جار التحميل...
فما المقصود بها؟ وما الأشكال التي تتحقق بها؟ وما أبرز التحديات التي تواجهها؟
حسب برنامج أكسفورد للغات تُعرف ريادة الأعمال بأنها: "إنشاء مشروع تجاري أو أعمال تجارية تحمل مخاطر مالية بهدف تحقيق الربح".
أما البروفيسور هوارد ستيفنسون الأستاذ في كلية هارفارد للأعمال فيعرفها بأنّها: "السعي لاستغلال الفرصة خارج الموارد المتاحة"؛ أي القدرة على إدارة المشروع من خلال الاستفادة من الفرص المتاحة بطرق إبداعية للضرورة وذلك بهدف تحقيق التميز والنجاح، بغض النظر عن القيود المالية أو الموارد الأخرى المحدودة. باختصار ريادة الأعمال في نظر البروفيسور ستيفنسون هي نهج شامل يمكن للفرد أن يطبّقه سواء كان مؤسس العمل التجاري، أو أي شخص داخل المنظمة، وفي أي مرحلة من مراحل المشروع.
وفي المحصّلة تتمثل ريادة الأعمال بإنشاء مشروع بهدف ابتكار شيء جديد أو تطوير شيء موجود مسبقاً بطريقة إبداعية، يخدم احتياجات الأشخاص بما يتوافق مع متطلبات العصر، وذلك من قِبَل فرد أو مجموعة من الأفراد، ومن حولك قصص كثيرة لرواد الأعمال -مثل ستيف جوبز وبيل غيتس- اقرأها واجعلها ملهمة لك إذا أردت البدء بهذه الطريق.
اتخذت ريادة الأعمال بصورة عامة أربعة أشكال أساسية، وهي كما يأتي:
غالباً ما يفكر الأشخاص بفتح مشروع تجاري في منطقتهم يهدف إلى تحقيق الربح دون التفكير في توسيع نطاق العمل أو تطويره ليصبح مشروعاً كبيراً، ويُعد هذا الشكل الأولي من ريادة الأعمال، ومن الأمثلة عليه مطعم صغير، أو متجر متخصص في بيع سلعة معينة.
عند دخول عالم ريادة الأعمال من الضروري أن تكتسب مجموعة من المهارات التي تُمكّنك من تحقيق أهدافك، وتشمل هذه المهارات القدرة على الابتكار، والتفكير الإبداعي، بالإضافة إلى فهم احتياجات السوق والبحث عن الحلول المناسبة لتلبيتها.
يُشير مصطلح "الأعمال الناشئة القابلة للتطوير" إلى المشاريع أو الأعمال أو الشركات الناشئة التي تتمتع بإمكانية كبيرة للنمو والتطور في السوق في المستقبل، ويتطلب ذلك وجود فريق ملتزم بتحقيق النجاح وتطوير فكرة مشروع جذابة، ومن الأمثلة على ذلك شركة "ميتا" (Meta).
في الشركات الكبيرة يكمن الأساس في ريادة الأعمال في الابتكار والتحديث المستمر للتقنيات والتطورات في مجال تخصصها؛ بهدف تلبية احتياجات الناس من خلال تقديم خدمات أو منتجات جديدة بصورة مستمرة، ويتضمن هذا النهج أيضاً التوسع وافتتاح أقسام جديدة، مثل شركة طيران الإمارات التي تعد ثالث أكبر شركة طيران في العالم من حيث نقل الركاب لكل كيلومتر في الرحلات المجدولة وعدد المسافرين.
وكذلك تسعى الشركات الكبيرة إلى الوصول إلى أسواق جديدة من خلال الاستحواذ على شركات أخرى أصغر، مثل استحواذ شركة "Disney" على شركة "Pixar".
هذا الشكل من أشكال ريادة الأعمال فريد من نوعه؛ فالنتيجة المتحقّقة منه ذات أهمية كبيرة، تتمثل بالمساهمة في حل المشكلات الاجتماعية وإحداث تغيير في المجتمع وجعله مكاناً أفضل، وقد يكون ذلك ضمن نطاق محليّ أو نطاق عالميّ، ومن الأمثلة على ذلك المنظمات المختلفة التي تُعنى بشؤون الفقراء، ومؤسسات التمويل.
