المرأة النكدية: فهم الصفات وطرق التعامل معها

بالإضافة إلى التغيُّرات الهرمونية التي تحدث في جسدها خلال الشَّهر، أو عاصفة المشاعر السلبية المُفاجِئة التي تجتاحها دون سبب واضح، وعندها، لا ينبغي على الزوج التعامل مع العاصفة فقط حتى تمُرّ، وإنَّما يجب عليه تعلُّم الإبحار أثنائها كذلك. 

صفات وعلامات رئيسة للمرأة النكدية

يمكن معرفة المرأة النكدية وتمييزها من خلال مجموعة من الصفات والعلامات الشائعة التي قد تظهر عليها، مع التأكيد على أنّ ظهور واحدة أو اثنتَين من هذه الصفات في بعض الأحيان نتيجة مرورها بظروف مُعيَّنة لا يعني أنّها امرأة نكدية بصفة عامَّة.

ومن أبرز هذه الصفات: كثرة التذمُّر والشكوى باستمرار عند حدوث خطأ ما، أو عندما لا تسير الأمور على النحو المُتوقَّع والمُخطَّط له، بالإضافة إلى عدم التحلّي بالصبر وسرعة نفاده؛ ممّا يُشعِرها بالغضب والعصبية سريعاً، ومن ثَمَّ تسبُّبها في المشكلات باستمرار.

وتتَّصِف المرأة النكدية أيضاً بالحساسية الشديدة، حتى وإن كانت لا تُظهر ذلك؛ فهي تشعر أنّ أيّ كلمة أو موقف يكون مُوجَّهاً ضِدَّها شخصياً، وتجد صعوبة في التعبير عن مشاعرها تعبيراً واضحاً وسليماً، وتتَّسِم المرأة النكدية أيضاً بعدم القدرة على تقبُّل النقد من الآخرين بأيّ طريقة، ومحاولة فرض رأيها في أغلب الأحيان. 

ومن العلامات التي تُميِّز المرأة النكدية أيضاً سُرعة الغضب، وتغيُّر المزاج سريعاً، وعدم القدرة على ضبط نفسها وانفعالاتها؛ ممّا يُؤدّي إلى وقوعها في الكثير من الأخطاء؛ نتيجة تصرُّفها بتهوُّر، وقد تلجأ إلى توجيه كلام سلبيّ للآخرين في بعض الأحيان، ثمَّ تندم عليه لاحقاً. 

وعادةً ما تتَّصف المرأة النكدية أيضاً بحاجتها الشديدة إلى المساحة الشخصية الكافية؛ حتى تشعر بالهدوء والارتياح، وتعود إلى ممارسة مَهامّها وأدوارها بصورة أفضل، دون إجبارها على الكلام، أو أداء مَهمَّة مُعيَّنة، أو وضعها تحت الضغط، وخاصَّة إن لم تكن ترغب في ذلك. 

التعامل مع المرأة النكدية: حلول وطرق بسيطة لمشكلات مُعقَّدة

قد يكون التواجد مع امرأة نكدية في المكان نفسه أمراً مزعجاً في بعض الأحيان، إلّا أنّ مساعدتها والتعامل معها تعاملاُ صحيحاً، وعدم أخذ تصرُّفاتها على مَحمَل شخصي، يمكن أن يساعد كثيراً في تحسين مزاجها العامّ، وعودتها إلى حالتها الطبيعية، وفي ما يأتي مجموعة من أفضل الطرق التي يُمكن اتِّباعها عند التعامل مع المرأة النكدية: 

الاستماع لها والتعاطف معها 

يساعد الاستماع للمرأة في فهمها والتعرُّف إلى مشاعرها، ومعرفة مخاوفها والأمور التي تُزعجها وتُدخِلها في مزاج سيِّئ؛ إذ يساعد الاستماع لها والتعاطف معها في إشعارها بأنّ مشاعرها مُهِمَّة، وبأنَّ ثَمَّة مَن يهتمّ لأمرها، ويَراها، ويُنصت لها؛ ممّا يُسهِم في تخلُّصها من المشاعر السلبية التي تجتاحها، فيُصبح مزاجها أفضل.

