جار التحميل...

mosque
partly-cloudy
°C,
لتُحافظ على سلامتك النفسية

كيفية التعامل مع الشخصية السيكوباتية

05 أغسطس 2024 / 10:49 AM
كيفية التعامل مع الشخصية السيكوباتية
download-img
الشخصية السيكوباتية حالة تتمثَّل بنقص الوعي الأخلاقي، وعدم التعاطف مع الآخرين، والتلاعب بهم، واتِّباع سلوكات مُعادِية للمجتمع، ولا يشعر أصحاب الشخصية السيكوباتية بالذنب أمام ذلك كلّه، وغالباً ما يواجهون صعوبة في اتِّباع القواعد والقوانين، وهذا ما يجعل فرصة ممارستهم أعمالاً إجرامية أعلى.

وبالرغم من أنّ مصطلح "السيكوباتية" شائع في المجتمع؛ لوصف شخص يعاني من حالة صحّية نفسية، إلّا أنّ السيكوباتيّ في مجال الطب النفسي ليس تشخيصاً رسميّاً، وغالباً ما يُستخدَم كوصف غير رسميّ لسلوكات أو سِمات تُشبه اضطراب الشخصية المُعادِية للمجتمع "ASPD"، كما أنّ عدد الأشخاص المُصابين بهذا الاضطراب قليل جدّاً.

التعرف إلى الشخصية السيكوباتية: الخطوة الأولى للتعامل الفعّال

ذكرت مجلة "Psychology Today" أبرز علامات الشخصية السيكوباتية، وهي مُقسَّمة إلى فئتَين، هما: علامات عاطفية أو شخصية، وعلامات مُتعلِّقة بالانحراف الاجتماعي، إلّا أنَّ المُختَصّين النفسيين التابعين للمجلّة يُؤكِّدون ضرورة عدم الخلط بين هذه العلامات والسلوكات الطبيعية التي قد يُظهِرها بعض الأشخاص بمُجرَّد وجود بعض الصفات المُشترَكة بينهم وبين السيكوباتيِّين. 


وتتمثَّل العلامات الشخصية للسيكوباتية بالقدرة على الاستعراض في الكلام، والإقناع من خلال الحديث الجذّاب، والشعور العظيم بقيمة الذات، والتي عادةً ما تصل إلى التعامل بنرجسية وغرور، واستغلال الآخرين مادّياً، إضافة إلى عدم الشعور بالندم، وعدم التعاطف مع الآخر، وممارسة الكذب والاحتيال بمهارة، وعدم إظهار المشاعر الحقيقة. 


أمّا صفات الشخصية السيكوباتية المُرتبِطة بالانحراف الاجتماعي، فهي محاولة تحقيق المتعة والراحة عبر سلوكات اندفاعية مهما كانت العواقب، وانعدام المسؤولية، وضعف الضوابط السلوكيّة؛ إذ يجد أصحابها صعوبة بالغة في ضبط ردود أفعالهم، وصعوبة في اتِّباع القوانين والأنظمة؛ فهم يتعاملون معها على أنَّها قيود غير منطقيّة، ويضعون قواعد خاصَّة بهم. 


تنويه: في كثيرٍ من الأحيان يصعب تحديد الشخصية السيكوباتية بدقَّة، ممّا يتطلَّب تشخيصاً مهنيّاً من قِبَل مُختَصّين في الصحّة النفسيّة.

الشخص السيكوباتي: تقنيات التعامل معه في الحياة اليومية

في الواقع، لا يُعَدّ التعامل مع الشخص السيكوباتي تحدِّياً سهلاً؛ لذا يُنصَح غالباً بالابتعاد عن صاحب هذه الشخصية وتجنُّبه؛ لاحتمالية التعرُّض لضرر كبير ناجم عن العلاقة معه، كما أنّ أصحاب الشخصية السيكوباتية غالباً ما يفتقرون إلى الرغبة في التغيير، ويرفضون العلاج أو استشارة المُختَصّين؛ لأنَّهم لا يرون أنّ هناك حاجة إلى ذلك، ولاعتقادهم أنّ الآخرين هم المُخطِئون.


