روابط عاطفية قوية تُعزّز ولاء العميل نحو العلامة التجارية؛ سواء أكانت العواطف نابعة من الفرح، أم الحنين إلى الماضي، أم غير ذلك، فإنّ هذه المشاعر الإيجابية تخلق تعلُّقاً طويل المدى تجاه العلامة التجارية؛ ممّا يدفع العميل إلى تكرار اختيارها، وتفضيلها على غيرها من المنافسين، والترويج لها، وزيادة ثقته بها.
تُؤدّي الروابط العاطفية الناجمة عن التسويق العاطفي إلى زيادة تواصل العملاء مع العلامة التجارية؛ ممّا يُحفِّزهم للتفاعل معها أكثر؛ بمشاركتهم النَّشِطة في نقل تجاربهم الإيجابية إلى الآخرين عبر التوصيات الشفهية مثلاً، ودعم الأعمال الخاصَّة بها؛ من خلال شراء المنتجات، أو استخدام الخدمات، فضلاً عن المشاركة الاجتماعية، والمشاركة في الأنشطة والمبادرات الخاصّة بها.
يؤثّر استخدام التسويق العاطفي والإعلانات ذات المحتوى المناسب في عاطفة العميل بنسبة كبيرة، وهذا يعني زيادة ارتباطه بالعلامة التجارية، وسَعيه إلى نشرها ومشاركتها مع مَن حوله باستخدام شبكات التواصل الاجتماعي المختلفة؛ الأمر الذي يُسهم بدوره في احتفاظ الشركة بعملائها الحاليين، وزيادة فرص توسيع قاعدة العملاء المحتملين، وجذب أكبر عدد ممكن منهم.
يؤدّي استخدام التسويق العاطفي استخداماً صحيحاً إلى نيل رضا العميل عن العلامة التجارية؛ عبر فهم احتياجات العملاء المستهدفين، والتعرُّف إلى تفضيلاتهم؛ لإنشاء تفاعلات مناسبة لهم حسب احتياجاتهم؛ إذ تكون تلك التفاعلات مميزة وممتعة، ويَصعُب على العميل نسيانها على المدى البعيد؛ ممّا يُؤدّي بدوره إلى شعور العميل بمدى أهميته وتقديره؛ فيرتفع رضاه، وتزداد رغبته في التعامل مع العلامة التجارية.
ومن ناحية أخرى، تُتَرجَم الارتباطات العاطفية القوية بين العميل والعلامة التجارية إلى زيادة القيمة التنبُّؤية لعُمر العميل "CLV"، والتي تعني القيمة الإجمالية للأرباح المُتوقَّعة التي ستجنيها الشركة من هذا العميل طوال مُدَّة علاقته بها؛ عبر تكرار عمليات الشراء، وزيادة قيمة الإيرادات في نهاية المطاف.
يُرسِّخ التسويق العاطفي العلامة التجارية في عقول العملاء؛ لأنّ استثارة عاطفة العميل استثارة صحيحة تُخلِّف وراءها ذكريات طويلة الأمد ولا تُنسى؛ ممّا يزيد نسبة تذكُّره العلامة التجارية لتلبية أمور مُعيَّنة خاصّة به على المدى البعيد، ومن ثَمَّ زيادة فرص الشراء.
في الحقيقة، يُمكن للحملات التسويقية استحضار المشاعر الإنسانية جميعها؛ سواء أكانت إيجابية، أم سلبية، وفي ما يأتي توضيح أهمّ المشاعر التي يُمكن استخدامها في التسويق العاطفي الناجح والمُؤثِّر:
تُساعد مشاعر السعادة في زيادة الارتباط بين العميل والعلامة التجارية؛ فهي تجذبه وتشدُّه أكثر، وبما أنّ الجميع يبحثون عن السعادة، فإنّه يُمكن استغلال تلك المشاعر في التسويق العاطفي؛ كالترويج للمُنتَج باستخدام الأفكار الفُكاهية، أو تسليط الضوء على قدرة الخدمة أو المُنتج في التحسين الإيجابيّ لحياة العميل.