منحها مساحتها الخاصَّة

إن لم تكن المرأة راغبة في الكلام عمّا يزعجها ويُؤثِّر في مزاجها العامّ، وكانت تريد الصمت والابتعاد لبرهة من الزمن فقط، فلا بُدّ من احترام ذلك، ومنحها مساحة شخصيَّة كافية لتتمكَّن من التعامل مع مشاعرها الخاصَّة بالطريقة التي تُريحها، وتُشعِرها بالتحسُّن؛ فالهدف يكمن في دَعمها، ومساعدتها على تجاوز المشاعر السلبية بالطريقة التي تناسبها، وليس بالضغط عليها لمعرفة سبب تغيُّر مزاجها. 

تشتيت انتباهها عمّا يزعجها

محاولة تشتيت انتباه المرأة عن الأمور التي تزعجها، وشغلها بما يُحسِّن مزاجها العامّ، ويرفع معنوياتها، من الطرق الجيِّدة للتعامل معها؛ كمشاهدة فيلم، أو برنامج تلفزيوني ممتع، أو التنزُّه في الطبيعة معاً، أو التسوُّق، أو لعب لعبة مُسلِّية، أو ممارسة أيّ نشاط آخر ممتع لها. 

مساعدتها ودعمها 

تُعَدّ كثرة المَهامّ والمسؤوليات المُلقاة على عاتق المرأة من الأسباب الشائعة التي تُشعِرها بالانزعاج، وسوء المزاج؛ لذا، فإنّ مساعدتها، ودعمها، وتقاسُم الحِمل معها، يمكن أن يُحسِّن مزاجها؛ كغسل الأطباق عِوضاً عنها عند انزعاجها وتأثُّر مزاجها العامّ، أو طهي وجبتها المُفضَّلة لترتاح من عناء الطهي في هذا اليوم. 

استخدام روح الفكاهة بحذر وحكمة 

يُمكن أن تُساعد روح الفكاهة في تحسين مزاج المرأة النكدية، وإضفاء نوع من المرح والبهجة على العلاقة، على يكون ذلك بحكمة وحَذر، وبحسب الموقف؛ فليست المواقف أو الأوقات جميعها مناسبة للأسلوب الفُكاهي، واستخدامه في وقت خاطئ يمكن أن يزيد الأمر سوءاً، ويُنمِّي مزاجها السيِّئ، وقد يُشعِرها هذا الأسلوب بأنّ مشاعرها موضع استهزاء وسخرية. 

وضع الحدود لعلاقة صِحِّية وسليمة 

يُعَدُّ وضع الحدود الواضحة أمراً مُهِمّاً للغاية؛ لبناء علاقة صِحِّية وسليمة؛ إذ تُساعد الحدود في الحفاظ على الاحترام والتقدير، والتعبير عن المشاعر تعبيراً صحيحاً؛ سواء أكانت المشاعر سلبية، أم إيجابية؛ لذا، فإنّ وضع الحدود عند التعامل مع المرأة النكدية يُساعد في الحفاظ على الصحَّة النفسية والعاطفية لكلا الشريكَين؛ كالحرص على عدم استخدام أسلوب الصُّراخ أو الشَّتم عند الانزعاج. 

وختاماً، المرأة بطبيعتها عاطفية تُسعِدها المُبادرات والإيماءات اللطيفة التي تُعبِّر عن الحبّ والاهتمام مهما كانت صغيرة وبسيطة؛ لذا، قد يكون التعامل مع المرأة النكدية أبسط ممّا يبدو في كثير من الأحيان؛ فتقديم وردة جميلة، أو رسالة لطيفة، أو هدية صغيرة، قد تحلّ المشكلة، وترفع معنوياتها، فيَعُمُّ الحبّ أرجاء المنزل، جنباً إلى جنب مع الفرح والرضا.

المراجع