جار التحميل...

mosque
partly-cloudy
°C,
فكّ شيفرة الصمت

كيفية التعامل مع الشخصية الكتومة لبناء الثقة وتعزيز التواصل

21 أكتوبر 2024 / 9:49 AM
كيفية التعامل مع الشخصية الكتومة لبناء الثقة وتعزيز التواصل
download-img
الشخص الكتوم هو الشخص الذي لا يرغب في أن يعرف الآخرون مشاعره وأفكاره ونواياه وأفعاله، ويحاول إخفاءها، فيتَّسِم بالسِّرِّية التامّة والغُموض، وعادةً ما يكون لأصحاب الشخصية الكتومة دائرة محدودة من الأشخاص الموثوق بهم؛ فهم لا يُعطون ثقتهم بسهولة للآخرين، وتتَّسِم الشخصية الكتومة أيضاً بميزة الاحتفاظ بأسرار الآخرين، والإصغاء الجيِّد لهم.

ولمعرفة كيفية التعامل مع الشخصية الكتومة، نطرح في ما يأتي بعض النصائح التي تساعد في ذلك:

احترام الحدود

لا بُدّ من احترام رغبة أصحاب الشخصيَّة الكتومة في عدم مشاركة تفاصيل حياتهم الشخصية مع الآخرين؛ فليس من المناسب الضغط عليهم للكشف عنها؛ لأنّ هذا يُشعِرهم بعدم الراحة، ولا بُدّ أيضاً من إدراك أنّ لكلّ شخص الحقّ في تعيين حدود خصوصيّته، ومشاركة المعلومات التي يرغب في مشاركتها، وينبغي منح أصحاب الشخصية الكتومة الوقت الكافي والمساحة الخاصَّة، وفهم حاجتهم إلى الخصوصية، وعدم إزعاجهم بالأسئلة التي قد تكون مُتطفِّلة.

فهم الأسباب

معرفة كيفية التعامل مع الشخصية الكتومة ممكنة بفَهم الأسباب التي قد تُفسِّر كتمانه الدائم؛ ففي بعض الأحيان، قد لا يكون الشخص الكتوم واعياً لعدم انفتاحه؛ فهو يحاول فقط عدم إزعاج الآخرين بمعلومات شخصية عن حياته، ويشعر أنّ بعض التفاصيل قد لا تستحقّ المشاركة، أو قد لا يدرك أصحاب الشخصية الكتومة أهمّية الانفتاح لتقوية العلاقات بين الأصدقاء أو الأزواج وغيرها من العلاقات الاجتماعية.


ومن الممكن أن يعاني الشخص الكتوم القلق الاجتماعي؛ ممّا يُشعره بأنّ الانفتاح على الآخرين أمر غير مريح، وقد يشعر أيضاً بالقلق تجاه كيفية حُكم الآخرين عليه؛ ممّا قد يدفعه إلى الكتمان، أو قد يكون السبب هو شُعوره بأنّ الطرف الآخر غير جدير بالثقة بعد، أو قد لا يرى أنّ العلاقة قوية بما يكفي له للانفتاح.

بدء الحوار

عندما تكون العلاقة مع صاحب الشخصية الكتومة قريبة؛ كأن يكون أحد أفراد العائلة، أو الأصدقاء، فقد يكون من المفيد مشاركة المشاعر بوضوح، ومواجهة الشخص الكتوم بلُطف؛ بسؤاله عن مشاعره، وأسباب كتمانه المُستمِرّ، مع التأكيد على دعمه إن أراد التحدُّث.  

كسب الثقة

اكتساب ثقة الآخرين عملية تدريجية تتطلَّب الوقت والصبر، لا سِيَّما عندما يتعلَّق الأمر بصاحب الشخصية الكتومة؛ فهو يحتاج إلى المزيد من الوقت؛ ليشعر بالراحة، ويبدأ بمشاركة تفاصيل حياته وأفكاره ومشاعره مع الآخرين، أمّا محاولة دفعه إلى الانفتاح قبل تكوين الثقة لديه، فقد تُؤدّي إلى انسحابه.


