جار التحميل...
ومن أكثر أساليب حمية الديتوكس شيوعاً شرب الماء والعصائر الطبيعية بكميات كبيرة فقط، أو الاعتماد الكُلّي على أطعمة مُعيَّنة؛ كالخضار، والفواكه، الطازجة والعضوية خاصَّةً، مع تجنُّب الأطعمة غير الصحية؛ مثل الأطعمة المُصنَّعة، والسكّريات المُكرَّرة، ويتخلَّل ذلك فترات من الصيام، أو استخدام المُكمِّلات الغذائية، أو الأعشاب، إضافة إلى استخدام المُسهِّلات.
في الواقع، لا توجد أبحاث كافية وأدلة مقنعة حول فاعليّة أنظمة الديتوكس للتخلص من سموم الجسم أو إنقاص الوزن، بالإضافة إلى أنّ حميات الديتوكس غالباً ما تثير الشكوك، ولا يؤيدها الكثير من الأخصائيين، إلّا أنّ هناك بعض الفوائد الصحية التي يمكن أن تتحقق بتطبيق الديتكوس كجزء من النمط الغذائي اليومي، بدلاً من اتِّباع حمية الديتوكس القاسية.
يكمن السبب الرئيس وراء فقدان الوزن أثناء اتباع حميات الديتوكس في قلة السعرات الحرارية المستهلكة، الأمر الذي يؤدي إلى انخفاض كمية الطاقة الداخلة إلى الجسم؛ ولهذا يلجأ الجسم إلى استخدام الدهون المخزَّنة فيه ويحرقها؛ لتلبية احتياجاته من الطاقة، ممّا يتسبّب في فقدان الوزن، وهو ما يُعَدّ فائدة صحِّية لمن يعانون من السمنة المُفرِطة.
ومع ذلك، يشير الخبراء إلى أنّ فقدان الوزن بسرعة من خلال حمية الديتوكس قد يؤدي إلى انخفاض مُعدَّل الأيض للجسم - أي عملية تحويل الطعام إلى طاقة -، وهذا يعني انخفاض مُعدَّل الحرق في الجسم.
أمّا فيما يتعلّق بفاعليّة فقدان الوزن على المدى الطويل، فقد أشار موقع المركز الوطني للصحة التكميليّة والتكامليّة (NCCIH) إلى أنّ فقدان الوزن نتيجة اتِّباع حمية الديتوكس هو خسارة مُؤقَّتة، وبمُجرَّد عودة الشخص إلى النمط الغذائي الطبيعي، قد يعود الوزن بسرعة إلى مستوياته السابقة، أو حتى يزيد عنها.
يتعرَّض الجسم لمجموعة من المواد السامة الناتجة من مصادر مختلفة؛ كالتلوث البيئي، أو الأطعمة التي تحتوي على مواد مُصنَّعة، أو مُبيدات زراعيّة، والتي تتراكم فيه فتؤثر في وظائف الأعضاء المختلفة، مثل: الكبد، والكلى، والقلب، ممّا يؤدي إلى حدوث مشاكل صحية متنوعة.
وبالرغم من أنّ النظام الغذائي المعتمِد على الأطعمة الصحية وشرب الماء بكميات كافية، مع تقليل الأطعمة غير الصحية قد يدعم عملية التخلص من السموم في الجسم، إلّا أنّ هذا لا يعني أنّ حمية الديتوكس هذه أساسية لإزالة السموم من الجسم؛ فالحقيقة أنّ الجسم قادر على تنظيف نفسه من السموم عبر الجلد، والرئتين، والكلى.
ومن جانب آخر، قد يقلّل افتقار حميات الديتوكس إلى البروتينات من قدرة الجسم على التخلص من السموم بشكل فعّال؛ نظراً لدور البروتين في التفاعلات الأنزيمية المهمة لعملية تنظيف الجسم من السموم.
بالنظر إلى الفوائد الأخرى لحمية الديتوكس، توصي هذه الحمية بتقليل تناول الأملاح، أو قطعها تماماً، وهذا ما يسهم في الحفاظ على صحة القلب، وقد يحدّ من خطر الإصابة بالأمراض المُرتبطة بضغط الدم، أمّا تقليل السكَّريات في حمية الديتوكس، فهو يقي من بعض الأمراض المزمنة، مثل: السمنة، وارتفاع ضغط الدم، والسكري.