في تقرير صدر عام 2020 لشركة "Guidant Financial" إحدى شركات التمويل الأميركية تبينّ أنّ أكبر ثلاثة تحديات تواجهها الشركات الصغيرة هي نقص رأس المال، والاحتفاظ بالموظفين، والتسويق، ورغم الأثر الإيجابي لريادة الأعمال إلا أنّها لا تواجه هذه التحديات فقط، وإنما يمكن إجمالُها من البداية فيما يأتي:
قبل بدء أي مشروع ريادي ينبغي التأكد من تحديد فكرة المشروع والخدمة التي يقدمها، إذ تعدّ هذه الخطوة من بين الخطوات المهمة، لذا يجب وضع خطة واضحة للمشروع والعمل والتنفيذ وفقاً لهذه الفكرة، ويمكن التغلب على هذا التحدي من خلال دراسة السوق بعناية، وفهم احتياجات العملاء بشكل جيد، مما يساعد على تحقيق أهداف المشروع بنجاح.
إنّ التوسّع في ريادة الأعمال وتثبيت الأركان في السوق يحتاج إلى رأس المال بالتأكيد، لذا فإنّ نقص الأموال يُشكّل عائقاً حقيقياً، فلا بدّ من الحفاظ على الميزانية المقررة للمشروع، ومعرفة كيفية إدارة المال، وتقييم النفقات الضرورية واللازمة باستمرار.
إذا واجهتك تحديات في تحقيق أهداف مشروعك بعد البداية قد يكون السبب في ذلك هو الفشل في آلية التسويق وعدم الوصول إلى الجمهور المناسب، ويمكن تجاوز هذه المشكلة من خلال التفكير بطرق تسويقية إبداعية، وتبنّي مهارات التسويق الفعالة لزيادة الوعي بالمشروع وتوسيع قاعدة العملاء، كما يجب التحقق من فاعلية الطرق المستخدمة واستثمار الوقت والمال في الطرق التي تعود بالفوائد المرجوة.
الكفاءة في العمل لتحقيق الأهداف تُعد السمة الأولى التي يجب أن يتحلى بها العاملون في أي شركة، فعدم وجود موظفين مؤهلين أو إدارة غير فعّالة من العوامل التي قد تؤدي إلى فشل المشروع، لذا يُنصح بالبحث عن الأفراد ذوي الكفاءة، وتوفير إدارة فعّالة ومنظمة لهم، مع وضع خطة واضحة ومفصلة للإدارة وتحفيزهم للحفاظ على أدائهم المتميز.
الدخول إلى عالم ريادة الأعمال يحتاج إلى التفرّغ والاهتمام بكافّة التفاصيل، لذا فإنّ عدم وجود الوقت الكافي لمتابعة المشروع قد يكون من الأسباب التي تقف وراء عدم تحقيقه للأهداف، فيجب عدم إهمال هذه النقطة والحرص على إدارة الوقت والتنظيم بين المهام جيداً.
عدم التكيف مع التغيرات المستمرة في الاحتياجات والمتطلبات المجتمعية يُعرّض المشروع للجمود ويقلل من فاعليته وقدرته على التنافسية في السوق، وهذا من العوائق والتحديات الكبيرة التي تقف أمام روّاد الأعمال، لذا لا بدّ أن يكون لدى رائد الأعمال روح التجديد والاستجابة السريعة لتلبية الاحتياجات المتغيرة للعملاء والمجتمعات، والقدرة على التحليل والتنبؤ بالاتجاهات الصاعدة وتكنولوجيا المستقبل لتطوير منتجات وخدمات جديدة تلبي تلك الاحتياجات.
مع التطوّر الكبير الذي نشهده اليوم وزيادة عدد الشركات المنافسة وتوسّعها أصبحت الميزة التنافسية ضرورية لرواد الأعمال، خاصة رواد الأعمال الجدّد، والذين يسعون إلى تحقيق نجاح مستدام في السوق، وعليه يأتي دور رائد الأعمال هنا لابتكار منتجات أو خدمات جديدة تلبي احتياجات العملاء وتحل مشكلاتهم بطريقة مميزة، والبحث عن مزايا تنافسية وتطبيقها بما يتوافق مع الأهداف، من جودة المنتج، وخدمة العملاء، والتسعير المتوافق مع السوق، والتسويق الإبداعي.
في حياتنا سواء في مجال ريادة الأعمال أو غيره سنواجه دائماً تحديات متعددة، لكن الأهم هو عدم الاستسلام، والمضي قُدُماً نحو تحقيق أهدافنا، وريادة الأعمال ليست استثناء، إذ تواجهها مجموعة من التحديات والعقبات، لذا يجب أن نكون مستعدين لمواجهتها والاستفادة منها كفرص للنمو والتطور.
المراجع
[1] online.wlv.ac.uk, What is entrepreneurship?
[2] coursera.org, What Is Entrepreneurship? A Guide
[3] ca.indeed.com, What Is Entrepreneurship? (Definition, Types, and Tips)
[4] ownr.co, What is Entrepreneurship? How to Become an Entrepreneur
[5] financesonline.com, 113 Entrepreneurship Statistics You Must Learn: 2024 Market Share Analysis & Data