الكوكيز في عالم الإنترنت كيف تعمل وما هي أنواعها؟

إذاً ما هي ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز)؟ وكيف تعمل، وما هي أنواعها؟ وهل يتطلب الأمر فعلاً التفكير قبل النقر على زر السماح باستخدام هذه الملفات؟ 

ما هي الكوكيز في الإنترنت؟ وكيف تعمل؟

إنّ الكوكيز عبارة عن ملفاتٍ نصيّة تحتوي على معلوماتٍ تعريفيّة مختصرة تخصّ هوية المُستخدم، بما في ذلك معلومات التعريف الشخصية، مثل اسم المُستخدم، وكذلك التفضيلات المختلفة، مثل تفضيلات اللّغة، والنشاطات التي يقوم بها المُستخدم أثناء تصفح المواقع الإلكترونية، كالعناصر التي يُضيفها إلى سلة الشراء في موقعٍ معين، أو المواضيع التي يتصفحها أكثر من غيرها، وهكذا.

يُنشئ الموقع الإلكتروني الكوكيز، بناءً على تحليل نشاط المُستخدم وسلوكه أثناء التصفّح، ثمّ يُرسلها إلى مُتصفح الإنترنت، والذي يخزنها بدوره على جهاز الحاسوب الخاصّ بالمُستخدم، ليستدعيها من جديد كلما زار المُستخدم الموقع نفسه.

ويجدر ذكر الفرق بين الموقع والمتصفح، حيث إنّ المُتصفح هو البرنامج المثبت على الحاسوب لتصفح الإنترنت، مثل متصفح كروم (Chrome)، أمّا الموقع فهو مجموعة الصفحات الموجودة على الإنترنت، والتي تظهر على المُتصفح.

ما هي أنواع الكوكيز على الإنترنت؟ 

تختلف أهداف الكوكيز باختلاف نوعها وطريقة عملها، وتشمل أنواع الكوكيز الرئيسية ما يلي: 

كوكيز الطرف الأول (First Party Cookies)

وهي الكوكيز التي يُنشئها الموقع الذي يتصفحه المُستخدم، وتنقسم إلى قسمين بناءً على مدّة عملها: 

كوكيز الجلسة (Session Cookies)

يُنشئ الموقع الذي يزوره المُستخدم هذه الكوكيز عند زيارته فقط لمرّةٍ واحدة، ثمّ يحذفها المُتصفح من الجهاز بعد وقتٍ قصير من انتهاء الجلسة، لذلك يُطلَق عليها أيضاً اسم كوكيز الجلسة، حيث تُحفَظ المعلومات والنشاطات الخاصة بالجلسة فقط بشكلٍ مؤقت، وهي تعمل تلقائياً دون طلب الإذن من المُستخدم، لأنّها ستُحذف.

ومن أكثر الأمثلة شيوعاً على كوكيز الجلسة، هي الاحتفاظ بالعناصر المُضافة إلى سلة التسوّق أثناء تصفّح موقعٍ ما، حتى في حال عدم تسجيل الدخول في الموقع، أو الانتقال إلى تبويباتٍ أخرى خلال الجلسة نفسها، إذ تبقى العناصر في السلة لغاية الوصول إلى خطوة الدفع، وفي حال انتهاء الجلسة، ومحاولة الدّخول للموقع مرّة أخرى، ستكون بيانات المُستخدم قد حُذفت، وكذلك عناصر التسوّق في السلّة اختفت.

الكوكيز الدّائمة (Persistent Cookies)

يُنشئ الموقع الذي يزوره المُستخدم الكوكيز الدّائمة، ثمّ تُخزَّن على الحاسوب بعد انتهاء الجلسة، ليتذكّرها الموقع في الجلسات التالية دون الحاجة لإدخالها من قِبل المُستخدم، مثلاً: تُخزَّن كوكيز بيانات تسجيل الدّخول، حتى يتمكن المستخدم من تصفح الموقع في الجلسات التالية دون الحاجة لتسجيل الدّخول من جديد، وهي تتطلّب أخذ إذن المُستخدم، ويكون إشعار الاستئذان عادة على شكل خيار (تذكّرني) أسفل صندوق تسجيل الدخول.

ومن الأمثلة الأخرى على كوكيز الطرف الأوّل الدّائمة، الكوكيز التي تحفظ تفضيلات المُستخدم فيما يخصّ اللّغة أو نوع الخطّ، حتى تكون بالإعدادات نفسها في كلّ جلسة، دون الحاجة لإعادة ضبطها في كلّ مرة، أي أنّها تهدف إلى تخصيص تجربة المستخدم، ممّا يجعل التصفح أسهل.

كوكيز الطرف الثالث (Third Party cookies)

تُسمّى هذه الكوكيز بالطرف الثالث؛ لأنّ الموقع الذي يُنشئها ليس هو نفسه الذي يتصفحه المُستخدم، بل هو شركة أو موقع آخر، يخزّن الكوكيز على الحاسوب عن طريق المتصفح، ويتتبّع سلوك المُستخدم ونشاطاته، لأهدافٍ تسويقيّة، وقد يكون تخزين الكوكيز من قِبل الطرف الثالث عن طريق النقر على إعلانٍ تابع له قد ظهر على الموقع الذي يتصفحه المُستخدم.

ولا يُشترط أن تكون هذه النشاطات داخل الموقع الذي يتصفحه المستخدم، بل يمكن أن يتتبع الطرف الثالث نشاطات المستخدم على المواقع الأخرى على المتصفح، ثمّ يحلّل الطرف الثالث سلوكات المستخدم، مثل الاهتمامات، ومواضيع البحث وغيرها، ويستخدم هذه المعلومات في توجيه الإعلانات إلى العملاء بحسب اهتماماتهم كعملاء محتملين، أو بيع هذه المعلومات للشركات التجارية أو غيرها.

يُمكن منع استخدام كوكيز الطرف الثالث من إعدادات الخصوصية والأمان في متصفح الإنترنت، كما يُمكن استخدام أدوات موثوقة لحجب الإعلانات (Ad Blocker) التابعة لهذه الجهات، وكذلك النقر على زر السماح بالكوكيز الأساسيّة (Essential cookies) فقط عند ظهورها في الموقع، حيث يستثني غالباً هذا الخيار كوكيز الطرف الثالث، ولكن ليس في جميع الحالات.

ختاماً، قد تنبع المخاوف المُتعلّقة بالخصوصية من كوكيز الطرف الثالث تحديداً، حيث يُمكن أن يُساء استخدامها بشكلٍ يهدّد الخصوصية والأمان للبعض، أو حتى استخدامها للاستهداف الإعلاني المزعج، وظهور إعلانات غير ذات صلة باهتمامات المُستخدم.

لذلك تخضع الكوكيز لقوانين صارمة في بعض الدول، وعلى الرّغم من عدم وجود قانون عقوبات خاصّ بإساءة استخدام الكوكيز في دولة الإمارات العربية المتحدّة، إلّا أنّ الدولة تحاول جاهدة حماية البيانات والحفاظ على خصوصيّة الأنشطة على شبكة الإنترنت من خلال عِدة قوانين، منها "قانون مكافحة الشائعات والجرائم الإلكترونية"، الوارد في مرسوم القانون الاتحاديّ رقم 34 لعام 2021. 

  المراجع

[1] microsoft.com, Everything you need to know about Internet cookies
[2] hp.com, Computer Cookies: What They Are and How They Work
[3] cookieinformation.com,What is a cookie?
[4] kameleoon.com,What are the different types of internet cookies? 
[5] kaspersky.com,What are Cookies?