جار التحميل...
يمكن القول ببساطة إنّ الاستثمار يعني وضع الأموال في مشروع تجاريّ؛ بهدف شراء الأسهم، أو الآلات، أو غيرها من الأصول (الموارد)؛ للحصول على عائد أكبر في المستقبل؛ سواء كانت ستُدِرّ أموالاً وتزيد من مستوى الدخل؛ كمشاريع بيع السِّلَع، أو ستبقى ثابتة ومُجمَّدة تزيد قيمتها مع الوقت؛ كالعقارات.
تقوم فكرة الاستثمار بصورة أساسيَّة على إيجاد الفرص اليوم لتحقيق الربح والازدهار غداً؛ إذ إنّ الاستثمار يمثّل الاستخدام الحكيم للموارد المالية والجهد في سبيل تحقيق عائد مالي يفوق قيمة الاستثمار الأصلية؛ فعلى سبيل المثال، يمكن لشراء السندات أو الأسهم أو العقارات تحقيق دخل مستقبليّ أعلى، كما يمكن أن تكون دورة مُتقدِّمة في تخصُّصٍ ما أو إكمال الدراسات العليا استثماراً حقيقياً بالفعل، ليس في المهارات فقط، بل في الفرص التي يمكن الحصول عليها لكسب المزيد من المال.
من جهة أخرى، يُعَدّ الاستثمار مغامرة تتضمَّن نسبة كبيرة من المخاطرة، لأنَّه مُراهَنَة على احتمالية النموّ وتطوُّر الدخل؛ فالأمر ليس مضموناً دائماً 100%؛ لذا على المستثمر أن يكون مُستعِدّاً بما يكفي للاحتمالات كلِّها، وأن يحاول أن يفهم هذه المخاطر ويُديرها كما يجب؛ للتخفيف من آثارها قدر الإمكان.
هناك أنواع عديدة من فئات الأصول التي يمكن الاستثمار فيها؛ بهدف تنمية الأموال، والحصول على عائد أكبر لها في المستقبل، وهي كالآتي:
تبيع الشركات الأسهم عادة؛ بهدف جمع الأموال، وتمويل عملياتها التجارية المختلفة، وشراء الأسهم يعني المشاركة في ملكية الشركة، وبالتالي المشاركة في أرباحها وخسائرها، ومع أنّ هذا النوع من الاستثمارات يمكن أن يجلب الكثير من المال، إلّا أنّه يُعَدّ من أخطر أنواع الاستثمار؛ نظراً لكون أسعار الأسهم وأرباحها مُتقلِّبة للغاية، ولا يمكن التنبُّؤ بنتائجها دائماً.
تحتاج الشركات إلى زيادة رأس المال أحياناً، ونظراً لعدم توفُّر السُّيولة، فإنَّها تلجأ إلى الاقتراض من المستثمرين بما يُطلَق عليه اسم "السَّنَدات"؛ لذا يمكن اعتبارها دَيناً يكون المُستثمِر فيه هو الدائن، والشركات هي المَدين، مُقابل حصوله على دخل ثابت، ولهذا يُطلَق على هذا النوع من الاستثمارات اسم "استثمارات الدخل الثابت".
ونظراً لفكرة الحصول على دخلٍ ثابتٍ، فإنَّ هذا النوع من الاستثمارات يُعَدّ أقلّ خطورة من الأسهم، إلّا أنَّ الاستثمار في شركات موثوقة أمر مهمّ؛ احترازاً من السرقة والنصب، مع العلم بأنَّ الدخل يبقى ثابتاً غير قابل للزيادة إلّا إن تمّ شراء المزيد من السَّنَدات.
إنّ الاستثمار في السِّلَع يعني الاستثمار في الموادّ الخام المُهِمَّة في الصناعة، مثل: المُنتَجات الزراعية، ومُنتَجات الطاقة، والمعادن؛ كالذهب، وتعتمد أسعار هذه الأصول على مدى الطلب في الأسواق؛ فمثلاً إذا حدثت كارثة ما في دولة مُعيَّنة، قد يرتفع سعر القمح؛ لصعوبة الحصول عليه في مثل هذه الظروف، وهنا يمكن للاستثمار أن يعود بالكثير من الأرباح.
وغالباً ما يستثمر الناس فيما يُسَّمى بالعقود الآجلة؛ أي حين يتمّ الاتِّفاق مع شخص آخر على شراء سِلَع مُعيَّنة بتاريخ مستقبليّ وبسعر مُحدَّد بغضّ النظر عن سعرها في الوقت الحالي، وميزة هذا النوع من العقود أنَّه يضمن سعر السِّلعة بغضّ النظر عن الوضع الحالي لها في السوق.
أو الاستثمار الذي يتضمَّن شراء أسهم في الشركات التي تعمل في مجال السِّلَع؛ لضمان الحصول على المال دون الدخول في دوّامة التعامل المباشر بالتصنيع والبيع وحصاد الأرباح وغيرها، أو عن طريق ما يسمّى "صناديق الاستثمار المتداولة"، وذلك عند شراء مجموعة من الاستثمارات والسِّلَع مع مجموعة من المستثمرين الآخرين ليتم تداولها وبيعها في سوق الأسهم (البورصة) خلال ساعات من شرائها، وحصاد الأرباح في يوم واحد فقط.
وتجدر الإشارة إلى أنّ النوع الأخير من الاستثمارات يحتاج إلى المهارة والخبرة بما يكفي لمعرفة التعامل مع السوق؛ فنسبة التعرُّض للخسائر مرتفعة وتحتاج إلى خبرة في الإدارة.