وعليه، فإنّ الانضباط في تقليل كميات السكّر والملح المُستهلَكة في حمية الديتوكس يُحسّن الصحة العامة، ويسهم في تقليل تناول الطعام بشكل مفرط، وبالتالي الحفاظ على الوزن المثالي، والتحكم في السلوكيات الغذائية غير الصحية، مع التأكيد على خطر الاعتماد الكلي على هذه الحميات.
ماذا يعني هذا كله؟
على الرغم من شيوع حميات الديتوكس التي يزعم مؤيّدوها أنها تساعد في تنظيف الجسم وخسارة الوزن الزائد، إلا أنّه لا توجد أدلة علمية تدعم فعاليتها بشكل كافٍ، ومن ناحية أخرى، هناك العديد من الأبحاث التي تؤكد أنّ اتباع نظام غذائي صحي متوازن، وتجنب الأغذية غير الصحية، وممارسة الرياضة، والنوم الجيد، إضافة إلى الابتعاد عن التدخين، والكحول، والتوتر، والتعرض للمواد السامة في البيئة، هي أفضل ما يدعم الصحة العامة، بما في ذلك نقصان الوزن، وتحفيز عملية تنظيف الجسم.
على الرغم من أنّ وصفات الديتوكس، وتحديداً مشروباتها، لا تنظّف الجسم بشكل فعليّ من الناحية العلمية، إلّا أنّها قد تكون مفيدة للصحة بشكل عام، وخاصَّة عند دمجها بالنظام الغذائي الصحي والمتكامل، ومن ذلك:
تُعَدّ مكونات هذه السلطة غنيّة بالعناصر الغذائية المهمة، مثل: الفيتامينات، والمعادن، كما أنَّها تحتوي على الألياف التي تساعد في التخلص من سموم الجسم بشكل طبيعي، مع التوصية بشراء المُكوّنات العُضويَّة إن أمكن؛ لتقليل المواد السامة التي يمكن أن تصل إلى الجسم من المبيدات الحشرية.
ويوصَى أيضاً بإضافة مصدر بروتيني إلى هذه السلطة؛ كقطعٍ من الدجاج أو السمك؛ لجعلها وجبة متكاملة، بالإضافة إلى إمكانية إضافة قطعٍ من الموز باعتبارها وجبة خفيفة.
ملاحظة: يمكن صنع عصير صحِّي من المكونات السابقة؛ بخلطها في مُحضِّر الطعام، مع إضافة الماء البارد.
تتكوَّن هذه الشوربة من البروكلي، والبصل، والبقدونس، والكزبرة الخضراء، وجميعها مكونات غنية بالعناصر الغذائية والمضادة للأكسدة، ممّا يجعلها خياراً جيداً لدعم عملية التخلص من السموم في الجسم.
ويمكن إعداد هذه الشوربة؛ بتقطيع المكونات جميعها، ثم تقليب البصل والبروكلي على نار متوسطة الحرارة، مع القليل من زيت الزيتون، ثمّ إضافة مرق الخضار أو الماء إليها، وتركها تغلي معاً، ثمّ إضافة البقدونس، والكزبرة الخضراء، والقليل من التوابل حسب الرغبة، وكخطوة اختيارية، يمكن هرس المكونات معاً؛ للحصول على شوربة بقوام ناعم.
يُحضَّر هذا العصير بخلط البندورة والليمون معاً جيداً مع كمية معتدلة من الماء البارد؛ للحصول على مشروب ديتوكس غني بفيتامين C؛ فخصائص الليمون المُدِرَّة للبول ستساعد في عملية التخلص من السموم.
يحتوي هذا العصير على كمية كبيرة من الماء والألياف، ممّا يساعد في التخلص من السوائل الزائدة في الجسم، والسيطرة على الشعور بالجوع، ويمكن إعداده بمزج مكوناته جميعها في الخلاط، ثمّ تصفيته.
نهايةً، يجدر التنويه إلى ضرورة استشارة الطبيب أو مُختصِّي التغذية قبل بدء أيّ حمية غذائية جديدة؛ لضمان فعاليتها، وسلامة الصحة والجسم.
المراجع
[1]www.nccih.nih.gov, “Detoxes” and “Cleanses”: What You Need To Know
[2] health.qld.gov.au, Detox and cleansing diets: more harm than good?
[3] newsinhealth.nih.gov, Do Detox Diets and Cleanses Work?
[4] medicalnewstoday.com, 'Detox diets': Does science support the claims?
[5] tuasaude.com, Detox Drinks: 15 Delicious Recipes for Weight Loss