جار التحميل...
معظم المشروبات الغازية محلاة بالسكر، أو شراب الذرة عالي الفركتوز (fructose)، وهو أحد أنواع السكريات الأحادية، والموجودة طبيعياً في الفواكه والخضار، وحسب مركز الأبحاث في وزارة الزراعة الأمريكية (USDA)، تحتوي العبوة الواحدة بحجم 360 مل على 39 غراماً من السكريات، و140 سعرةً حرارية.
بالإضافة إلى ذلك فهي تحتوي على حمض الفوسفوريك (Phosphoric Acid)، والكافيين، ولا تحتوي غالبية المشروبات الغازية على أي معادن أو فيتامينات رئيسة مفيدة، وفي حال استهلاك المشروبات الغازية بكميات كبيرة، قد تُسبب تلك المواد المكونة لها مجموعة من المشكلات والأضرار الصحيّة، وفيما يأتي أبرزها:
إن زيادة استهلاك المشروبات الغازية يرتبط بارتفاع معدلات السمنة على مستوى العالم، فرغم أن السكريات موجودة طبيعياً في عدد من الأطعمة، لكن إضافتها إلى تلك المشروبات، يزيد محتواها الكلي للطاقة، وبما أن المشروبات تُستهلك بسرعة عادةً، فهي لا تمنح الشعور بالشبع كما تمنحه الأطعمة الصلبة، بالإضافة إلى أن الفركتوز المكوّن للمشروبات الغازية ينتج كمياتٍ أقل من هرمونات الشبع، ما يؤدي إلى تناول سعرات إضافية تتحول في النهاية إلى دهون.
وتراكم الفركتوز في الجسم يؤدي أيضاً إلى تكون الدهون الحشوية، لا سيما في منطقة البطن، ما قد يزيد احتمالية الإصابة ببعض الأمراض في بعض الحالات، مثل: متلازمة التمثيل الغذائي (Metabolic Syndrome)، وهي حالة صحية تجمع بين ارتفاع ضغط الدم، والسكر في الدم، وزيادة الدهون في البطن، واضطرابات في مستويات الكوليسترول أو الدهون الثلاثية.
داء السكري من النوع الثاني مرض شائع، يتسم بارتفاع مستويات السكر في الدم، نتيجة مقاومة الأنسولين أو نقصه، ومن الطبيعي أن تربط عدة دراسات بين استهلاك المشروبات الغازية، وزيادة خطر الإصابة بهذا النوع من السكري، فاستهلاك كميات كبيرة من المشروبات الغازية المحلاة، يُسبب ارتفاعاً في سكر الدم، ما يتطلب من البنكرياس إنتاج كميات أكبر من الأنسولين؛ للحفاظ على مستويات السكر الطبيعية.
ومع مرور الوقت يمكن أن يؤدي هذا إلى إرهاق البنكرياس، وتطور مقاومة الأنسولين، وبالتالي قد تزيد الحالات المتطورة من احتمالية الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.
قد يؤثر استهلاك المشروبات الغازية بكميات كبيرة في صحة العظام، فالسكر المضاف، وحمض الفوسفوريك، والكافيين، ودرجة حموضة المشروبات الغازية، يمكن أن تؤثر جميعها في دورة تكوين العظام بإحداث خلل في امتصاص الكالسيوم، والحفاظ على توازنه في الجسم.
بالإضافة إلى ذلك، من المحتمل أن يرافق الاستهلاك المفرط لتلك المشروبات جودة غذائية منخفضة؛ كتناول كميات كبيرة من الوجبات السريعة، وتقليل استهلاك الأطعمة الصحية، ما قد يؤثر سلباً في حصول الجسم على الفيتامينات والمعادن المهمة بما فيها الكالسيوم.
وأظهرت دراسة من كلية العلوم في جامعة الكوفة عام 2021 أنّ استهلاك المشروبات الغازية باستمرار وبكميات كبيرة قد يؤثر سلباً في صحة العظام، وفي حالات متطورة قد يزيد من خطر الإصابة في هشاشة العظام، وأُجريت التجربة على فئران تناولت مشروبات غازية يومياً مدة أربعة أشهر، وأظهرت النتائج زيادة في مستويات الكالسيوم في دم الفئران، ما يعني وجود مشكلة في امتصاص العظام للكالسيوم، وكشفت الفحوصات النسيجية عن تغييرات ضارة في العظام.
تؤدي المشروبات الغازية إلى زيادة درجة الحموضة داخل الفم بسبب احتوائها على بعض الأحماض، مثل: حمض الفوسفوريك، إلى جانب السكر الموجود فيها مُغذي البكتيريا الضارة داخل الفم، ما يؤدي إلى تكوّن بيئة مناسبة لنمو البكتيريا الضارة، وبالتالي حدوث تسوس الأسنان، بالإضافة إلى ذلك تُسبب تلك الأحماض أيضاً في تآكل مينا الأسنان، وهي الطبقة الخارجية التي تحميها وتحافظ عليها، ما يجعلها أكثر حساسية، لا سيما تجاه الأطعمة والمشروبات الساخنة أو الباردة.
تُسبّب الغازات الموجودة في المشروبات الغازية إلى حدوث اضطرابات في الجهاز الهضمي، بما فيها الانتفاخ، واحتباس الغازات داخل الجسم أحياناً، وقد يؤدي الكافيين الموجود في تلك المشروبات إلى إحداث انقباضات في الجهاز الهضمي، واضطرابات في الأمعاء، لا سيما عند أصحاب المعدة الحساسة، إضافة إلى ذلك قد تزيد المحليات المستخدمة في المشروبات الغازية الخالية من السكر تحديداً، كالسوربيتول (Sorbitol)، والأسبارتام (Aspartame)، وغيرها، من مشكلات الجهاز الهضمي لدى البعض، بما فيها آلام المعدة.
مرض النقرس حالة طبية تتّسم بحدوث التهاب وألم في المفاصل، ويحدث ذلك عندما يرتفع مستوى حمض اليوريك (Uric Acid) في الدم، ما يؤدي إلى تشكّل بلورات حول المفاصل، ويُسبّب الألم، ويمكن للمشروبات الغازية زيادة خطر الإصابة بالنقرس؛ لأن الفركتوز المكوّن لها يرفع من مستويات حمض اليوريك.
يزيد السكر المضاف للمشروبات الغازية من خطر ارتفاع ضغط الدم، وزيادة مستويات الكوليسترول، والدهون الثلاثية، تحديداً عند الإفراط في استهلاكه، وقد يُشكّل ارتفاع تلك الدهون عامل خطر للإصابة بتصلب الشرايين في بعض الأحيان، وهي حالة تؤدي إلى تضييق الشرايين، وزيادة سمكها، ما قد يعيق تدفق الدم إلى القلب، وكلا هذين العاملين يعدان من المخاطر الرئيسة المرتبطة بأمراض القلب.
المراجع
[1] webmd.com, Drinking Cola: Is It Good for You?
[2] healthline.com, 13 Ways That Sugary Soda Is Bad for Your Health
[3] fdc.nal.usda.gov, Coca-Cola Bottle, 12 fl oz
[4] who.int, Reducing consumption of sugar-sweetened beverages to reduce the risk of childhood overweight and obesity
[5] thedacare.org, Sugary Drinks and the Potential Connection to Heart Disease