جار التحميل...
يحتفل العالم باليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة في الثالث من ديسمبر من كل عام، وهو يهدف بشكل رئيس إلى تعزيز حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة ورفاهيتهم في مجالات المجتمع والتنمية جميعها، ورفع مستوى الوعي بقضاياهم في جوانب الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية كافة، ويسعى هذا اليوم إلى حشد الدعم للقضايا الحيوية المتعلقة بإدماج الأشخاص ذوي الإعاقة في مجتمعاتهم، وتسليط الضوء على فوائد بناء مجتمع شامل ومتاح للجميع.
أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1992 عن تخصيص يوم عالمي للأشخاص ذوي الإعاقة، وذلك في القرار رقم 47/3، ليكون هذا اليوم بمثابة خطوة مهمة في مسيرة طويلة من جهود الأمم المتحدة في مجال الاهتمام بذوي الإعاقة.
وقد شهد عام 2006 تطوراً ملحوظاً في هذا المجال مع اعتماد اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، التي أسهمت في دفع قضايا الإعاقة إلى الأمام في إطار خطة التنمية المستدامة لعام 2030 وغيرها من الأطر الدولية للتنمية.
يكتسب اليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة أهمية بالغة في تشكيل مجتمع أكثر شمولاً وعدالة، فهو يسلط الضوء على ضرورة إزالة الحواجز التي تعيق مشاركتهم الكاملة في الحياة المجتمعية، فتمكين الأشخاص ذوي الإعاقة يعود بالنفع على المجتمع بأكمله، والعوائق التي يواجهونها تشكل عائقاً أمام تقدم المجتمع ككل.
ويُبرِز هذا اليوم الحاجة الملحة إلى ضمان وصول الأشخاص ذوي الإعاقة إلى جوانب المجتمع جميعها على قدم المساواة مع الآخرين، ويسهم في زيادة الوعي بأهمية احترام الاختلافات وتقبل الأشخاص ذوي الإعاقة ودمجهم، ويشجع على تغيير نظرة المجتمع من النظرات غير المريحة إلى الرغبة في التعرف إلى الإعاقات المختلفة وفهمها على نحو أفضل، ما يخلق بيئة داعمة تساعد الأشخاص ذوي الإعاقة على العيش باستقلالية والمشاركة الفعالة في جوانب الحياة والتنمية جميعها.
يؤدي الأفراد دوراً محورياً في إحداث تغيير إيجابي في حياة الأشخاص ذوي الإعاقة، فيمكن للجميع الإسهام بوسائل متنوعة في هذا اليوم العالمي وما بعده، فتنظيم الفعاليات التوعوية وحضورها يُعد خطوة مهمة نحو نشر الوعي وتعزيز الفهم، بالإضافة إلى أنَّ المشاركة في الحوارات المجتمعية عن قضايا الإعاقة تسهم في تغيير المفهومات السائدة وتحدي الصور النمطية.
ويمكن للأفراد أيضاً الاطلاع على قصص الأشخاص ذوي الإعاقة وتجاربهم، ما يساعد على تعميق الفهم وتغيير المواقف والافتراضات، علاوة على ذلك فإنَّ الاحتفاء بإنجازاتهم وتسليط الضوء على إسهاماتهم في المجتمع يُعد أمراً بالغ الأهمية، فيساعد ذلك في تغيير النظرة المجتمعية وإبراز قدراتهم وإمكاناتهم.
ويمكن للأفراد الإسهام في تحسين إمكانية وصول الأشخاص ذوي الإعاقة إلى مجتمعاتهم المحلية، وهذا يشمل إزالة الحواجز المادية مثل توفير المنحدرات للكراسي المتحركة، ومن ناحية أخرى فإنَّ نشر رسائل الدعم والتضامن عبر وسائل التواصل الاجتماعي يساعد في توسيع نطاق التأثير وإلهام مزيد من الأفراد أن ينضموا إلى هذه الجهود، وبالتالي فإنَّ كل فرد يمكنه أن يكون عاملاً لتغيير هذه الإسهامات البسيطة والفعّالة، التي تؤدي مجتمعة إلى بناء مجتمع أكثر شمولاً وعدلاً للجميع.
إمارة الشارقة: حاضنة مميزة لذوي الإعاقة
في إمارة الشارقة يحظى الأشخاص ذوو الإعاقة برعاية خاصة من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، فقد أسهمت مبادراته في جعل الشارقة مدينة حاضنة لذوي الإعاقة بما تتميّز به من بنية تحتية متطورة قادرة على توفير الحياة الكريمة لهم ، وقد تُوجت هذه الجهود بحصول إمارة الشارقة على لقب (الشارقة صديقة لذوي الإعاقة الحركية) من الاتّحاد العالمي للمعاقين عام 2018، ما يضيف إنجازاً جديداً إلى سجل الإمارة الحافل بالإنجازات المحلية والعالمية.
وفي إطار الاحتفال باليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة، تحتفل مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية بهذه المناسبة للتوعية بالإعاقة الذهنية وقدرات أصحابها، فيركز في كل عام على شعار وهدف محددين تركز عليهما النشاطات والفعاليات كلها التي تجرى في هذه المناسبة بمشاركة مجالس الأمهات ومجلس الأخوة.
وتحرص بلدية مدينة الشارقة على إطلاق المبادرات النوعية وتقديم التسهيلات والخدمات لذوي الإعاقة، بما في ذلك توفير بنية تحتية مناسبة في الحدائق والمرافق التابعة للبلدية، وتخصيص مواقف خاصة لهم، وإشراكهم في الأنشطة والفعاليات المختلفة التي تنظمها البلدية.
المراجع
[1] who.int, International day of persons with disabilities
[2] awarenessdays.com, International Day of Persons with Disabilities 2024
[3] un.org, International Day of Persons with Disabilities, 3 December
[4] idpwd.com.au, Get involved
[5] mocd.gov.ae, دولة الإمارات تحقق منظومة تمكين متكاملة لأصحاب الهمم منذ الولادة وحتى ما بعد الوظيفة