جار التحميل...

mosque
partly-cloudy
°C,
العلاقات فنّ

فن التعامل مع الشخصية الحساسة: خطوات بسيطة تراعي مشاعرها

21 أكتوبر 2024 / 12:15 AM
فن التعامل مع الشخصية الحساسة_ خطوات بسيطة تراعي مشاعرها
download-img
الحساسية سِمة شخصية تُستخدَم لوصف كيفية التفاعل، وزيادة الاستجابة للمُؤثِّرات الخارجية (البيئية، والاجتماعية)، والداخلية (النفسية، والعاطفية)؛ سواء أكانت سلبية، أم إيجابية؛ فالأشخاص ذوو الشخصية الحسّاسة يتفاعلون تفاعلاً أعمق مع المواقف، والعواطف، مقارنةً بالأشخاص الآخرين؛ ممّا قد يُؤثِّر في سَير حياتهم اليومية.

ويميل الأشخاص ذوو الشخصية الحسّاسة عادةً إلى تجنُّب الأمكنة المزدحمة؛ لشُعورهم بالإرهاق من المُحفِّزات الحِسِّية، مثل: الأصوات المرتفعة، والإضاءة العالية، بالإضافة إلى أنّهم قد يتجنَّبون مشاهدة الأفلام والبرامج التي تحتوي على مشاهد عنيفة وقاسية؛ لأنّها قد تُشعِرهم بالقلق والتوتُّر.


ويتَّسِم أصحاب هذه الشخصية بملاحظة الجمال في كلّ شيء تقريباً، وينبهِرون به، بالإضافة إلى أنَّهم يُعانون التعاطف الشديد مع الآخرين؛ ممّا يتطلَّب منهم مراعاة مشاعر الآخرين إلى أقصى درجة، وهو ما قد يُؤدّي إلى شُعورهم بالإرهاق العاطفي أحياناً.

 

ويحتاج أصحاب هذه الشخصية إلى مَن يفهمهم ويتعامل معهم بأساليب تُناسبهم؛ ممّا يتطلَّب من الآخرين التحلّي بالصبر والهدوء أثناء التعامل معهم، ومراعاة مشاعرهم، وفهم شخصيّاتهم. وفي ما يأتي أبرز النصائح، وأهمّ الأساليب التي يُمكن اتِّباعها للتعامل معهم، وبناء علاقات صِحِّية.

انتقاء الكلمات والانتباه إلى الأفعال 

يتأثَّر الأشخاص الحسّاسون بالكلمات والأفعال تأثُّراً كبيراً مقارنةً بغيرهم؛ فهم يميلون إلى تفسيرها بعُمق أكبر ممّا تبدو عليه؛ لذا، لا بُدَّ من انتقاء الكلمات بعناية، والانتباه إلى الأفعال أثناء التعامل معهم؛ لتفادي التأثير السلبي في حالتهم النفسية والعاطفية.


ولبناء علاقات صِحِّية خالية من التوتُّر مع الأشخاص الحسّاسين، يُنصَح بتجنُّب بعض العبارات التي قد تزعجهم، مثل: "أنت شخص حَسّاس"، أو "توقَّف عن التفكير، والتحليل الزائد"؛ فهذه العبارات قد تُشعِرهم بالاستفزاز، وتُقلِّل احترام مشاعرهم، وقد تُشعِرهم بأنَّهم عبء على الآخرين.


وعلاوة على ذلك، يُنصَح بتجنُّب الأحاديث السطحية أثناء الحديث معهم؛ لأنّ الأشخاص الحسّاسين قد يشعرون بالملل منها، ويُفضِّلون المشاركة في الأحاديث الهادفة، والمُهِمَّة، والعميقة.

حُسن الاستماع لهم

يُعَدّ حُسن الاستماع من أهمّ العوامل التي تُعزِّز التفاعل، وتُقوّي العلاقات مع الأشخاص الحسّاسين؛ لأنَّه يسهم في فهمهم فهماً أفضل، وفهم أسلوب تفكيرهم، وهذا يتطلَّب التركيز في الحديث، وملاحظة التفاصيل الدقيقة، والانتباه إلى لغة الجسد، وملامح الوجه، مع ضرورة إبداء رُدود الأفعال الإيجابيَّة أثناء الحديث؛ للتأكيد على حُسن الاستماع بوضوح.

