جار التحميل...
ووفقاً لموقع ستاتيستا (Statista) للإحصائيات والتقارير العالمية، بلغ حجم السوق العالمي للشبكة الخاصة الافتراضية "VPN" نحو 45 مليار دولار في عام 2022، ومن المُتوقَّع أن يرتفع ليصل إلى 350 مليار دولار في عام 2032.
تُمثِّل الشبكة الخاصة الافتراضية "Virtual Private Network" تقنية تعتمد على إعداد برامج بسيطة لزيادة الحماية والأمان أثناء استخدام شبكة الإنترنت بما يُوسِّع دائرة الخصوصية أثناء استخدام الشبكات العامَّة والأقلّ أماناً.
وتَكمُن آلية عمل "VPN" في تشفير البيانات قبل إرسالها عبر الإنترنت، ولا يُفَكّ التشفير إلّا عند بلوغ الوجهة النهائية؛ لمَنع المُتسلِّلين "Hackers" من تتبُّع المستخدمين على الشبكة، أو الوصول إلى معلوماتهم، مثل: كلمات المرور، والبيانات الشخصية، ولن يتمكَّن مُزوِّد خدمة الإنترنت "ISP" الخاصّ بالمستخدم من تتبُّع حركاته ونشاطاته عبر شبكة الإنترنت.
وبمعنى آخر، عند استخدام شبكة "VPN"، يكون الاتِّصال عن طريق خادم "VPN" بدلاً من الاتِّصال المباشر بالإنترنت عن طريق بروتوكول الإنترنت "IP address"؛ فبينما تُستخدَم بروتوكولات الإنترنت لتحديد موقع المستخدم وتتبُّعه، تُخفي شبكة "VPN" هذا الاتِّصال؛ ممّا يرفع مستوى الأمان والحماية والخصوصية.
تتمتَّع شبكة "VPN" بمزايا عِدَّة جعلت منها وسيلة آمِنة، وزادت استخدامها في الآونة الأخيرة، وفي ما يأتي توضيح أهمّ هذه المُميِّزات:
ينتشر استخدام "VPN" أثناء تصفُّح الإنترنت باستخدام شبكات الواي فاي "WIFI" العامَّة؛ كتلك الموجودة في المقاهي، والمطاعم، والفنادق؛ لمنع المُتسلِّلين والمُجرمين الإلكترونيين من الوصول إلى المعلومات الشخصية الخاصّة بالمستخدم، وخصوصاً عند استخدام الشبكات العامّة لإجراء المعاملات البنكية، أو التسوُّق والدفع عبر الإنترنت.
تُستخدَم شبكة "VPN" في شركات عِدَّة للعمل عن بُعد؛ إذ تُتيح للمُوظَّفين إمكانية الوصول إلى بيانات الشركة التي يعملون فيها حتى وإن كانوا يعملون في مكان ما خارجها؛ كالمنزل، أو المقهى، أو في حالات السفر، بكلّ سِرّية وأمان.
وتساعد هذه الشبكة على حماية البيانات الحسّاسة للشركة؛ ممّا يمنع سرقتها، أو الدخول غير المُصرَّح به إليها؛ عبر السماح فقط للمُستخدِمين الذين يملكون معلومات تسجيل دخول صحيحة بالوصول إليها.
يستخدم العديد من الأشخاص شبكة "VPN" للوصول إلى المحتويات المُقيَّدة جغرافياً؛ وهي المحتويات التي يُحظَر بعض المستخدمين من الوصول إليها إذا أظهرت بروتوكولات الإنترنت الخاصّة بهم أنّهم يُقيمون في مواقع جغرافية مُعيَّنة.
فمثلاً، يُمكن للمستخدم الوصول إلى محتويات الوسائط الرقمية وقنوات البثّ التي لا تتوفَّر في مكان إقامته؛ عبر توجيه اتِّصاله بالإنترنت عبر خادم "VPN" يقع في دولة أخرى؛ ممّا يُظهره وكأنّه مُتَّصِل من مكان آخر غير موقعه الفعلي على أرض الواقع.
تسعى بعض المواقع الإلكترونية والتطبيقات إلى جمع المعلومات عن المستخدمين؛ من خلال تتبُّع حركاتهم، ومراقبة أنشطتهم عبر شبكة الإنترنت؛ بهدف إرسال نوافذ وإعلانات مزعجة لهم في نهاية الأمر؛ ممّا أظهر الحاجة إلى حلّ فعّال، مثل شبكة "VPN" التي تُسهم في حماية المعلومات المُرسَلة والمُستقبَلة، وإخفائها دون السماح لأيّ جهة أخرى بتتبُّعها، ويجدر التنويه هنا إلى أنّ درجة الحماية هذه تعتمد على مدى موثوقية مُزوِّد خدمة "VPN".