تنويه: إنّ التداول في العقود الآجلة وصناديق الاستثمار له مجموعة من المحاذير الشرعية والشروط والضوابط التي لا بُدّ من معرفتها؛ بسؤال دائرة الإفتاء والمُختصّين في الأحكام الشرعية.
لا يمكن التنبُّؤ بمدى المغامرة في مجال العقارات؛ فقد يؤثر اقتصاد البلد، أو استقرار الحكومة، والكثير من العوامل الأخرى في الأمر، وفي هذا النوع يمكن شراء العقارات مباشرة؛ كشراء البيوت، أو قطع الأراضي، أو حتى البناء والتأجير بشكل مباشر وإدارتها، أو شراء أسهم في صناديق الاستثمار العقارية؛ وهي شركات تدير العقارات بشكل مباشر لتحصيل دخل للمُستثمِرِين.
ويُشار إلى أنّ هذه الأنواع ليست الوحيدة للاستثمار، لكنَّها من أبرزها، ومن الأنواع الأخرى التي بدأت بالظهور الاستثمار في العملات الرقميَّة؛ أي شراء العملات الرقمية، مثل: البيتكوين، والإيثيريوم، وغيرها؛ بهدف تحقيق العائد المالي على المدى الطويل، ويمكن الاستثمار في العملات الرقمية من خلال شرائها والاحتفاظ بها في محافظ رقمية، أو من خلال المشاركة في منصّات تداول العملات الرقمية؛ إذ يُتوقَّع أن تزداد قيمتها مع مرور الوقت.
ولكن، لا بُدّ من الانتباه إلى ضرورة السؤال عن الحكم الشرعيّ في ما يتعلَّق بهذا النوع من الاستثمار، إلى جانب الانتباه إلى مخاطرها؛ فمن الممكن أن تتأثر قيمتها بنسبة كبيرة بالتقلُّبات السوقية، والعوامل الأخرى، مثل: التشريعات الحكومية، والأحداث الاقتصادية، كما أنَّها تتطلَّب الفهم الجيد للتكنولوجيا التي تقف خلف آليَّة عملها، بالإضافة إلى تقييم العوامل الاقتصادية والتقنية والسياسية التي يمكن أن تؤثر في قيمتها.
في الأحوال جميعها، من المهمّ أن تكون الخطوات مدروسة جيِّداً في عالم المال؛ فحتى يتحقَّق النجاح في عالم المال والاستثمار، لا بدّ من معرفة تفاصيل هذا العالم الواسع كلّها بدقَّة، ووضعِ خطَّة مالية واضحة المعالم، والالتزام بها، بالإضافة إلى وضع حلول بديلة وفعّالة لمواجهة أيّة مخاطر أو تحدِّيات.
من أهمّ فوائد الاستثمار التي يمكن الحصول عليها ما يأتي:
إضافة إلى حِسّ المغامرة الذي قد لا يُفضِّله الجميع، فإنّ الهدف الأساسيّ للاستثمار يتمثَّل بكسب المزيد من المال، وبدلاً من تجميد الثروة أو رؤيتها تتناقص مع الوقت، يمكن للاستثمار في الأسهم أو السَّنَدات مثلاً جعل المستثمر أكثر ثراء على المدى البعيد.
يمكن لبعض أنواع الاستثمارات؛ كالسندات، أن تكون خياراً جيداً للأشخاص الذين لا يُحبّون المغامرة؛ إذ تضمن الحصول على مصدر دخل ثابت ومُنتَظَم.
لُوحِظ أنّ مُتوسّط مُعدَّل التضخُّم بلغ حوالي 3% خلال العقود الماضية، ومع أنّ نسبة التضخُّم تختلف من بلدٍ إلى آخر، إلّا أنّه موجود بالفعل، وهو ما يمكن أن يجعل الأموال تفقد قيمتها الشرائية مع الوقت؛ لذا فإنّ الاستثمار في العقارات مثلاً بدلاً من وضع الأموال في حسابات التوفير، سيجعل المستثمر مُتفوِّقاً على التضخُّم؛ فالعقارات لا تحافظ على أسعارها فقط، بل ترتفع مع الوقت.
يُتيح الاستثمار فرصة تنويع المحفظة الاستثمارية؛ إذ تُوضَع الأموال في مجموعة واسعة من الأصول ولا تقتصر على واحد فقط، وما يمكن أن يخسره المستثمر هنا، يمكن تعويضه في مكانٍ آخر، وبهذا يحافظ على الأرباح ورأس المال في الوقت نفسه.
إنّ الاستثمار بذكاء فيما يمكن أن يُحقِّق عائداً ثابتاً يمكن أن يُوفِّر حياة أفضل، كما أنَّ الخطط طويلة الأجل؛ كالخطط القائمة على فكرة النموّ المُركَّب يمكن أن تمنح المُستثمِر دخلاً أعلى، ويُعرّف النموّ المُركَّب بأنَّه النموّ المُستمِرّ للاستثمار خلال فترة زمنية مُعيَّنة؛ لذا فهو يحافظ على الأموال التي تم استثمارها، ويُحقِّق الأرباح، ومن استثمار الأرباح يُحقِّق أرباحاً أخرى، وهكذا، خلال مدَّة مُحدَّدة.
[1] investopedia.com, Investment Basics Explained With Types to Invest in
[2] forbes.com, What Is Investing? How Can You Start Investing?
[3] canarahsbclife.com, What is Investment?
[4] grovegallery.com, WHY INVEST? TOP 10 BENEFITS OF INVESTMENTS
[5] saintinvestment.com, 5 Benefits of Investing: How To Invest Smartly