 إظهار التعاطف معهم

يؤدّي إظهار التعاطف دوراً مِحوَريّاً في شعور الأشخاص الحسّاسين بالراحة والأمان عند تعاملهم مع الآخرين؛ ممّا يُشجِّعهم على التحدُّث بصراحة أكبر، والكشف عن جوانب شخصيّاتهم الحقيقية، ولا يعني ذلك بالضرورة الموافقة على آرائهم، أو الاتِّفاق معهم دائماً، بل يتطلَّب فهم مشاعرهم، وآرائهم، وتجاربهم، دون إصدار أحكام أو انتقادات غير ضرورية.


ويُنصَح باستخدام عبارات تُعبِّر عن الدعم، والتفاعل الإيجابي، مثل: (أنا أتفهَّم مشاعرك)، أو (يمكنني تخيُّل مدى صعوبة الموقف الذي مررت به)؛ الأمر الذي يُسهم في تعزيز شعورهم بالاحتواء والدَّعم.

بناء حدود واضحة وصِحِّية 

يُساعد التعبير عن الحدود الشخصية تعبيراً واضحاً وصريحاً دون استخدام الكلمات الجارحة في توضيح طبيعة العلاقة بأصحاب الشخصية الحسّاسة، ووضع حدود للتعامل معهم، ومن ثَمَّ بناء علاقات إيجابية، وواضحة، وخالية من سوء الفهم، ومن الضروري أيضاً مراعاة احتياجات الأشخاص الحسّاسين، وإعطاؤهم الفرصة للتعبير عن آرائهم، وما يحتاجون إليه من تلك العلاقة؛ ممّا يُساعد في تعزيز التفاهم والاحترام المُتبادَل بين الطرفَين.

منحهم مساحة شخصية كافية

قد يميل الأشخاص الحسّاسون إلى البقاء وحدهم والابتعاد عن الآخرين في بعض الأحيان، ولا يعني ذلك أنَّهم يُفضِّلون العُزلة، بل يعكس ذلك حاجتهم إلى الهدوء، والمساحة الشخصية؛ بهدف تخفيف الطاقة والمشاعر السلبية الناتجة عن تفاعلهم مع الآخرين، والإفراط في التفكير، وتحليل المواقف التي مَرُّوا بها؛ فعند السماح لهم بالوقت الكافي الذي يحتاجون إليه، سيشعرون بالامتنان والتقدير، ويُجدِّدون طاقاتهم الإيجابية، فيشعرون بأنَّهم في حالة نفسية أفضل.

حل المشكلات بهدوء

لا تخلو العلاقات من المشكلات وسوء الفهم، لا سِيَّما عند اختلاف الطِّباع، والشخصيات، ووسائل التفكير، وتحليل المواقف؛ لذا، ينبغي تفهُّم أصحاب الشخصية الحسّاسة، وحلّ المشكلات والخِلافات التي قد تحصل بهدوء، والابتعاد عن الغضب والعصبية، واعتماد النِّقاشات الهادفة والفاعلة لحلّ المشكلة، وتقليل مستويات التوتُّر والحزن والغضب.


ويمكن أن تُساعد الفُكاهة في تقليل هذه المستويات أيضاً، وتحسين الحالة المزاجية للأفراد، لا سِيَّما الحسّاسون، ومع ذلك، لا بُدّ من التأكيد على ضرورة ألّا تتضمَّن الفُكاهة أيّ إهانات أو انتقادات تمسّ شخصيّاتهم.

 

المراجع 


[1] verywellmind.com, Are You a Highly Sensitive Person?
[2] gouldtraining.co.uk, How To Handle Sensitive People
[3] hsptools.com, How to Communicate with a Highly Sensitive Person (in 5 Simple Ways)
[4] wikihow.com, How to Deal with Sensitive People
[5] highlysensitiverefuge.com, 10 Ways to Care for a Highly Sensitive Person

October 21, 2024 / 12:15 AM

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.