قد يُواجه مُستخدِمو شبكة "VPN" مجموعة من العوائق أثناء استخدامها، وفي ما يأتي أهمها:
بينما تُشفِّر شبكة "VPN" بيانات المستخدمين، وتُعيد توجيهها، فإنّ هذا الأمر يتطلَّب الكثير من الوقت الذي يُؤثّر بدوره في سرعة تصفُّح الإنترنت؛ ممّا يُشكِّل عائقاً كبيراً، وخاصَّةً عند استخدام المواقع والتطبيقات التي تتطلَّب سرعة إنترنت عالية، مثل: مقاطع الفيديو، أو الألعاب الرقمية.
تحول بعض المواقع الإلكترونية دون بلوغ بروتوكولات الإنترنت المُرتبِطة بشبكات "VPN" إليها؛ لحماية نفسها ومُستخدِميها من الوصول غير المُصرَّح به إليها، أو دخول المُتسلِّلين إليها؛ لاعتقادهم بأنّ استخدام شبكة "VPN" يُوفِّر بيئة لممارسة سلوكات مشبوهة.
ومن ناحية أخرى، قد تتَّخِذ بعض المواقع تلك الإجراءات؛ بهدف عدم خسارة الإيرادات التي تجنيها من المُعلِنين الذين يعتمدون على تتبُّع حركات المُستخدِمين؛ عبر بروتوكولات الإنترنت الخاصَّة بهم، والتي تلغيها شبكة "VPN".
على الرغم من استخدام "VPN" للبيانات المُشفَّرة التي تضمن الأمان والسِّرّية لمُستخدِميها، فإنَّها لا تتحقَّق من محتوى البيانات، وبهذا لا تُوفِّر الحماية ضد التعرُّض للبرامج الضارّة والفيروسات؛ لذا، يُنصَح باتِّخاذ الإجراءات اللازمة للحماية من تلك البرامج؛ من خلال تحميل البرامج المُضادّة للفيروسات.
ومن ناحية أخرى، قد لا تحمي شبكة "VPN" المعلومات الشخصية الخاصَّة بمُستخدِميها حماية كاملة؛ إذ ما تزال عرضة للوصول إليها من قِبَل المُتسلِّلين، مع إمكانية التعرُّض أيضاً للتصيُّد الاحتيالي إن حصل اختراق للخادم الخاصّ بها أثناء استخدامها؛ لذا، يُنصَح باستخدام أنواع شبكات "VPN" بمُميِّزات عالية بدلاً من استخدام الشبكات المجّانية ذات الإمكانات الأضعف.
تحظر بعض الدول استخدام "VPN" في مناطقها جميعها، وقد تعُدُّه استخداماً خارجاً عن القانون، وتفرض قوانين صارمة تجاه مُستخدِميه؛ بهدف السيطرة على العمليات والأنشطة التي تجري عبر شبكة الإنترنت ومراقبتها، ومنع التعرُّض لعمليات التحايل الإلكتروني؛ لذا، ينبغي توخّي الحذر، والتعرُّف إلى القوانين المُتعلِّقة بشبكات "VPN" في الدولة المَعنيَّة قبل استخدامها؛ لتفادي التعرُّض للعقوبات القانونية.
وفي الختام، يُفضَّل تقييم الخيارات المُتاحة جميعها لمُزوِّدي شبكات "VPN" المُتاحة قبل الاستخدام، واختيار أفضلها؛ من حيث الأمان، وخيارات التشفير القوية والحديثة للبيانات، وسياسات الخصوصية الواضحة، وسُرعات الإنترنت العالية، والاعتماد على خوادم مُميَّزة وموثوقة وفاعلة دولياً، مع ضرورة مراعاة الموازنة بين الجودة والسِّعر.
المراجع
[1] vpn-mentors.com, What’s A VPN? & Why You REALLY Need One In 2024
[2] restoreprivacy.com, VPN: Everything You Need to Know in 2024
[3] mcafee.com, Top 10 Benefits of a VPN in Everyday Use
[4] allaboutcookies.org, 10 Reasons Not To Use a VPN
[5] theknowledgeacademy.com, Top 12 Disadvantages of VPN That You Should Know About