جار التحميل...
ويعتقد البعض أنّ تلك الشبكات مترادفة ولا توجد بينها اختلافات، لكن هذا الاعتقاد خاطئ، إذ توجد نقاط اختلاف تساعد على التمييز بين الأنواع المختلفة، خاصة بين الإنترنت العميق، والإنترنت المُظلم.
على عكس مفهوم الإنترنت السطحي "Surface Web" الّذي يمكن للجميع الوصول إلى محتواه مباشرةً وبكل سهولة بواسطة محركات البحث المختلفة مثل جوجل كروم "Google Chrome"، وفاير فوكس "Firefox"، وبينج "Bing"، يأتي مصطلح الإنترنت العميق "Deep Web"، أو الإنترنت الخفيّ، أو الإنترنت غير المرئي الّذي يمثل جزءاً كبيراً من شبكة الإنترنت الّتي تتطلب إجراءات خاصة للوصول إلى المعلومات مثل؛ تسجيل الدخول عن طريق اسم المستخدم وكلمة المرور.
الإنترنت المظلم "Dark Web" فهو جزء من الإنترنت الّذي لا يمكن اكتشافه من قِبل محركات البحث التقليدية، إذ تُستخدم فيه برامج خاصة تعتمد على أنظمة معقدة لإخفاء عناوين بروتوكولات الإنترنت "IP" الفعلية للمُستخدم، مما يجعل من الصعب تتبع هوية المستخدم الحقيقية وتحرُّكاته، وطبيعة النشاطات التي قام بها عبر شبكة الإنترنت.
هناك العديد من الفروقات بين الإنترنت العميق والمظلم، وتشمل ما يلي:
يُستخدم الإنترنت العميق للمحافظة على مستوى الأمان والخصوصية عند القيام بالأنشطة القانونية غير الضارة، مثل؛ حماية المعلومات الشخصية أو التجارية التي لا يُمكن مشاركتها، أو حسابات البريد الإلكتروني، أو قواعد البيانات الخاصة بالمُشتركين كسجلات الطلاب أو الموظفين مثلاً، أو الخدمات المالية عبر الإنترنت، ومواقع الويب المدفوعة، ووسائل التواصل الاجتماعي الخاصة أو المقيدة، وغيرها من الجهات التي لا ترغب بالوصول غير المصرح به للمعلومات الخاصة.
أمّا الإنترنت المظلم فيرتكز على إخفاء الهوية الحقيقية، وطبيعة العمليات والأنشطة التي تمت من خلاله، لذا يُعد مناسباً للقيام بالأنشطة غير القانونية والأعمال الإجرامية، مثل؛ تسريب المعلومات الحساسة أو الوثائق السرية، وشراء الأسلحة، والمواد المُخدرة، والأموال المزيفة، وحتى الوصول إلى الحسابات المسروقة للمواقع الّتي تتطلب اشتراكاً مدفوعاً، وما إلى ذلك.
يُستخدم الإنترنت العميق في مجالات واسعة تفوق تلك الخاصة بالإنترنت المُظلم، إذ يُمكن الحصول على تقديرات حول حجم الشبكة العميقة بسهولة بسبب انتشارها وطبيعتها العامّة، كما توجد أعداد كبيرة جداً من المواقع الإلكترونية المُتاحة عليها، ويحتل ما نسبته 90% من إجمالي حجم شبكة الإنترنت العالمية.
أما الإنترنت المظلم فيعد جزءاً فرعياً وصغيراً من الإنترنت العميق، فرغم صعوبة قياس مدى اتساعه بدقة، إلّا أنّ بعض الخبراء يعتقدون بأنّ نسبته تصل إلى 6% فقط من إجمالي شبكة الإنترنت.
يُمكن الوصول إلى محتويات الإنترنت العميق عبر متصفحات الويب الشائعة والمستخدمة لتصّفح الإنترنت السطحي، كما يمكن لأيّ مستخدم الوصول إليها عبر جهازه المتصل بالإنترنت، بشرط أن يكون على دراية ببيانات الاعتماد الصحيحة، أو معلومات تسجيل الدخول اللازمة.
أمّا الإنترنت المُظلم فيُقيّد وصول المستخدمين إليه، إذ يتطلب استخدام مجموعة من البرمجيات والمتصفحات الخاصة، التي تعتمد على توجيه ونقل بيانات المستخدمين عبر الخوادم المشفرة، بطريقةٍ تُقلل من تعرّضهم للمخاطر الناجمة عن تتبع أنشطتهم الفعلية على شبكة الإنترنت.
على الرغم من أنّ الإنترنت المظلم هو جزء بسيط من الإنترنت العميق، إلا أنه يُعد الأكثر خطورة بسبب احتوائه على أنشطة غير قانونية وإجرامية تمارس بصورة خفية ومشفرة، وفي المقابل، يُوفّر الإنترنت العميق محتويات قانونية وآمنة، يمكن لأيّ مستخدم الاستفادة منها لرفع مستوى الأمان لديه.
ومع أنّ الإنترنت المظلم محفوف بالكثير من المخاطر، إلا أنه يضم أيضاً أنشطة قانونية يُمارسها بعض الأفراد أو المؤسسات الحريصة على الخصوصية أكثر، أو ممن يرغبون في التواصل بحريةٍ دون خوفٍ من الرقابة، ومع ذلك، يُنصح العديد من المستخدمين بعدم محاولة الوصول إلى الإنترنت المظلم، حيث يُمكن أن يتعرضوا للخطر بسبب الأنشطة غير القانونية التي تتم هناك.
كما يُنصَح باتباع عدة إجراءات للحماية من اختراقات الإنترنت المظلم؛ مثل استخدام المصادقة متعددة العوامل "MFA" التي تطلب من المستخدم إثباتات إضافية لهويته إلى جانب كلمة المرور، واستخدام كلمات مرور قوية للحسابات الشخصية وتحديثها باستمرار، إضافة إلى تحميل برمجيات الحماية من الفيروسات والبرامج الضارة، وتصفّح مواقع الويب الآمنة فقط، وتجنّب استخدام شبكات الواي فاي "WI-FI" العامّة.
المراجع
[1] brave.com, Deep Web
[2] caoonline.com, What is the dark web? How to access it and what you’ll find
[3] flare.io, Dark Web vs Deep Web: What’s the Differences?
[4] spiceworks.com, Dark Web vs Deep Web: 5 Key Differences
[5] checkpoint.com, Deep Web vs Dark Web