إدارة المخاطر: المفهوم والأنواع

تؤثّر المخاطر والتحديات سلباً في خُطَط المؤسسات وأهدافها بشكل أو بآخر، ومن هنا جاء مفهوم إدارة المخاطر، فما المقصود بها؟ وما هي أنواعها؟

ما المقصود بإدارة المخاطر؟

يُشير مفهوم إدارة المخاطر "Risk management" بصورة عامّة إلى السياسة التي تمزج بين مجموعة من العمليات الوقائية والعلاجية؛ لتحديد المخاطر التي تحيط بالمؤسسة أو المُنشَأة حاليّاً أو المُتوقَّع مواجهتها لاحقاً، وتقييمها والسيطرة عليها؛ بهدف ضمان استمرار عمل المؤسسة.

وتهدف إدارة المخاطر إلى الحفاظ على سَير العمل وأرباح المؤسّسة بذكاء؛ فالمؤسّسات الناجحة لا بُدّ لها من تحديد المخاطر المحتملة أثناء سير العمل، والتنبّؤ بإمكانية تسبُّب بعضها بظهور الأخرى تِباعاً، فتسعى إلى حَلّ مشكلاتها والعمل بجدّ لتخفيف آثارها بعد وقوعها بطريقة تتناسب مع إمكاناتها وتضمن الحفاظ على رأس مالها وأرباحها.

ولا بُدّ من الإشارة إلى أنّ كلّ مُؤسّسة مُعرَّضة لمواجهة المخاطر، ويشمل ذلك المخاطر المالية، والقانونية، والأمنية، والتكنولوجية، وحتى الكوارث والأزمات الطبيعية، وغيرها، والحكمة لا تتلخَّص دائماً بمنع وقوع المخاطر، بل تكون أحياناً في التعامل معها بطريقة ذكية، وبما يُحقِّق مزيداً من العوائد.

لذا يتبنّى المدير الناجح مسألة مواجهة المخاطر بطريقة يمكن من خلالها ضمان استمرارية العمل؛ إذ إنّ بعض المخاطر قد تتسبّب أحياناً في إغلاق المؤسسة كلّها، وخاصَّة مع ما فرضه التطوُّر التكنولوجي من مخاطر جديدة حالياً، كما يسهم الاهتمام بإدارة المخاطر في ضمان تحقيق أهداف مهمة، أبرزها تقليل الخسائر المادّية المُحتمَلة، والحفاظ على سُمعة المؤسسة، ممّا يزيد ثقة مُستقبِلي الخدمات بها، ويزيد فرصة التفاعل الفَعّال معهم، إضافة إلى توفير بيئة مناسبة للتطوُّر والابتكار بالنسبة إلى المُوظَّفين.

ما هي أبرز أنواع إدارة المخاطر؟

يمكن تصنيف أنواع إدارة المخاطر تبعاً لاختلاف نوع المخاطر نفسها، ومن بينها ما يأتي: 

إدارة مخاطر الصحة والسلامة

يتعرَّض مُوظَّفو المؤسّسة لعدد من المخاطر الجسدية في الموقع أثناء العمل؛ كالسقوط من مكان مرتفع، أو التعرّض لموادّ كيميائية خطرة على سبيل المثال، وتتفاوت شِدّة هذه المخاطر بين إصابات طفيفة وأخرى قد تُعرِّضهم للوفاة؛ لذا يُعَدّ التعامل مع هذه الأخطار واجباً على المسؤولين؛ بتوفير كافَّة سُبُل السلامة العامة، وإجراء صيانة دورية للنظام الكهربائي في المؤسسة، وتحديد أماكن المواد الخطرة -إن وُجِدت-؛ للتنبيه على عدم الاقتراب منها، وغير ذلك من وسائل السلامة العامة.

إدارة مخاطر التوظيف

تُعاني بعض المؤسسات من مخاطر مُتعلِّقة بالاحتفاظ بالمُوظَّف الجَيّد وتطويره، إضافة إلى أنَّها قد لا تنجح أحياناً في عمليات البحث عن موظّف مِثاليّ مناسب للشاغر المطلوب، وهذا بالطبع سيجعل إدارة مخاطر التوظيف أمراً صعباً، أمّا طبيعة تطبيقها، فتكون من خلال خيارات مُتنوّعة؛ كتحديث الأدوار، والمسؤوليات، والأدوات،  وإدارة الوقت؛ لدعم عملية التوظيف، أو التعاون مع الجامعات والكُلّيات؛ للاستفادة من طاقات الخِرِّيجين، أو تخصيص مُكافَآت للموظّفين المُستَحِقِّين لها بصورة دوريّة.

إدارة المخاطر المتعلّقة بالأمن السيبراني

زاد الاهتمام بالأمن السيبراني في الآونة الأخيرة، وكان لا بُدّ من الاهتمام بإدارة المخاطر المُتعلِّقة به والتي قد تُؤثّر على المؤسّسات بصورة مُؤذية، ومن أهمّ أشكال إدارتها استخدام كلمات مرور صعبة ومُعقَّدة يصعب على المُختَرِقين التنبّؤ بها بسهولة، أو الاحتفاظ بنُسَخ احتياطية يمكن من خلالها استعادة البيانات عند فقدانها.

إدارة المخاطر الاقتصادية

قد يكون الخطر الاقتصادي مُتمثِّلاً بخسارة رأس المال والعجز عن سَداد الدُّيون، ممّا يُؤدّي إلى إغلاق المؤسسة وإنهاء عملها بشكل كلّي في بعض الأحيان، لذا لا بُدّ لصاحب العمل الناجح من تقييم الجوانب المالية للمؤسسة باستمرار؛ للتحقُّق من أرباحها ومواردها، إضافة إلى ضرورة إلمامه ببعض الأمور الأساسية في الاقتصاد؛ كالأوراق النقدية، وكيفية تداوُلها بالبيع والشراء، أو أسعار الأسهم على سبيل المثال.

 

المراجع

 

[1] customs.gov.jo, إستراتيجية إدارة المخاطر
[2] mof.gov.sa, إدارة المخاطر
[3] online.hbs.edu, WHAT IS RISK MANAGEMENT & WHY IS IT IMPORTANT?
[4] techtarget.com, What is risk management and why is it important?