جار التحميل...
إيجابيات الإنترنت: بوابة التواصل والعلم والعمل
التواصل مع العالم وكأنّه قريةٍ صغيرة
في الوقت الحالي، يوجد أكثر من 5.35 مليار مستخدم للإنترنت من مختلف أنحاء العالم، وهو ما يشكّل حوالي 66.2% من إجمالي سكّان العالم، وفقاً لإحصائية نشرها موقع ستاتيستا (Statista) المتخصص بالإحصائيات العالمية في يناير 2024م، فمن خلال وسائل التواصل الاجتماعي والبرامج المختلفة يُمكن التواصل مع أيٍّ شخص في العالم والتعرّف على الثقافات المختلفة في أيّ وقت وفي أيّ مكان بالصوت والصورة، وكل ذلك عبر الإنترنت فقط.
ويمكن ملاحظة هذه الأهمية للإنترنت بالمقارنة مع الطرق التي كانت معتمدة قديماً للتواصل بين الناس قبل وجود الإنترنت أو انتشاره بشكلٍ واسع، حيث كان يستغرق منهم الأمر أياماً أو شهوراً في بعض الأحيان لإيصال رسالةٍ ما إلى شخصٍ آخر بعيد عنهم، بينما أصبح الأمر في الوقت الحالي لا يحتاج أكثر من دقيقة واحدة.
تعلّم واكتساب المعرفة بلا حدود
تُشير إحصائيات تابعة لموقع ستاتيستا (Statista) أنّه من المُتوقع أن يصل عدد مستخدمي برامج ومنصات التعلّم عبر الإنترنت إلى مليار مستخدم مع بداية عام 2028م، مما يُشير إلى الدور الفعّال الذي يقدمه الإنترنت في تسهيل عملية التعليم، حيث يُمكن للشخص وهو جالس في مكانه التعلّم عن أيٍّ شيءٍ يُريده وفي أي وقتٍ، والاستفادة من خبرات أمهر المعلمين والمتخصصين في المجالات المختلفة عبر برامج التعلّم الإلكتروني؛ مثل تعلّم البرمجة أو لغة جديدة، أو حتى أي شيء آخر في مختلف المجالات.
التسوّق وشراء الحاجيات بضغطة زر واحدة
دون الشعور بالتعب أو الإجهاد كما في التسوّق التقليدي، يُتيح التسوّق عبر الإنترنت شراء أي شيء يريده الشخص بضغطة زر واحدة وهو جالس في مكانه! وما يُثبت مدى فعالية الإنترنت في جعل عملية التسوّق أسهل وأكثر كفاءة هو الإقبال الكبير والمتزايد عاماً بعد عام على الشراء من خلاله، حيث تُشير تقديرات تابعة لموقع ستاتيستا (Statista) إنه من المُتوقع أن تصل مبيعات التجارة الإلكترونية بالتجزئة في مواقع مثل أمازون وعلي بابا وغيرهما من المواقع حول العالم إلى حوالي 8 تريليون دولار بحلول عام 2027م فقط!
العمل واكتساب المال دون مغادرة المنزل
مع الإنترنت يُمكن للشخص العمل بدوامٍ كامل وكسب المال وهو في منزله بكل سهولة، حيث تُتيح العديد من الشركات حول العالم خيار العمل عن بُعد لموظفيها بغض النظر عن مكان إقامتهم، ومن ناحيةٍ أخرى يُمكن فتح مشروع خاص والتسويق له وإتمام عمليات البيع والشراء وغير ذلك عبر الإنترنت فقط.
وبذلك، يُمكن ملاحظة أنّ مستقبل العمل عن بُعد أصبح واعداً حقاً، وقد أثبت الإنترنت كفاءته في هذا الجانب، حيث باتت معظم الدول الرائدة في مجال الأعمال تدعمه، فوفقاً لتصنيف موقع فيزا غايد (VisaGuide) المُتخصص في رصد وتقييم مدى فعالية أنظمة التأشيرات الداعمة للعمل عن بعد، حصلت دولة الإمارات عام 2023م على المركز الأول إقليمياً، والرابع عالمياً ضمن أكثر الوجهات الرائدة للعمل عن بعد، والتي تُوفر بيئة داعمة وجاذبة للمواهب والأشخاص العاملين في المجال الرقميّ.
دفع الفواتير وإنجاز المعاملات المالية بسهولة!
مع الإنترنت أصبح بالإمكان إدارة الحساب البنكي، وتحويل الأموال، ودفع الفواتير بضغطة زر! وذلك من خلال تطبيقات البنوك التي يمكن تحميلها على الهاتف المحمول والمحافظ الإلكترونية؛ مثل جوجل باي (Google Pay) وأبل باي (Apple Pay) التي يُمكن استخدامها للدفع في المتاجر، والمطاعم، والأسواق بكل سهولةٍ وأمان، كما تُتيح بوابات الدفع الإلكتروني مثل باي بال (PayPal) تنفيذ المعاملات المالية وربط بطاقات الدفع الخاصّة مع بعضها بطريقةٍ فعّالة.