ويمكن بناء الثقة مع الشخص الكتوم؛ بمنحه الوقت الكافي لتطوير علاقة قوية، وعندما يبدأ بالبوح عن بعض جوانب حياته الشخصية، فلا بُدّ من إبداء الاهتمام بما يقوله؛ بالاستماع الجيِّد، وتجنُّب عوامل التشتُّت؛ كالهاتف، وطرح الأسئلة التوضيحية، مثل "هل يمكنك إخباري بالمزيد؟"، مع إظهار التفهُّم والتعاطُف، مثل "يمكنني تفهُّم شعورك"، أو "لا بُدّ أنّ الأمر كان صعباً عليك"، وبهذه الطريقة يشعر الشخص الكتوم بأنّ مشاعره مهمة، وأنّ لديه مَن يستمع له بصدق.


والحفاظ على سِرّية المعلومات مهمة في العلاقات جميعها، وتصبح أكثر أهمّية عند التعامل مع الشخص الكتوم؛ لحاجته إلى الخصوصية حتى في أدقّ تفاصيل حياته؛ لذا، ينبغي الحفاظ على سِرّية المعلومات التي يشاركها الشخص الكتوم؛ للحفاظ على ثقته، بالإضافة إلى أنّ التعبير له عن الشُّعور بالامتنان لمشاركته تفاصيله الشخصية أمر مهمّ جدّاً؛ لتعزيز شعوره بالراحة والأمان، وتشجيعه للانفتاح أكثر في علاقاته مع الآخرين.

المبادرة في الانفتاح

قد تكون مشاركة بعض التفاصيل الشخصية مع الشخص الكتوم الخطوة الأولى لتشجيعه على مشاركة جوانبَ من حياته؛ فعندما يتبادل الشخص المنفتح الحديث مع الشخص الكتوم، قد يُشجِّع الشخص الكتوم على مشاركة بعض أفكاره ومشاعره وتجاربه، ومع مرور الوقت، قد يصبح أكثر استعداداً للتواصل ومشاركة تفاصيل حياته.

البحث عن اهتمامات مشتركة

يمكن تعزيز التواصل مع الشخص الكتوم؛ باكتشاف اهتمامات مُشترَكة؛ ممّا يزيد فرص الاشتراك معه في محادثات ممتعة، ويمكن ذلك بالاهتمام بهوايات الشخص الكتوم، وسؤاله عن الأنشطة التي يُفضِّلها في أوقات الفراغ، أو الاهتمامات التي تُثير شغفه، ثمّ اقتراح ممارسة نشاط مُتعلِّق بهذا الاهتمام، مثل حضور دورة تدريبية عن الاهتمام المُشترَك؛ ممّا قد يساعد في بناء تجارب مُشترَكة تُعزّز العلاقة به، وتُحسِّن التواصل معه.


وفي الختام، يتطلَّب التعامل مع الشخصية الكتومة الصبر والتروّي؛ فلا يمكن للشخصية الكتومة الانفتاح بالطريقة نفسها التي ينفتح بها الآخرون بعضهم على بعض؛ لذا، ينبغي إعطاء صاحبها بعض المساحة والخصوصية، والتعامل معه بلُطف إذا تجاوزت حالته الحدود المقبولة، وتشجيعه على الانفتاح؛ بمشاركته التفاصيل الشخصية، وإظهار الحماس عندما يشارك هو أيضاً بعض تفاصيله الشخصية، ولا بُدّ من كسب ثقته، وفهم أسباب كتمانه.

 

المراجع


[1] believeinmind.com, How to be Friends with a Private Person: 11 Hints to Connect
[2] mysleepythoughts.com, Ways To Deal With Secretive Friends
[3] believeinmind.com, How to Deal with a Private Person : The Art of Patience
[4] blog.sugar.ng, 10 Ways To Cope With A Secretive Partner
[5] counselling-directory.org.uk, Dealing with a silent partner

October 21, 2024 / 9:49 AM

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.