هناك حاجة فطرية لدى كلّ شخص تحثُّه على تكوين روابط عاطفية قوية مع الآخرين، وقد استغلَّت بعض الشركات هذا الأمر لصالحها؛ عبر استخدامها الرسائل المَبنيّة على الحب؛ بهدف تكوين روابط عاطفية، وزيادة تعلُّق العميل بمنتجاتها، مثل شركات المجوهرات التي تستهدف عاطفة العميل في إعلاناتها؛ بعرض الأزواج الذين يرتبطون معاً؛ ممّا يُولِّد فكرة لدى العميل بأنّ مجوهراتهم رمز للحُبّ وخيار مناسب للتعبير عن العواطف.
تستخدم بعض الشركات طرق التسويق القائمة على الطموح؛ بالتركيز على أحلام العملاء، وأهدافهم؛ ممّا يخلق لديهم دافعاً إيجابيّاً لاتِّخاذ القرار بشأن شراء المُنتَج؛ لما له من آثار إيجابية في تحقيق طموحاتهم وأهدافهم، مثل شركات الألبسة الرياضية التي تستعين بالرياضيين وصُوَرهم في إعلاناتها؛ ممّا يُولّد لدى العميل الرغبة في تحسين لياقته البدنية؛ لزيادة ثقته بنفسه، ويشتري المُنتَج في النهاية.
يرتكز التسويق العاطفي الذي يعتمد مشاعر الحزن على عاطفة العميل مباشرة؛ ممّا يُولِّد حالة من التواصل العاطفي بينه وبين العلامة التجارية، ومن ثَمَّ زيادة انتمائه ومشاركته فيها، إلّا أنّه لا بُدّ من الانتباه هنا إلى ضرورة استخدام مشاعر الحزن استخداماً صحيحاً وأصيلاً دون تلاعُب بمشاعر العملاء؛ إذ يُمكن استخدامها مثلاً في التسويق لحملات الأعمال الخيرية والتبرُّعات.
تُحفِّز مشاعر الغضب العملاء على اتِّخاذ الإجراءات اللازمة لحلّ مشكلة ما، وتشمل مشاعر الغضب شعور الاستياء، أو الإحباط، ويمكن استخدام هذه المشاعر لحلّ العديد من القضايا؛ كاستخدام مشاعر الغضب لتسويق حملة ضدّ التلوُّث البيئي، وهذا سيُؤدّي بدوره إلى تحفيز العملاء على اتِّخاذ الخطوات اللازمة لحلّ هذه المشكلة بسرعة.
تخلق مشاعر الخوف حالة من الإلحاح والرغبة في اتِّخاذ الإجراءات اللازمة بسرعة، ويُمكن التركيز على مشاعر الخوف من المستقبل، وتحفيز العميل على اغتنام الفرصة قبل فوات الأوان، وتُستخدَم مشاعر الخوف في التسويق العاطفي؛ للتحذير من المخاطر المحتملة لأمر ما، أو بيان العواقب السلبية، أو تعزيز شعور العميل بنُدرة المنتج أو الخدمة؛ ممّا يُحفِّزه على شرائها، أو الاشتراك فيها.
هناك مجموعة من النصائح التي يُمكن اتِّباعها لاستخدام التسويق العاطفي بنجاح، منها: التعرُّف إلى الجمهور المُستهدَف؛ عبر فهم ما يجذب مشاعرهم، ويُنشِئ روابط عاطفية معهم، ويُمكن أيضاً استخدام الأسلوب القصصي في جذب انتباه العميل عاطفياً؛ فينتظر بفارغ الصبر لمعرفة المزيد.
بالإضافة إلى اختيار نوع الصوت أو النغمة المناسبة في المحتوى التسويقي، واستخدام وسائط مرئية واضحة وعالية الجودة؛ سواء أكانت صوراً، أم فيديوهات، ومن المهمّ أيضاً اختيار الكلمات الصحيحة والعميقة؛ تبعاً للمشاعر المستخدمة في التسويق العاطفي، فضلاً عن الاختيار الصحيح للألوان؛ فلكلّ لون سِمات ومشاعر مختلفة يتميَّز بها عن غيره؛ فاللون الأبيض مثلاً يرتبط بالنقاء، والأخضر بالخير والعطاء، والأسود بالغموض والأناقة.