جار التحميل...
وبالرغم من الفوائد المحتملة لتناول الثلج، إلّا أنّ الإفراط في تناوله قد يشير إلى حالة طبية تُعرف باسم باجوفاجيا (Pagophagia)، وهي شكل من أشكال اضطراب البيكا "Pica" (شهوة الغرائب)، إذ يشعر الشخص بالرغبة في تناول مواد ذات قيمة غذائية منخفضة أو معدومة؛ كالثلج.
وبصرف النظر عن الأسباب المُؤدية إلى ذلك، إلّا أنّ الإفراط في تناول كميات كبيرة من الثلج وباستمرار، قد يرتبط بعدّة مخاطر وأضرار صحيّة، وفيما يأتي أبرزها:
تعد المخاطر المتعلقة بصحة الأسنان من أبرز أضرار أكل الثلج، وذلك نتيجة الضغط الشديد على الأسنان الذي قد يؤدي إلى ما يأتي:
تغطي الأسنان طبقة خارجية حامية تعرف بـ "المينا"، ورغم أنها تعد الأكثر صلابة في الجسم، إلا أنها قد تكون عرضة للكسر والتآكل في حال تعرضها للضغط والقوة الشديدين مثل مضغ مكعبات الثلج باستمرار وبكميات كبيرة، كما أنّ مينا الأسنان غير قادرة على تحمّل درجة حرارة الثلج الباردة للغاية.
وبالتالي فإن تآكل طبقة المينا أو تلفها يجعل الأسنان أكثر عرضة للتسوس أو الحساسية خاصةً تجاه الأطعمة والمشروبات الساخنة أو الباردة.
قد يبدأ ظهور بعض التشققات ذات الخطوط الدقيقة والصغيرة في مينا الأسنان عند الإفراط في تناول الثلج، إذ تتسع هذه الخطوط تدريجياً مع مرور الوقت، مما يؤدي إلى حدوث كسور في الأسنان تتطلب علاجات مكلفة أحياناً، وقد تصل الأمور في بعض الحالات المتطورة والتي يصعب فيها العلاج والترميم إلى خلع السن المتضرر بالكامل.
قد تؤدي عادة أكل الثلج إلى تعرض الحشوات وتركيبات الأسنان التجميلية أو العلاجية للتلف، فرغم أنّ التركيبات المصنوعة من البورسلين على سبيل المثال قوية، إلا أنها ما تزال عرضة للتشقق أو الكسر عند الضغط عليها بشدّة، كما أن هذه العادة قد تضر بتقويم الأسنان، فقد تؤدي إلى كسر القطع المثبتة له.
قد يؤدي تناول كميات كبيرة من الثلج إلى حدوث اضطرابات في الجهاز الهضمي؛ مثل تقلصات وآلام مؤقتة في المعدة، إلى جانب احتمالية حدوث التهاب وألم في الحلق، كما قد يزداد خطر التعرّض للاختناق أيضاً عند تناول قطع ثلج كبيرة، أو في حال عدم مضغها جيداً، خاصةً عند الأطفال وكبار السنّ.
ترتبط عادة أكل الثلج بفقر الدم الناتج عن نقص الحديد، إذ يعد من الأسباب الشائعة للرغبة الشديدة في مضغ الثلج كوسيلة للتخفيف من أعراضه؛ مثل التهاب اللسان، ومع ذلك فإن الاعتماد على تناول الثلج لهذا الهدف قد يؤخر تشخيص الحالة وعلاجها، مما قد يُسبب تفاقم المشكلات الصحية المرتبطة بها.
رغم أنّ التغلّب على عادة أكل الثلج قد يبدو صعباً في البداية لدى البعض، إلا أنّه يُمكن تجاوزه بسهولة وباتّباع بعض النصائح الفعّالة، منها:
يُمكن تخفيف الرغبة المُلحة في تناول الثلج الناتج عن العطش بشرب كميات كافية من الماء وبانتظام، أو شرب العصائر الباردة التي تُعزز الشعور بالانتعاش، وفي حال عدم القدرة على تجاوز تلك العادة، وعدم الشعور بالانتعاش والترطيب إلّا بتناول الثلج فقط، فيُمكن ترك مكعبات الثلج تذوب ببطء في الفم بدلاً من مضغها، وبالتالي الحصول على النتيجة ذاتها، كما يُمكن تناول الثلج المجروش بدلاً من المكعبات أيضاً.
يمكن علاج عادة أكل الثلج من خلال معرفة الأسباب المؤدية لها، وذلك باستشارة الأخصائيين النفسيين أو الصحيين؛ إذ يقدم الأطباء حلولاً وعلاجات فعالة قد لا تكون واضحة للأفراد؛ ففي حال كانت الأسباب نفسية مثلاً، يُنصح بالعلاج السلوكي لتغيير أنماط التفكير والسلوك بالتعاون مع الطبيب أو المعالج النفسي، وقد يحتاج البعض إلى العلاج بالأدوية النفسية أحياناً.
أما إذا كان السبب نقص الحديد، فينصح باستخدام مكملات الحديد أو العلاجات الوريدية؛ وذلك لتعويض النقص، كما يجب أن يتم ذلك تحت إشراف طبي.
المراجع
[1] healthline.com, Is It Bad for You to Eat Ice?
[2] clevelandclinic.org, Why Chewing Ice Is Bad for Your Teeth
[3] oncquestlabs.com, Side Effects of Eating Ice Cubes
[4] cocoabeachdentist.com, 3 Healthier Alternatives to Chewing Ice
[5] verywellhealth.com, Pagophagia: Causes and Treatment