جار التحميل...
وتجدر الإشارة هنا إلى ضرورة التعامل مع الشخصية القلقة بحذر وتعاطُف، ومن أبرز النصائح لتحقيق ذلك ما يلي:
غالباً ما يتصرَّف صاحب الشخصية القلقة باندفاع أو غضب، وفي أحيان أخرى، قد يقابل الآخرين بصمت، وقد يُفسَّر هذا التصُّرف تفسيراً خاطئاً من قِبَل الآخرين؛ كاعتقادهم بأنَّه هجوم شخصي، أو تجاهل مقصود؛ ممّا قد يُشعِرهم بالإهانة أو الاستياء من الشخص القلق.
ولا بُدّ من إدراك أنّ سلوكات الشخصية القلقة في الحقيقة مُجرَّد انعكاسات لقلقها المُسَيطر عليها، وليس لها علاقة بالآخرين؛ ممّا قد يُسهِّل التعامل معها، ويؤدّي إلى تجنُّب إساءة فهمه، ومن ثَمَّ تعزيز فُرَص دعمه والتواصل معه بصورة أفضل.
من السهل التأثُّر بالطاقة السلبية المُحيطة؛ لذا، تُعَدّ وقاية النفس من هذه التأثيرات أمراً في غاية الأهمية؛ فمثلاً، عند التواجد مع الشخصية القلقة، يُنصَح بالحفاظ على التوازن النفسي، ومنع التأثير السلبي الناتج عن التعامل مع هذه الشخصية؛ من خلال شحن النفس بالطاقة الإيجابية، وتذكُّر الأمور الجيِّدة، وتفادي الأفكار السلبية.
والتركيز على الإيجابية أيضاً عند التعامل مع الشخصية القلقة قد يُؤثِّر إيجاباً على الشخص القلق، ويساعد في تقليل أفكاره السلبية وحِدَّة انفعالاته.
ومن المُهِمّ أيضاً وضع حدود واضحة عند التفاعل مع الشخص القلق؛ للحفاظ على الصحّة النفسية، وتجنُّب التفكير كثيراً في مخاوفه وكلامه السلبي، والموازَنة بين تقديم الدَّعم له، والانسحاب عند الضرورة.
بسبب الكمّ الكبير من الأفكار التي يمتلكها صاحب الشخصية القلقة في ذهنه، فهو غالباً ما يحتاج إلى التعبير عنها بالكلمات؛ للتخلُّص منها، أو التقليل من تأثيرها الداخلي، وهنا لا بُدَّ من إظهار الاهتمام، والتعاطف معه، والاستماع له بفاعلية قدر الإمكان، مع الاعتراف بمشاعره بدلاً من إنكارها، أو التقليل من شأنها، إضافة إلى تقدير جهوده في محاولة التخلُّص من هذا القلق.
وفي كثير من الأحيان، يحاول الشخص القلق إخفاء مشاعره؛ كي لا يُلاحظها المُحيطون به؛ ممّا يُؤدّي إلى تفاقُمها، وزيادة حِدَّتها؛ لذا، من المفيد جدّاً تشجيع الشخص القَلِق إن كان بالإمكان التعرُّف إلى أعراض القلق لديه، على التعبير عن مشاعره ومخاوفه، وإظهار الاستعداد لدَعمه، والاستماع له في أيّ وقت.
لا يعني الاعتراف بالمخاوف أو المشكلات التي يُعاني منها الشخص القَلِق تعزيز القلق أو تأكيد هذه المخاوف؛ فهذا من شأنه أن يحول دون رؤيته الموقف بصورة واقعيّة، ويزيد مشاعره السلبية، ولا بُدّ بدلاً من ذلك من تشجيعه؛ بالتركيز على الحلول والنتائج الإيجابية، وتجاهُل السيناريوهات الأسوأ؛ للتعامل مع القلق تعاملاً أفضل.
ويجدر التنويه أيضاً إلى أنّه الشخص القَلِق في بعض الأحيان قد لا يكون مُستَعِدّاً لتلقّي المساعدة المباشرة من قِبَل الآخرين، وهنا، من الأفضل الاكتفاء بإبداء مدى الاستعداد لتقديم المساعدة له والتواجد من أجله، دون فرض التوجيهات أو الأخذ بزمام المبادرة لحَلّ مشكلاته نيابة عنه؛ فهذا قد يشعره بعدم كفاءته في التعامل مع قلقه.
وختاماً، لا بُدَّ من دَعم صاحب الشخصية القلقة؛ بحَثِّه على التوكُّل على الله -سبحانه وتعالى-، والدعاء، وتذكيره بأنّ الله -عزّ وجل- هو خير الحافظين، وأنّ الصبر والتفاؤل من أهمّ وصايا ديننا الإسلامي؛ فهذا قد يشعره بالراحة، ويمكن مساعدته أيضاً في تطوير استراتيجيات خاصَّة؛ للتعامل مع القلق تعاملاً مناسباً؛ كممارسة الرياضة، وتمارين الاسترخاء، واتِّباع نظام حياة صِحّي، وغيرها.
وإن كان الذي يُعاني القلق شخصاً مُقرَّباً يُعاني منه منذ فترة طويلة، ويُؤثِّر كثيراً في حياته اليومية، ويُسبِّب له الكثير من الأعراض النفسية والجسدية الشديدة، فقد يكون من الأفضل تشجيعه على طلب المساعدة من المُختَصِّين؛ لمعرفة الأسباب الحقيقية لهذا القلق، وأفضل الاستراتيجيات للتعامل معه، ولتشجيع الشخص القلق على طلب المساعدة، يمكن مساعدته في العثور على أفضل المُختَصِّين، وإقناعه بأهمّية هذه الخطوة في تحسين نوعية حياته.
المراجع
[1] thehannonclinic, Are you around anxious people? 5 Tips to keep you balanced.
[2] laureltherapy, 15 Things You Should Never Say to Someone With Anxiety
[3] talkspace, How to Help Someone With Anxiety: 16 Ways
[4] calm, How to help someone with anxiety (and what not to do)
[5] psychcentral, 6 Ways to Help Someone with Anxiety