ولا بُدّ عند اتِّخاذ القرار بإنهاء العلاقة مع الشخص السيكوباتي من قطع أنواع الاتِّصال جميعها معه؛ لحماية الصحة النفسية والعاطفية والجسدية، وعدم السماح لدخول الشكّ في قرار الابتعاد، أو الشعور بالذنب عند اتِّخاذ هذه الخطوة الصعبة، وخاصَّةً عند تلقّي الإساءة الجسدية أو العاطفية من هذا الشخص مع رفضه التامّ للتغيير. 


يجدر بالذكر أنّ الأشخاص الذين يعانون من الاضطراب السيكوباتي لا يستخدمون العنف الجسديّ دائماً، إلّا أنّ السلوكات العدوانية والمفاجئة مُرتبِطة بحالتهم؛ لذا يُنصَح عند تلقّي أيّ تهديدات منهم بأخذها على محمل الجدّ، واتِّخاذ إجراءات حماية فورية؛ بالاستعانة بالسُّلُطات (الشرطة، أو الطوارئ)، أو المُؤسَّسات المسؤولة في المنطقة، مع إطلاع المُقرَّبين على ما يحدث، وطلب مساعدتهم.   


ومن المهمّ أيضاً أن يتذكَّر الشخص أنَّه ليس مسؤولاً عن تصرُّفات الشخص السيكوباتيّ، خاصَّةً أنّ صاحب هذه الشخصية لديه القدرة على التلاعب بالآخرين وإلقاء اللوم عليهم، وعادةً ما يظهر بوجه ودود وجذّاب قبل أن يبدأ في إظهار سلوكه السلبي؛ لذا بمُجرَّد الشكّ في تصرُّفاته السيكوباتية، يجب عدم تصديقه أو إعطائه الثقة الكاملة، وعدم الوقوع في فخّ مُجامَلاته ومدحه الزائد؛ بتنفيذ طلباته غير المُلائِمة، بل رفضها بوضوح وتهذيب.  


وعليه، لا بُدّ من وضع الحدود الشخصية والقواعد بكلّ وضوح، والدفاع عنها، عند التعامل مع الشخصية السيكوباتية؛ فغالباً ما يميل صاحبها إلى الاستغلال، وتخطّي الحدود إن لم تكن واضحة، كما أنّه يمتلك رغبة قوية في السيطرة على حياة من حوله، ولا بُدّ أيضاً من ضبط النفس والتحلّي بالصبر والتأنّي، والسيطرة على الغضب، عند التعامل مع السيكوباتي، خاصَّة عندما يكون تفاديه صعباً؛ كأن يكون زميلاً في العمل، أو جاراً في الحيّ؛ للحفاظ على السلامة النفسية، والتعامل معه بفاعلية. 

هل السيكوباتية قابلة للعلاج؟ 

وفقاً لمُنظَّمة "Psychopathy Is"، فإنَّ السيكوباتية من اضطرابات النموّ العصبي، وهذا ما يجعلها قابلة للعلاج على عكس ما هو شائع، إلّا أنَّ المُنظَّمة كانت قد وضَّحت أنّ الخيارات العلاجية؛ سواء العلاج الدوائيّ، أو العلاج السلوكيّ المعرفيّ، ما زالت محدودة وغير كافية؛ لقِلَّة الأبحاث المُتعلِّقة بالسيكوباتية من حيث أسبابها، وخطرها، وطرق علاجها، بالإضافة إلى رفض السيكوباتيين العلاج في الغالب؛ لأنَّهم يرون عدم حاجتهم إليه.


في النهاية، يجب التأكيد على أنَّ طبيعة الشخصية السيكوباتية مُعقَّدة إلى حدٍّ كبير، وغالباً ما تُسبِّب مستويات عالية من الضغط النفسي؛ نتيجة قدرة أصحابها في الغالب على التلاعب بالآخرين، وعليه يُنصَح بالحذر عند التعامل معهم، وطلب المساعدة من مُختَصّي الصحّة النفسية؛ لتقديم الدعم والتوجيه اللازِمَين للتعامل مع الصعوبات التي تنشأ أثناء التفاعل مع السيكوباتيّ. 

 

 

المراجع 
[1] apa.org, A broader view of psychopathy
[2] psychopathyis.org, What is Psychopathy?
[3] psychologytoday.com, This Charming Psychopath
[4] wikihow.com, How to Protect Yourself from a Psychopath
[5] verywellmind.com, What Is a Psychopath?

August 05, 2024 / 10:49 AM

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.