جار التحميل...

mosque
partly-cloudy
°C,
بوابة آمنة لدخول عالم الاستثمار

لماذا قد ترغب بالاستثمار في السندات؟ مزايا ومخاطر ذلك

01 أغسطس 2024 / 7:25 AM
لماذا قد ترغب بالاستثمار في السندات؟ مزايا ومخاطر ذلك
download-img
السندات وثائق دَين تُصدِرها شركة أو جهة حكوميَّة أو بلدية، للحصول على الأموال من المُستثمِرِين؛ إذ يُقرِض حامل السَّنَد -أي المُستثمِر- المبلغ الموجود في السَّند للجهة المُصدِرة له -الشركة مثلاً- لفترة زمنية مُحدَّدة، بحيث تدفع الجهة المُصدِرة للمُستثمِر فائدة مُتَّفقاً عليها، وعندما يصل السَّند إلى تاريخ الاستحقاق، يتوجَّب على الجهة المُصدِرة، سَداد قيمة رأس المال الأصلية -أي القيمة الاسمية- في السَّنَد لحامِله.

ماذا تقدم لك السندات؟ فوائد شاملة تحت سقفٍ واحد

تكمن الفائدة الرئيسة والأولى للاستثمار في السندات، في أنَّها عادةً ما تكون أكثر أماناً من الاستثمار في مجالات أخرى؛ كالأسهم، بوصفها ديوناً؛ نظراً لأولوية التسديد لحاملي السَّنَدات عند إفلاس مُصدِر السَّنَدات؛ فعندما تواجه الشركة المُصدِرة للسَّنَدات، صعوباتٍ ماليةً، وتصبح غير قادرة على سداد الديون، غالباً ما يجري بيع أصول الشركة، أو تصفيتها لسداد الديون المُستحقَّة عليها، ومن ضمنهم الأشخاص الذين اقترضوا المال لصالح الشركة، عبر شراء السَّنَدات الخاصَّة بها.  

 

وفيما يتعلَّق بسَنَدات الخزينة الحكومية على وجه الخصوص، فهي تُعَدّ من أكثر أنواع السَّنَدات أماناً وحفاظاً على رأس المال "القيمة الاسمية"، خاصَّةً لدى الحكومات المُستقِرَّة، ومن أبرزها حكومة دولة الإمارات العربية المُتَّحِدة، التي تُصدِر هذا النوع من السَّنَدات للمُستثمِرِين بالدرهم الإماراتي لشرائها بمبلغ مُتَّفق عليه من المال لفترة زمنية مُعيَّنة، فيتلقّى حامل السَّنَد فوائد ثابتة ودورية على شكل قسائم "كوبونات"، وعند حلول تاريخ استحقاق السَّنَد، تردُّ الحكومة، القيمة الاسمية للسَّنَد، بالإضافة إلى الفوائد المُستحقَّة لحامِله.


وبالرغم من أنّ الأسهم غالباً ما تُحقِّق أداءً أفضل من السَّنَدات، خاصَّةً على المدى الطويل، إلّا أنَّ السَّنَدات قد تكون ذات أداء أفضل من الأسهم في فترات مُعيَّنة، خلال دورة الاقتصاد، كفترات الرُّكود الاقتصاديّ؛ إذ يضطلع الاستثمار في السَّندات، بدور مهمّ في تخفيف النتائج السلبية لهذه التقلُّبات، وتحقيق استقرار أفضل لقيمة المحفظة "رأس المال"، وحقّ استرداده كاملاً في تاريخ الاستحقاق، وهذا ما يُعزِّز أهمِّيَّة التنويع في الاستثمارات.


ومن جانب آخر، تُوفِّر السَّنَدات، دخلاً مُتوقَّعاً ومُستقِرّاً إلى حدٍّ كبير، مُقارَنة بطرق استثماريَّة أخرى، وهذا قد يكون مُهمّاً للبعض؛ كالأفراد الذين يبحثون عن توفير دخل ثابت، من خلال مدفوعات القسيمة لتحقيق أهداف مُعيَّنة، مثل توفير التعليم للأطفال، أو شراء منزل؛ فهم يلجأون إلى السَّنَدات كجزء من استراتيجية استثمارية لتحقيق الاستقرار الماليّ.


وبالمقارنة مع الاستثمار في البنوك، فغالباً ما تكون مُعدَّلات فائدة السَّنَدات أعلى من مُعدَّلات الفائدة التي تُقدِّمها البنوك على حسابات التوفير أو شهادات الإيداع، وبالتالي يمكن القول: إنّ الاستثمار في السَّنَدات عند عدم الحاجة إلى رأس المال على المدى القصير، سيمنح المُستثمِر، عائداً ماليّاً أفضل مع مخاطر أقلّ.  

