جار التحميل...
لذا لا بُدّ من فهم أنواع الشركات التجارية، ومعرفة خصائصها، وكيفية تأسيسها، وهذا ما ستكتشفه في السطور الآتية.
يختلف تصنيف الشركات التجارية وفقاً لعوامل مُحدَّدة، وفهم هذه التصنيفات من الأمور المهمة التي تُساعد على فهم الالتزامات والفوائد المُرتبِطة بكلّ تصنيف، ويمكن توضيح ذلك على النحو الآتي:
تُعرف الشركات الشخصية بأنَّها شركات يُؤسّسها عدد قليل من الأشخاص الذين تجمعهم رابطة قرابة أو صداقة، ويعتمد كلّ شريك على الثقة بالشركاء الآخرين في أداء المسؤوليات والالتزامات؛ لأنّ العلاقات الشخصية مهمّة في هذا النوع من الشركات، وهي غالباً ما تنتهي بوفاة أحد الشركاء، أو فُقدانه أهليّته، أو انسحابه، ويتطلّب أيّ تنازل منه عن حِصّته لمصلحة أحد الشركاء موافقة الشركاء جميعهم، ويتضمّن هذا النوع ثلاثة أصناف رئيسة، وهي:
وتتميّز بتحمُّل الشركاء ديون الشركة باعتبارها مسؤولية شخصيّة وتضامُنيّة؛ أي أن يلتزم كلٌّ منهم بتحمُّل التزامات الشركة المالية جميعها على نحو منفرد، ومُشتَرَك مع الشركاء الآخرين، ولا يقتصر الأمر على الحصص المُقدَّمة للشركة.
وفي التوصية البسيطة فئتان من الشركاء؛ فئة الشركاء المُتَضامِنين؛ أي المسؤولون بالتضامُن عن التزاماتها جميعها باستخدام أموالهم الخاصّة، وهم في الأساس مَن يُديرون الشركة.
أمّا الفئة الثانية فهي فئة الشركاء المُوصين؛ وهم المُساهِمون في رأس مال الشركة، إلّا أنّهم غير مسؤولين عن التزاماتها إلّا بما قدَّموه من مال، أو بما اتَّفقوا على دفعه للشركة.
وهذا النوع من الشركات التجارية معروف فقط بين الشركاء؛ بمعنى أنّها شركة غير ظاهرة للناس عامَّتهم، ولا تتمتّع بشخصية معنويّة، أو برأس مال مُستقِلّ، أو بعنوان رسميّ؛ فهي تكون بين الشركاء الداخِليّين الذين يتَّفِقون على بنية الشركة، وتشغيلها سِرِّياً.
وتعتمد شركات الأموال في أساسها على جمع رؤوس الأموال الضرورية لاستثمار أنشطتها، مُتفرِّغة تماماً للجانب المالي دون التأثّر بالاعتبارات الشخصية للشركاء، وغالباً ما تتمثّل هذه الشركات بنموذج الشركة المُساهِمة التي تُقسّم حصص رأس المال إلى أسهمٍ بقِيَم مُتَساوية وفي متناول اليد، ممّا يسمح لعدد كبير من الأفراد بالمشاركة بمبالغ صغيرة قابلة للتداول، وتقتصر مسؤولية المساهمين في هذه الشركات على قيمة الأسهم التي اكتتبوا فيها دون تحمُّل أيّ التزامات إضافية.
تجمع الشركات ذات الطبيعة المُزدوجة بين عناصر شركات الأشخاص وشركات الأموال في هيكل واحد، إلّا أنّ الحساب الشخصي قد يكون الأكثر وضوحاً في بعضها، وقد يكون الحساب المالي الأكثر وضوحاً في البعض الآخر، ويتضمّن هذا النوع من الشركات صنفَين رئيسيَّين، هما:
ويكون في هذا النوع من الشركات ذات الطبيعة المزدوجة شركاء مُوصون يُسهِمون في رأس المال بحصص قابلة للتداول، ممّا يجعلها شبيهة بشركات المساهمة في هذا الجانب، بالإضافة إلى أنّها تضمّ شركاء مُتَضامِنين مسؤولين بالتضامُن عن التزامات الشركة كلّها باستخدام أموالهم الخاصَّة، وإدارة مشاريع الشركة على نحو كامل.
وتشبه هذه الشركات شركات الأشخاص فيما يتعلّق بعدد الشركاء، وتداول حصصهم، مع قُيود على استرداد الحصص، وعدم إمكانية تأسيسها بالاكتتاب العام، إلّا أنّها تتشابه مع شركات الأموال في إدارتها، وفي تعيين مسؤولية الشركاء فيها.
تحتاج عملية تأسيس شركة إلى سلسلة من الخطوات التي يمكن تلخيصها على النحو الآتي:
تتمثّل أولى خطوات تأسيس شركة بالبحث عن فكرة، ثمّ إجراء بحث شامل في السوق؛ لجمع المعلومات عن العملاء المُحتَمَلين، والشركات العاملة في المنطقة التي تُقدِّم الخدمات نفسها، أو تبيع المُنتَجات نفسها؛ وبالتالي معرفة مدى إمكانية تحويل هذه الفكرة إلى مشروع ناجح.
تُمثِّل خُطّة العمل مفتاح إدارة الشركة وتنظيمها وتنميتها وركيزة من ركائز التخطيط الاستراتيجي للأعمال؛ فهي تساعد في تحديد رأس المال المطلوب لبناء هذه الشركة، ووضع ميزانية مُحدّدة، وتساعد في إقناع المُستَثمِرِين للاستثمار في الشركة، وأصحاب الخبرة للانضمام إلى فريق العمل.
اختيار نوع الشركة أمر مهمّ بحسب الأنواع المذكورة أعلاه؛ فهو يُحدِّد مسؤوليات صاحب الشركة، ومبلغ الضرائب الذي ستدفعه، ومُتطلّبات تسجيل الشركة قانونياً.
من الأمور المهمّة عند تأسيس الشركة اختيار اسم تجاريّ مناسب يُعبّر عن طبيعة المُنتَجات أو الخدمات المُقدَّمة، بالإضافة إلى اختيار موقع مثاليّ يُسهِّل الوصول إلى الجمهور المُستهدَف.
بعد الانتهاء من الأمور السابقة، والتأكُّد من أنّ أساسيات تأسيس الشركة جميعها مناسبة، ينبغي تسجيل الشركة قانونياً لدى السُّلطات المَحلّية؛ لحماية العلامة التجارية، واتِّباع قوانين البلاد التجارية، ودفع الرسوم المطلوبة لتسجيلها، ثمّ البدء بأعمالها التجارية، واستقطاب المُوظَّفين، وأصحاب الكفاءة؛ لتحقيق أهدافها، وأخيراً، مُتابعة تطوّرها ونُمُوّها أوّلاً بأوّل.
وفي الختام، لا بُدّ من إدراك أنّ تأسيس شركة ينبغي أن يكون مَبنيّاً على أساس دراسات دقيقة للسوق والظروف المحيطة، وبعدها يجري اختيار هيكل الشركة المناسب؛ لتحقيق النجاح، والاستدامة على المدى الطويل.
المراجع
[1] shiksha.com, Company: Meaning, Features and Advantages
[2] moci.gov.qa, أنواع الشركات
[3] cairochamber.org.eg, أنواع الشركات التجارية
[4] sba.gov, 10 steps to start your business
[5] investopedia.com, What Is a Company, How to Start One, Different Types