خطوات آمنة لتعليم السباحة للرضع: نصائح مهمة للأمهات

ومع ذلك، يتطلّب تعليم السباحة للرُّضَّع الالتزام بمجموعة من الخطوات العملية المدروسة التي تُراعي احتياجات الرُّضَّع الجسدية والنفسية على حَدّ سواء؛ فالتجربة الأولى للرضيع مع الماء يُمكن أن تؤثّر على نحو كبير في علاقته مع الماء مستقبلاً، وبالتالي تقبُّله السباحة، ولكن لا داعي للقلق؛ فمن خلال توفير البيئة المناسبة والدَّعم اللازم، يمكن للأُمَّهات مساعدة أطفالهنّ الرُّضَّع على تعلُّم مهارة السباحة بطريقة ممتعة وآمِنة في آنٍ واحد، ممّا يُعزّز قدرتهم على التكيُّف مع الماء بثقة واستقلالية لاحقاً.

العمر المناسب للبدء بتعليم السباحة للرضع 

يمكن البدء بتعليم الرُّضَّع مهارة السباحة في سِنّ مُبكِّرة تُقدَّر عادةً بحوالي سِتّة أشهر، وهو عُمر مناسب لبناء الثقة والإحساس بالأمان والراحة أثناء الوجود في الماء، والبدء بتعلُّم أولى مهارات السباحة الأساسيّة؛ فالأطفال الرُّضَّع في هذا العمر يُمكِنهم تعلُّم كيفية الطَّفو، والرَّكل، والسَّحب، والتحرُّك في الماء بشكل بسيط، ومع ذلك يجب التأكيد على أنّ هذه العمليّة لا تُركِّز في هذا العمر على تعليم الرضيع السباحة بمهارة عالية بقَدر ما تُركِّز على تعليمه كيفية البقاء في الماء مُحاوِلاً تعلُّم السباحة لمُدَّة أقصاها 30 دقيقة، حسب توصيات الأكاديمية الأميركية لطبّ الأطفال (AAP).

أمّا دروس السباحة الفعلية للأطفال، فتوصي الأكاديمية بها في عُمر يتراوح بين 1-4 سنوات؛ لدورها الكبير في حماية الأطفال من الغَرَق، ومع ذلك، ينبغي على الأُمَّهات والآباء مراقبة علامات جاهزية الطفل الرضيع لتعلُّم السباحة قبل البدء بذلك، وتشمل قدرته على الجلوس بشكل مُستقِلّ، والتحكُّم الجيّد في الرأس والرقبة، والاهتمام بالماء، والاستجابة الإيجابية للتوجيهات البسيطة، الأمر الذي يُشير إلى أنّ الطفل مُستَعِدّ للبدء بتعلُّم أساسيّات السباحة بشكل آمِن.

ويجدر التنويه إلى أنّ تعليم السباحة للرُّضَّع لا يحميهم من الغرق فقط، وإنّما يُنمّي لديهم الثقة والاستقلالية في عُمر مُبكِّر، ويُقوّي عضلاتهم ومفاصلهم، ويُحسِّن توازن أجسادهم، وتناسُق حركاتهم، مع مساهمة السباحة في تطوير مهارات التواصل مع الآخرين؛ من خلال تفاعلهم مع أقرانهم، وبهذه الطريقة تُصبح السباحة تجربةً ممتعةً ومفيدةً للأطفال تُمهِّد الطريق لحياة مليئة بالأنشطة المفيدة والممتعة.

للأمهات: خطوات ونصائح لتعليم السباحة للرضع بشكل آمن 

البدء بحوض الاستحمام

يُمثِّل حوض الاستحمام أوّل مكان يُمكن اعتماده للبدء بتعليم السباحة للرُّضَّع كتجربة أولى لهم مع الماء؛ إذ يمكن تحفيز الطفل على تعلُّم السباحة أثناء روتين الاستحمام اليومي الخاصّ به؛ من خلال اللعب والاستمتاع بالماء أثناء الاستحمام، وتشجيع الرضع على الرَّكل بالأرجل، وتحريك الأيدي في الماء، ويمكن سكب الماء على أكتاف الرضيع وذراعَيه وساقَيه، ثمّ سكبه على رأسه أيضاً بالتدريج.