المخاطر الكامنة في السندات: استكشاف الأسباب والتأثيرات المحتملة

رغم جميع ما ذكر من مزايا للاستثمار في السَّنَدات، فإنّ على المُستثمر أن يكون مُدرِكاً لبعض مخاطره، ومن أبرزها مخاطر أسعار الفائدة التي تتمثَّل بارتفاع أسعار الفائدة مقابل انخفاض أسعار السَّنَدات. 


فعندما يشتري المُستثمِر السَّنَد، يتَّفِق معه مُصدِر السَّنَد، على عائد ثابت لفترة مُحدَّدة، والمعروف بــ "مُعدَّل العائد"، ولكن إذا ارتفع مُعدَّل الفائدة في السوق بعد شراء السَّنَد، فسيؤدّي ذلك إلى انخفاض قيمته في السوق الثانوية؛ أي السوق التي تجري فيها عمليات بيع وشراء الأصول المالية -الأسهم والسَّنَدات والسِّلع والعملات وغيرها- بين المُستثمِرِين، بعد شرائها من السوق الأوّلى "الجهة المُصدِرة للأصول المالية"؛ وذلك لأنَّ السَّنَد الذي يُقدِّم عائداً ثابتاً، سيصبح أقلّ قيمة، بالمُقارَنة مع السَّنَدات الجديدة التي تعرض مُعدَّلات فائدة أعلى، ليتمَّ بَيع السَّنَد غالباً بأقلّ من قيمته الأصلية.


ومن مخاطر إعادة الاستثمار في السَّنَدات أيضاً، صعوبة العثور على فُرَص استثمار جديدة في السَّنَدات، تُوفِّر العائد نفسه الذي كان يحصل عليه المُستثمِر في البداية؛ نتيجة انخفاض أسعار فائدة السَّنَدات في السوق؛ فعلى سبيل المثال، لو افترضنا أنَّ المُستثمِر كان يتلقّى 120 دولاراً سنوياً من سَنَد بعائد 12%، وبعد تاريخ الاستحقاق لم يستطع إيجاد سَنَد آخر بمُعدَّل العائد نفسه، فهو سيضطرّ إلى إعادة استثمار العائدات بمُعدَّل أرباح أقلّ ممّا حصل عليه في السابق، وبالتالي انخفاض العائد الإجمالي للاستثمار. 


إضافة إلى أنّ انخفاض أسعار فائدة السَّنَدات من تاريخ الإصدار بشكل كبير، قد يجعل الجهة التي أصدرت السَّنَد تُقرِّر استدعاء السَّنَدات قبل تاريخ الاستحقاق -أي تاريخ انتهاء صلاحيّتها- إن كان لها الحقّ في ذلك حسب الاتِّفاقية؛ حتى تُصدِر سَنَدات جديدة بمُعدَّلات فائدة أقلّ، وهذا يعني أنَّ المُستثمِرِين قد يضطرّون إلى استرداد رأس المال المُستثمَر في السَّنَدات مُبكِّراً، وبالتالي عدم تلقّي الفوائد المُستقبَلِيَّة المُتوقَّعة.     


كما تتأثَّر قيمة السَّنَدات بمُعدَّلات التضخُّم؛ فعندما ترتفع مُعدَّلات التضخُّم، تتراجع القوَّة الشرائيَّة للنقود، ما يؤثِّر سلباً في القيمة الحقيقية للسَّنَدات ذات الفائدة الثابتة؛ فالعائدات المُتوقَّعة من السَّنَدات ثابتة الفائدة، تكون مُحدَّدة وثابتة خلال فترة السَّنَد، إلّا أنّ القوّة الشرائيَّة تتلاشى مع مرور الوقت، ومع زيادة مُعدَّلات التضخُّم، ما يُقلِّل قيمة الدخل الثابت الذي يدفعه السَّنَد.


أمّا المخاطر الأكثر شيوعاً للاستثمار في سَنَدات الشركات تحديداً، فهي عدم قدرة الشركة التي أصدرت السَّنَدات على سداد ديونها بشكل كامل، أو في الوقت المُحدَّد؛ نتيجة إفلاسها، ما قد يُعرِّض المستثمرين لخسارة جزء من المبلغ الأصليّ للاستثمار في السَّنَدات أو كلِّه، بالإضافة إلى عدم دفع الفوائد المُتوقَّعة، وهنا يُنصَح بالتحقُّق من قدرة الشركة، ووضعها المالي، قبل الاستثمار في سَنَداتها. 

 

 

 

المراجع 
[1] investopedia.com, Some Advantages of Bonds
[2] fidelity.co.uk, Are bonds a good investment?
[3] moneysmart.gov.au, Bonds
[4] investor.gov, Bonds
[5] kiplinger.com, Should You Still Have Bonds in Your Portfolio?

August 01, 2024 / 7:25 AM

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.