نظمت الهيئة العامة للطيران المدني بالتعاون مع جامعة الشارقة ندوة تحت عنوان "الجيل القادم في الطيران"، وذلك في مقر الجامعة، بحضور سعادة سيف محمد السويدي، مدير عام الهيئة، وبمشاركة أكثر من 150 طالباً وطالبة من جامعة الشارقة.
الشارقة 24:
تحت مظلة حملة "نحب سماءنا"، نظمت الهيئة العامة للطيران المدني بالتعاون مع جامعة الشارقة ندوة تحت عنوان "الجيل القادم في الطيران"، وذلك في مقر الجامعة، بحضور سعادة سيف محمد السويدي، مدير عام الهيئة، والبروفسور عدنان سرحان، عميد كلية القانون بالجامعة، إلى جانب عدد من كبار مسؤولي الهيئة وممثلي الجهات الحكومية المعنية بالطيران المدني، وبمشاركة أكثر من 150 طالباً وطالبة من جامعة الشارقة.
تناولت الندوة مناقشة البرنامج الدراسي المشترك بين الهيئة العامة للطيران المدني وجامعة الشارقة، وهو برنامج الماجستير في القانون الجوي والفضائي، والفرص الواسعة التي يتيحها في المستقبل.
كما استعرضت تطور قطاع الطيران المدني في الدولة منذ نشأته حتى اليوم، وأثر نمو شبكة علاقات التعاون الدولي في مجال النقل الجوي مع مختلف دول العالم على دعم مسيرة النمو الاقتصادي الوطني. إلى جانب تسليط الضوء على برامج التوطين في الطيران، وخاصةً في مجال الملاحة الجوية، والبرامج التدريبية التي توفرها الهيئة العامة للطيران المدني، مع تقديم قصص نجاح ملهمة لكوادر وطنية في هذا القطاع.
وفي كلمته، قال سعادة سيف محمد السويدي: "يشهد قطاع الطيران المدني تغيرات متسارعة على المستويين المحلي والعالمي، مما يعزز أهمية أن تكون المؤسسات الأكاديمية في طليعة الجهات التي تستشرف هذه التحولات".
وأكد سعادته أهمية قطاع الطيران الذي يُعد محركاً أساسياً لنمو الاقتصاد والمعرفة في الدولة، وجسراً يربطنا بالتقدم التكنولوجي المستقبلي. وأن دور الجامعات والمؤسسات الأكاديمية اليوم يتجاوز تقديم المناهج الدراسية التقليدية، بل يشمل استشراف الوظائف المستقبلية ووضع خطط استراتيجية لتنفيذ البرامج الأكاديمية التي تؤهل الأجيال القادمة ليصبحوا قادة ورواداً في هذا القطاع الحيوي.
وتابع السويدي: "اليوم، هناك أكثر من 700 ألف وظيفة مباشرة وغير مباشرة مرتبطة بالطيران المدني، تشمل مجالات متعددة مثل تصنيع الطائرات والمحركات، وإنتاج الوقود، وصولاً إلى العمليات التشريعية، التشغيلية، الإدارية، والرقابية، بالإضافة إلى تخصصات السلامة والأمن والتحقيقات". مشيراً إلى إطلاق الهيئة العامة للطيران المدني الحملة الوطنية التوعوية "نحب سماءنا"، بهدف توعية الجيل القادم وتأهيلهم ليكونوا جزءًا من مستقبل هذا القطاع.
من جانبه، أكد البروفسور عدنان سرحان، حرص جامعة الشارقة، بتوجيهات القيادة الرشيدة، على مواكبة التطورات العلمية والتكنولوجية وتأهيل الطلاب للوصول إلى الفرص الوظيفية المستقبلية.
وأوضح أن هذا الحرص كان الدافع وراء التعاون المثمر بين الجامعة والهيئة العامة للطيران المدني لتطوير برنامج الماجستير في القانون الجوي والفضائي، والذي يُعد البرنامج الدراسي الوحيد في منطقة الشرق الأوسط وعدد من الدول الآسيوية والأوروبية نظرًا لدقة التخصص.
وأشار إلى أن الجامعة بصدد دراسة تطوير مزيد من الشراكات خلال المرحلة المقبلة لخدمة نمو وتطور هذا البرنامج الدراسي المتميز، مما يتيح المزيد من الفرص للطلاب للحصول على شهادات علمية متميزة، بالإضافة إلى الاطلاع على خبرات وتجارب تعزز من فرصهم الوظيفية وتنافسيتهم في سوق العمل، بما يخدم التوجهات الوطنية الطموحة.
وشارك في أعمال الندوة، الكابتن خالد حميد آل علي، مدير إدارة أول - النقل الجوي بالهيئة العامة للطيران المدني، حيث قدم نبذة عن شبكة النقل الجوي لدولة الإمارات وعلاقات التعاون الدولي. وأوضح أن دولة الإمارات رائدة عالميًا في توقيع اتفاقيات تعاون نقل جوي مع 189 دولة حول العالم، مما يُعد أساساً لحركة ناقلاتنا الوطنية، ويفتح لها آفاقًا جديدة في الأسواق العالمية. كما استعرض الفرص الوظيفية المتنوعة التي يوفرها قطاع النقل الجوي حاليًا ومستقبلاً.
كما شهدت الندوة عرض قصة نجاح كابتن عائشة محمد الهاملي، المدير العام المساعد لقطاع تحقيقات الحوادث الجوية بالهيئة، والتي تُعد أول إماراتية تحصل لقب كابتن طيار.
وتحدثت كابتن عائشة عن مسيرتها المهنية، بدءاً من عملها كطيار ثم التحاقها بالهيئة العامة للطيران المدني وعملها كممثلة دولة الإمارات لدى منظمة الطيران المدني الدولي (الإيكاو)، حتى وصولها إلى منصبها الحالي في قطاع تحقيقات الحوادث الجوية.
ووجهت رسالة للطلاب بأن المثابرة والعمل المستمر على تطوير الذات يجعل من المستحيل ممكناً، مشجعةً إياهم على تحقيق أحلامهم مهما كانت كبيرة.
كما استعرض هشام الطنيجي، مدير تدريب الحركة الجوية بمركز الشيخ زايد للملاحة الجوية، فرص الالتحاق بالبرنامج الوطني للمراقبين الجويين والمزايا التي يوفرها. وأوضح للطلاب أنه كان أحد المتدربين في هذا البرنامج، واليوم يشغل منصب مدير إدارة التدريب فيه.
بالإضافة إلى ذلك، شهدت الندوة جلسة حوارية مع طيار شيخة البلوشي، ومروة الأميري، من خريجي برنامج ماجستير القانون الجوي والفضائي، وأدارتها عايدة خليل من فريق الهيئة العامة للطيران المدني. وخلال الجلسة، تم استعراض تجربة دراسة الماجستير، والخبرات المكتسبة، والفرص التي أتاحها البرنامج.
وتأتي هذه الندوة ضمن أهداف الحملة الوطنية التوعوية "نحب سماءنا"، التي تهدف إلى توعية الشباب بمختلف الفرص الوظيفية التي يوفرها قطاع الطيران المدني في الدولة، وسبل التأهيل لها والالتحاق بها.