جار التحميل...
يمكن ملاحظة عدم سعادة الطفل في مدرسته من خلال ردود فعله؛ مثل رفضه الذهاب إليها، أو التعبير عن كراهيته لها، أو التظاهر بالمرض صباحاً، كما قد يعود مُحبطاً وغير متحمس للحديث عن يومه، فإذا تكررت هذه التصرفات كثيراً، لا بُد من الوقوف على الأسباب التي تدفع الطفل لذلك.
على سبيل المثال، قد يكون السبب مواجهة الطفل صعوبة في تكوين صداقات لدرجة يبدو فيها منبوذاً، أو أنّ نظام المدرسة مليء بالتحديات والامتحانات والضغوط التعليمية، والجو العام فيها سلبيّ وغير مُحفّز، وهنا يُمكن محاولة حلّ هذه المشاكل عبر مناقشتها مع المعلمين والطفل، لكن في كثيرٍ من الأحيان قد لا يستجيب الطفل لمحاولات الإصلاح، ويُصبح انتقاله إلى مدرسة جديدة ضرورة حتمية.
ويُمكن تحديد ما إذا كان مستوى المدرسة مناسباً أم لا، من خلال التعرّف أكثر على المناهج الدراسية في البرامج التعليمية التي تقدّمها، ومدى تقديرها للابتكار والإبداع والفضول لدى الطلاب المتفوقين، إضافة إلى معرفة أساليب إيصال المعلومات فيما إذا كانت عمليّة أم تقليدية، وكذلك في حال ملاحظة عدم تقديم المعلمين في المدرسة الدعم الكافي للطلاب، أو أنّ طرق تدريسهم غير فعّالة، وتؤثر سلباً على التقدّم الأكاديمي للطفل.
من المهم أن تكون سلامة الطفل النفسية في سلم الأولويات عند اختيار المدرسة التي سيقضي فيها وقتاً طويلاً، فإذا كان يتعرّض لمشاكل اجتماعية، فإن صحته النفسية ستتأثر بالطبع، مما ينعكس على تحصيله الدراسيّ وسير حياته فيما بعد.
ومن أهم تلك المشاكل؛ التعرّض للتنمر باستمرار أو حتى للتمييز العنصري بسبب لونه، أو دينه، أو جنسيته عندما لا يكون في بلده الأم؛ فكل هذه الأمور تؤثر على شعور الطفل بالأمان، وتؤدي إلى إصابته بمشاعر العجز والقلق، ولا بُد من تغيير المدرسة في هذه الحالة مع توضيح سبب الانتقال لإدارة المدرسة الجديدة لاتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع تكرار المشكلة.
إنّ تقدّم الطفل كثيراً أو تأخره عن أقرانه بصورة ملحوظة سبباً ضرورياً لتغيير المدرسة؛ لأنّ تفوّقه الدائم في حل الواجبات، والامتحانات، والأنشطة، دليل على عدم وجود منافسة حقيقية بين الطلاب، وبالتالي لا يسمح للطفل باكتشاف كافة إمكاناته وقدراته، بل سيتوقف عند حدٍّ معين؛ فالتحديات المستمرة مهمة لتعزيز تجربة تعلُّم الطفل.
ومن ناحيةٍ أخرى، فإنّ تأخر الطفل عن بقية الطلبة في صفّه ومعاناته من صعوبات في التعلّم تشير إلى عدم قدرته على مواكبة وتيرة التعلم السائدة في مدرسته أو صفّه، مما يستدعي التفكير في تغيير المدرسة والانتقال إلى أخرى تسدُّ فجوات التعلُّم لديه، وتُساعده على الارتقاء في المستوى الدراسيّ والفكري، فضلاً عن الاجتماعي والنفسي.
قد تمرُّ الأسرة أحياناً بظروف تستدعي الانتقال إلى مدينة أو منطقة أخرى، مما يدفع إلى تغيير مدرسة الطفل بسبب بُعد المسافة، وقد يتعيّن الانتقال إلى منطقة يتوفر فيها أسلوب حياة وخدمات تُهمُّ الطفل أكثر مثل الأنشطة الرياضية والفنية، والتي قد لا تتواجد بالقرب من مدرسته الحالية.
كما يُمكن أن تؤثر الظروف المالية للوالدين على طبيعة المدرسة، فعند فقدان الأهل الوظيفة أو المرور بضائقة مالية لن يُتاح للطفل الاستمرار في مدرسته الحالية إذا كانت تكاليفها مرتفعة.
ختاماً، من المهم تشجيع الطفل وتوعيته على اتخاذ خطوات إيجابية في مدرسته الجديدة لضمان تجربة ناجحة، مثلاً يمكن تشجيعه على تعزيز علاقته مع معلميه؛ لأنّ الطفل حتى سنّ المراهقة يشعر بالأمان عندما يُحاط برعاية شخص أكبر منه.
ويحتاج الطفل إلى تكوين صداقات جديدة، مثلاً، يُمكنه اللعب أو الدراسة مع زملائه بعد المدرسة، كما أنّ تشجيع الطفل على مشاركة مشاعره وأفكاره وانطباعاته عن مدرسته الجديدة، يُساعد كثيراً في التعرّف على مخاوفه ومشاكله منذ بدايتها، وتعلُّم كيفية مواجهتها قبل أن تتفاقم.
المراجع
[1] matanandkaur.com, When is the Right Time to Change Your Child’s School?
[2] parenting.firstcry.com, Changing School – Procedure and How to Make It a Positive Experience for Your Child
[3] lydianacademy.com, 6 Solid Reasons to Move Schools
[4] tutero.com, 4 Reasons You Should Change Your Child’s School
[5] brightmontacademy.com, 5 Things to Consider Before Changing Schools for Your Child