جار التحميل...
وتقع مهمَّة تحسين التواصُل بين الزملاء، على عاتق الإدارة في العمل؛ بتوفير الأجواء المناسبة لذلك، وعلى المُوظَّف أيضاً؛ بالاستجابة لهذه الأجواء، والاستعداد شخصيّاً لطلب المساعدة دون خجل أو خوف، والتقرُّب من الزملاء أكثر، ووضع أيّ خِلافات شخصية أو تحفُّظات جانباً، وجعل الأولوية لمصلحة الشركة أو المُؤسَّسة التي يعمل فيها، وفي السطور الآتية، بعض النصائح والتوجيهات التي يمكن اتِّباعها لتقريب الزملاء من بعضهم.
تُعَدّ مهارة الاستماع، من أهمّ المهارات في التواصُل الفَعّال والمُشارَكة بين الأشخاص، وهي تُؤدّي دوراً حَيَويّاً في تعزيز العلاقات الشخصية والمهنية، لذا فإنَّ التركيز والانتباه على ما يقوله الزميل في العمل، والتعاطف معه، ومحاولة تقديم المساعدة، يُعزِّز بناء علاقات جيِّدة معه، ما يُسهِم في تنمية روح المشاركة والتعاون.
تُعَدّ القدرة على التواصل والحوار بين المُوظَّفين جميعهم، ضمن بيئة العمل الواحدة، من أهمّ طرق تعزيز التعاون بينهم، وتقوية العلاقات بين الأفراد داخل الشركة من مختلف الأقسام، ويمكن تعزيز هذا التواصل وجعله فَعّالاً؛ بتكوين حلقاتٍ للنِّقاش بين المُوظَّفين من فترة إلى أخرى، وعَقد اجتماعات دورية لمُشارَكة المُخطَّطات والأفكار معهم.
كما يجب التعريف بالأعضاء الجُدد، وتقديمهم إلى بقيَّة أعضاء الفريق، إلى جانب توفير العديد من طرق المُراسَلة اليوميَّة؛ كبرامج الدردشة التي من شأنها أن تُسهِّل التواصل والنقاش بين زملاء العمل، وتُقوّي علاقاتهم، وتُعزِّز التعاون بينهم لإنجاز مَهامّ العمل.
تحديد المَهامّ، ومعرفة كلّ فرد في الفريق واجباته، يخلق جَوّاً من التعاون والعمل بفعاليَّة، ويُسهِم في تقليل الأخطاء المُرتَكَبة؛ كتكرار المَهامّ، ولتحقيق ذلك، لا بُدَّ من التواصل المُستَمِرّ والتنسيق الدائم بين أعضاء الفريق؛ لتقييم ما أُنجِز من مَهامّ.
وعلى سبيل المثال، حتى يُنجَز المُصمِّم الجرافيكيّ في شركة ما مَهامَّه، لا بُدَّ أن يتواصل مُباشَرةً مع كاتب المحتوى؛ للحصول على هذا المُحتَوى وتنسيقه كما يجب، ويُجري نقاشاً معه؛ سواء للاستفسار عن أمور مُعيَّنة، أو لتقديم اقتراحات، وينبغي على مدير وسائل التواصل الاجتماعي، أن يُنسِّق مع الاثنين للنشر والتسويق، أمّا مدير المشروع، فيُتابع الجميع؛ لضمان تحقيق الأهداف وفقاً للخُطَّة، وهذا في جوهره سيُعزِّز التعاون والعلاقات بينهم.
قد يبدو الأمر غريباً، إلّا أنَّ هذه الطريقة تساعد الأفراد على فهم بعضهم بعضاً، ما يُؤدّي إلى بناء الثقة والتعاون بينهم؛ بتنظيم رحلات ترفيهية تجمع المُوظَّفين جميعهم من فترة إلى أخرى، أو إقامة عشاء عمل، أو التجمُّع في وقت الاستراحة معاً، ومُمارَسة بعض الألعاب، أو إجراء مُسابَقات ثقافيَّة، الأمر الذي يُساعد على تعرُّف المُوظَّفين إلى بعضهم خارج بيئة العمل، وتقوية العلاقات، وتشجيع الترابط والتواصل، وبالتالي تعزيز التعاون بينهم في بيئة العمل؛ لإنجاز المَهامّ.
يمكن تحسين التواصل بين زملاء العمل؛ بإتاحة الفرصة لهم لمُشارَكة أفكارهم دون قُيود، أو خوف من العواقب السلبيَّة، وفتح المجال لطلب المساعدة فيما يتعلَّق بآلِيَّة إنجاز مهمَّة مُعيَّنة، فهذا من شأنه أن يُقرِّب وجهات النظر، ويُعزِّز التواصل الفَعّال والتعاون.
وعلى سبيل المثال، يمكن أن يُوزِّع المدير في العمل المَهامَّ إلى مجموعات -إن كان الأمر مُمكِناً-؛ فيُوكل إلى مجموعة من المُوظَّفين مهمَّة مُعيَّنة يُطلَب منهم العمل عليها معاً لإنجازها، ممّا يُعطي كلّاً منهم دافعاً لتقديم أفضل ما لديه، ومُساعَدة أعضاء مجموعته على تحقيق المطلوب، الأمر الذي يُنمّي روح التعاون فيما بينهم، ويُقوّي علاقاتِهم بعضِهم ببعض.
لا تكاد تخلو بيئة عمل من المشكلات والتحدِّيات المختلفة، وللوصول إلى أفضل الحلول المُمكِنة، لا بُدَّ من إشراك المُوظَّفين في حَلِّها، وعقد جلسات العصف الذهنيّ، الأمر الذي يتطلَّب تواصُلهم معاً للنقاش وتبادل الآراء، بهدف تقديم حلول فَعّالة، وهذا يعني في المُحصِّلة تعزيز روح التعاون، وتقوية الروابط فيما بينهم.
[1] asana.com, Collaboration in the workplace
[2] betterup.com, 8 strategies to collaborate effectively in the workplace
[3] teambuilding.com, Team Cooperation
[4] chrysos.org.uk, Top Ten Tips for Embracing Collaboration in the Workplace
[5] coursera.org, Important Teamwork Skills and How to Improve Yours