وبعد أن يعتاد الطفل ذلك ويشعر بالارتياح، يُمكن الانتقال إلى مرحلة مُتقدِّمة؛ وهي وضع الطفل في مياه ضحلة للغاية مُستَلقياً على ظهره مع ضمان عدم دخول الماء إلى أُذُنَيه كخطوة أولى لتعلُّم وضعية السباحة في الماء، ثمّ يمكن تعليم الطفل كيفية وضع رأسه تحت الماء تدريجيّاً؛ بسَكب القليل من الماء على رأسه ووجهه، ممّا يُساعده في تعلُّم حَبس أنفاسه، والتكيُّف مع الماء جيّداً. 

وهنا تُنصَح الأُمَّهات باختيار أوقات مناسبة يكون فيها الطفل هادئاً ومُرتاحاً، ويُفضَّل أن يكون ذلك بين الوجبات، وقبل وقت طويل من فترة قيلولة الطفل، مع الحرص على البقاء بقرب الطفل؛ لإشعاره بالثقة وحمايته، والحفاظ على التواصل البصري معه، ويُمكن أيضاً استخدام ألعاب الاستحمام؛ لتسلية الطفل، وتشجيعه على البقاء لمُدّة أطول في الماء، والتفاعل مع البيئة المائية على نحو أفضل.

استخدام أدوات العوم في الماء  

بعد أن يشعر الطفل بالراحة والاستمتاع أثناء وجوده في الماء، يُمكن الانتقال إلى خطوة جديدة، وتتمثّل بوضعه في حوض سباحة أكبر من حوض الاستحمام، مع استخدام أدوات العَوم المختلفة في الماء، مثل: حلقات السباحة المَطّاطيّة، والعَوّامات، وغيرها؛ لتشجيعه على تعلُّم التوازن في الماء، والتعرُّف تدريجيّاً إلى كيفية الطَّفو في الماء، وتُنصَح الأُمَّهات بالحرص على استخدام أدوات العَوم على نحوٍ صحيح، وعدم ترك الطفل بمفرده في الماء حتى مع استخدامها؛ لأنّها ليست آمِنة تماماً. 

تعلم الحركة في الماء تدريجياً 

مع زيادة شعور الطفل بالراحة والثقة في الماء، يُمكن البدء بخطوة جديدة تتمثّل بتعليمه كيفية التحرُّك في حوض السباحة تدريجيّاً باستخدام حركات الرَّكل والدَّفع بذراعَيه وساقَيه، ولتعليمه هذا، يُمكن وضع الطفل على بطنه، والسماح له باحتضان رقبة الأم، أو الشخص البالغ الذي يُرافِقه؛ كالأب، أو مُعلِّم السباحة، ووضع الإبهام على عضلات ساقه، وتحريك أرجُله بلُطف، وتوجيهه للقيام بركلات سريعة وبسيطة في الماء، ثمّ تحريك جسده بخِفّة في الماء؛ ليتنقَّل فيه ببُطء وسَلاسة. 

وتُنصَح الأُمَّهات باستخدام الألعاب المائية وأدوات التسلية المختلفة أثناء عملية تعليم السباحة للرضيع؛ لأنّ الأطفال يتلقَّون المعلومة، ويتعلَّمون أفضل عندما يكونون مُستمتِعين ومُرتاحين، ويمكن تسليتهم مثلاً بالغناء، واللعب معهم بالألعاب، وممازحتهم أثناء ذلك، أو استخدام الخيال والتظاهر بأنَّ حلقة السباحة حصان يركبه الطفل مثلاً، أو سيّارة يقودها؛ لإضفاء جَوّ من المتعة والراحة، ومن الألعاب التي يمكن استخدامها: الكُرات المُلوَّنة، والبَطّ، والألعاب البلاستيكية المختلفة. 

وختاماً، ينبغي التحلّي بالصبر أثناء تعليم الرضيع السباحة، وتجنُّب إجباره على أيّ خطوة لا يُريدها أو يشعر بالخوف من تجربتها إذا لم يكن مُستَعِدّاً لذلك بعد، ممّا يساعد الطفل على الاستمتاع بالتجربة، ومواصلة التعلُّم، وعكس ذلك قد يَحُدّ رغبة الطفل في تعلُّم السباحة.

المراجع

[1] bearpaddle.com, How to Teach an Infant to Swim: Everything You Need to Know
[2] verywellfamily.com, How to Teach an Infant to Swim
[3] huggies.com, Teaching your baby how to swim
[4] swimhere.com, How to Teach a Baby to Swim: A Step-by-Step Guide to Swim Safely and Enjoyably
[5] parents.com, Baby Swimming Basics: Safety Tips and Fun Tricks for Parents