جار التحميل...
وقد يكون لصفات الشخصية الأنانية المُحِبّة لذاتها تأثير سلبي في الأشخاص المُحيطين بها؛ لذا، لا بُدّ من معرفة كيفية التعامل معها؛ للحَدّ من تأثيرها، وفي ما يأتي أبرز النصائح:
يُعَدّ فهم الدافع وراء سلوك الشخص الأناني المُحِبّ لذاته أولى الخطوات للتعامل معه؛ فالتصرُّفات السطحية أحياناً تحمل في جعبتها أسباباً عميقة؛ كأن يكون الدافع هو المرور بمشكلات نفسية، مثل: الاكتئاب، أو اضطراب الشخصية النرجسية.
وقد يكون التصرُّف الأناني مُرتبِطاً ببعض المخاوف؛ نتيجة التجارب المؤلمة السابقة، فيسعى الشخص جاهداً إلى تجنُّب تكرار الشعور بهذا الألم، حتى ولو كان ذلك يعني إيذاء مشاعر الآخرين، أو تجاهل احتياجاتهم؛ لذا، يسهم تفهُّم سلوك الشخص الأناني في التعامل بفاعلية معه، ويُقلِّل تأثيره السلبي في الآخرين.
قد تكون للسلوك الأناني أسباب نفسية وشخصية؛ ممّا يعني عدم أخذ تصرُّفات الشخص الأناني على مَحمل شخصيٍ؛ كتفسيرها على أنّها إهانات شخصية للشخص الذي يتعامل معه، أو أخطاء بدرت منه؛ كي لا يُؤثِّر هذا التفسير سلباً ومباشرة في تقديره لذاته عند تعامله معه، فلا يجعله عُرضة للتلاعب العاطفي، وبغضّ النظر عن تصرُّفات الشخصية الأنانية، فلا ينبغي أن تُلام الذات، ولا أن تُحمَّل إثم هذه التصرُّفات؛ لأنّها ببساطة ليست مسؤولة عن هذا الخطأ.
لا بُدّ من وضع حدود صارمة عند التعامل مع الشخص الأناني والمُحِبّ لذاته؛ بمواجهته مباشرة، لا سِيَّما إن كان هذا الشخص فرداً من العائلة، أو أحد الأصدقاء؛ عبر إخباره بمدى تأثير سلوكه الأناني، والحرص على استخدام لغة إيجابية مثل: "أشعر بعدم الراحة لأنَّك تُركِّز على نفسك فقط، ولا تُعطي أهمّية لمشاعري"، وتجنُّب استخدام العبارات الجارحة والناقدة، مثل: "أنت أناني كثيراً"، أو "أنا أكرهك".
وإن لم يتغيَّر الشخص الأناني حتى بعد المواجهة المباشرة، أو كان شخصاً غير مُقرَّب كثيراً ولا يمكن مواجهته مباشرة، فيمكن وضع حدود صارمة؛ بالتوقُّف عن تقديم ما يُلبّي احتياجاته الأنانية؛ فمثلاً، إن كانت زميل العمل أنانيّاً، ويطلب دائماً المساعدة في إتمام المَهامّ والمسؤوليات في العمل، وفي المقابل، يرفض تقديم أيّ مساعدة لغيره، فحينها ينبغي وضع حَدّ صارم له؛ بالتوقُّف عن مساعدته، وقول: "لديّ كثير من المَهامّ الآن، ولن أتمكَّن من مساعدتك في هذا الأمر" مثلاً.
انهاء العلاقة بالشخصية الأنانية أمر ضروري في كثير من الأحيان، لا سِيَّما عندما لا تُظهر أيّ قدرة على التغيير؛ لأنّ ذلك يعني أنّها ليست أنانية تُحِبّ ذاتها فحسب، وإنَّما تُعاني اضطراب الشخصية النرجسية، وهذه الشخصية تتَّصف بالأنانية والحُبّ الكبير للذات، بالإضافة إلى الغطرسة، واستغلال الآخرين، والافتقار إلى التعاطف مع مشاعر الآخرين.
وهنا، يُمكن إرشاد الشخص الذي يعاني من التعامل مع الشخصية النرجسية إلى طلب المساعدة المهنية، واتِّخاذ الخطوة الأولى لإنهاء العلاقة؛ بهدف الحفاظ على صحته النفسية والعاطفية.
تسرق الشخصية الأنانية كثيراً من وقت الشخص وطاقته؛ فهي تأخذ الاهتمام، ولا تُعطي مقابله؛ ممّا قد يُسبِّب بعض لتأثيرات السلبية في النفس، وأبرزها الاستنزاف العاطفي؛ لذا، تُعَدّ ممارسة الرعاية الذاتية أمراً مهمّاً لحماية الذات، ومن وسائل الرعاية الذاتية: إيلاء الذات الاهتمام الكافي، وتلبية احتياجاتها عِوَضاً عن التركيز على تلبية احتياجات الشخص الأناني، بالإضافة إلى أنّ أهمّية البحث عن أصدقاء جُدد، وبناء علاقات صِحّية، من الوسائل الفاعلة في ممارسة الرعاية الذاتية.
وختاماً، يُمكن التفريق بين حُبّ الذات بصورة صِحّية والأنانية؛ بإدراك أنّ حُبّ الذات الصحِّي يعني مراعاة النفس، واحترام الذات، دون استغلال الآخرين، أو تقليل احتياجاتهم وعدم التعاطف معهم، بينما تعني الأنانية حُبّ الذات المُبالَغ فيه على حِساب احتياجات الآخرين، والإساءة لهم، أمّا إن وُجِد التوازن بين تلبية الاحتياجات الشخصية واحتياجات الآخرين دون إلحاق الأذى النفسي بهم، فلا يُمكن وصف هذا السلوك بالأنانيّ.
المراجع
[1] verywellmind.com, 6 Signs Someone Is Too Self-Centered
[2] psychologytoday.com, 4 Ways to Deal With Selfish People
[3] clevelandclinic.org, How To Handle a Self-Centered Person
[4] wikihow.com, How to Deal With a Self Centered Friend: 15 Steps
[5] psychcentral.com, 5 Signs of a Selfish Person: How to Deal with Them