الاستمتاع وقضاء وقتٍ مسلٍّ
لا شك في أنّ الإنترنت من أكثر وسائل الترفيه والتسلية المتاحة في الوقت الحاليّ! حيث يُمكن من خلاله مشاهدة الأفلام، ومقاطع الفيديو الممتعة، واللعب بشكلٍ فردي أو مع لاعبين آخرين من مختلف أنحاء العالم، وليس ذلك فحسب، بل يُمكن من خلاله أيضاً الترفيه عن النفس بمشاركة محتوى مسلٍّ من فيديوهات أو صور مع الأصدقاء عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
سلبيات الإنترنت: بعض المساوئ التي قد يواجهها المستخدم
الإدمان على استخدام الإنترنت
يُشير إدمان الإنترنت إلى استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، والألعاب الإلكترونية، والإنترنت عموماً أكثر مما ينبغي، مع الرغبة المُلحّة دائماً لقضاء المزيد من الوقت عليه، حتى لو كان ذلك على حساب أداء المهام والواجبات اليومية المطلوبة، وهو من المشاكل الشائعة بعض الشيء، ولا تقتصر على فئة عمرية معينة ولكنها تنتشر أكثر بين فئة الشباب.
ومع الأسف إدمان الإنترنت غالباً ما يُسبب عدة مشاكل؛ مثل السمنة، وآلام في العضلات والعظام نتيجة الجلوس لفتراتٍ طويلة أمام الشاشات الإلكترونية، وكذلك اضطرابات في النوم، والأرق، وإجهاد العينين، والشعور بالتوتر والقلق، والرغبة في العزلة عن الآخرين، وليس ذلك فحسب، بل يُمكن أن يُضعِف الأداء الأكاديمي أو المهني؛ بسبب عدم القدرة على التركيز جيّداً.
مواجهة تهديداتٍ أمنية واختراقاتٍ إلكترونية
مع الانتشار الواسع للتكنولوجيا واستخدام العديد من البرامج والأجهزة الإلكترونية خلال اليوم؛ كالهاتف المحمول، وجهاز الحاسوب، والساعة الذكية وغيرها، تزداد احتمالية التعرّض لاختراقاتٍ وتهديداتٍ أمنية عن طريق أيٍّ منها، بما في ذلك البرامج الضارة، والفيروسات، والتصيّد الاحتيالي التي تهدف إلى سرقة الأموال والبيانات الشخصية، وكذلك برامج الفدية التي تمنع الضحايا من الوصول إلى بياناتهم لكي يدفعوا لهم مبلغاً من المال (فدية)!
ومع الأسف، تُعتبر هذه التهديدات والاختراقات الأمنية من الأمور الشائعة، حيث أشار تقرير نشرته شركة غوغل (Google) عام 2020م، أنّها تحظر ما يُقارب 100 مليون رسالة تصيّد احتيالي عبر بريد غوغل الإلكتروني فقط بشكلٍ يوميّ! ووفقاً لأحد التقديرات التابعة لشركة آي بي إم (IBM) المتخصصة في مجال الخدمات التكنولوجية، يُتوقع أن تبلغ تكلفة الخسائر العالمية الناجمة عن الجرائم الإلكترونية مع حلول عام 2025م 10.5 تريليون دولار.
التعرّض لمحتوى سلبي أو غير لائق أحياناً
تنتشر العديد من الأخبار والمعلومات المُضللة وغير الصحيحة على وسائل التواصل الاجتماعي، ويتعرض العديد من مستخدميها للتنمّر الإلكتروني والإساءة بالكلام عبر الإنترنت، وقد يتعرضون ولو مرة واحدة على الأقل لمنشورٍ أو محتوى غير لائق ولا يتناسب مع ثقافتهم وبيئتهم الخاصة.
فعلى الرغم من المحتوى الهائل والمفيد الذي يُمكن الحصول عليه عبر الإنترنت، إلّا أنّه لا يخلو من المحتوى المُضلل، أو العنيف والمتطرف، أو الأخبار الكاذبة والشائعات، فهو مزيجٌ من البيانات غير المُفلترة، ويفتقر إلى المدققين والمراجعين والنقّاد عموماً، لذا على المستخدم أن يقوم بكل ذلك قبل تصديق أي خبر أو معلومة يحصل عليها عن طريقه!
أيّهما يطغى على الآخر: إيجابيات الإنترنت أم سلبياته؟
السؤال الذي يطرأ على الذهن بعد معرفة أبرز إيجابيات وسلبيات الإنترنت غالباً هو: "هل تطغى الإيجابيات على السلبيات أم العكس؟!"، وهنا يُحدد ذلك هو المُستخدم نفسه، وذلك عن طريق استخدامه لهذه التقنية واستغلالها على نحوٍ صحيحٍ ومفيد لتحقيق الأهداف، وتطوير الذات، وإنجاز الأعمال بسهولةٍ وكفاءة.
ومن ناحيةٍ أخرى، لتجنب العيوب والسلبيات، على المستخدم أن يكون واعياً فيما يخص الوقت الذي يجب أن يقضيه على الإنترنت، والمحتوى الذي يتابعه، والتأكد من صحة المعلومات، واستخدام برامج الحماية، واتباع احتياطاتٍ فعّالة ضد أيّة تهديداتٍ أمنية.
المراجع
[1] javatpoint.com, What are the advantages of the Internet?
[2] computerhope.com, What are the advantages of the Internet?
[3] geeksforgeeks.org, Advantages and Disadvantages of Internet
[4] educba.com, Advantages and Disadvantages of the Internet
[5] tutorialspoint.com, Advantages and Disadvantages of Internet