جار التحميل...

mosque
partly-cloudy
°C,
لتعليم يخدم المجتمع

كيف تكون التنمية المستدامة في التعليم؟

21 أكتوبر 2024 / 9:26 PM
كيف تكون التنمية المستدامة في التعليم؟
download-img
تعني التنمية المستدامة تلبية احتياجات الحاضر مع ضمان قدرة الأجيال القادمة على تلبية احتياجاتها، وبينما كان التركيز في البداية على القضايا البيئية، توسَّعت الركائز لتشمل الآن القضايا الاقتصادية والمجتمعية، وأبرزها ما يتعلَّق بقطاع التعليم.

ويهدف التعليم من أجل التنمية المستدامة إلى مساعدة الطلاب بمختلف فئاتهم العُمرية على تطوير مهاراتهم ومعارفهم وقِيَمهم؛ ممّا يُمكِّنهم من اتِّخاذ قرارات تصُبّ في مصلحة المجتمع والبيئة في الوقت الحالي، وفي المستقبل، والسَّعي بجِدّ لتنفيذها. 


ويشمل التعليم من أجل التنمية المستدامة تشجيع الطلاب على اتِّخاذ إجراءات فردية، والمشاركة في أنشطة جماعية تسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، ويجدر بالذكر أيضاً أهمية تحقيق التنمية المستدامة في مجال التعليم؛ عبر الاهتمام بالركائز الثلاث الرئيسة؛ البيئية، والاقتصادية، والاجتماعية.

كيفية تحقيق التنمية المستدامة في التعليم

تقع على سياسات التعليم عموماً مسؤولية توفير أفضل الفرص والإمكانات؛ لتعزيز التنمية المستدامة بين الطلّاب؛ عبر تطوير المناهج الدراسية لتزويد الطلاب بالمعرفة الكافية، وإتاحة البرامج المُتعلِّقة بالقضايا والمشاكل الحياتية، أمّا الجانب الأهم، فيتمثَّل بتحسين أساليب التعليم واستراتيجياته المستخدمة لتقديم هذه المعرفة، مع ضرورة التخلّي عن الطرق التقليدية، واستخدام أساليب تعليمية أكثر فاعلية بدلاً منها؛ لضمان تحقيق أهداف التنمية المستدامة، ومنها:

التفكير الناقد

من خلال تعليم الطلاب مهارات التفكير الناقد، يمكن تغيير نظرتهم إلى التحدّيات؛ ممّا يساعدهم على رؤيتها بوصفها فرصاً لإيجاد حلول مبتكرة لها؛ بالاعتماد على أساليب تعليمية، مثل: مجموعات المناقشة والعمل الجماعي، والتعلُّم القائم على الاستقصاء، والمناظرات، وحلّ المشكلات؛ الأمر الذي يُعزّز لدى الطلاب الثقة بإمكانية مواجهة التحدّيات، وإيجاد الحلول المناسبة التي تسهم في تحقيق التنمية المستدامة.

تطوير الوعي الشخصي

عبر مناقشة القضايا البيئية والاجتماعية والاقتصادية التي تهمّ المجتمع، وتحديث المناهج لتشمل موضوعات مُتعلِّقة بالتنمية المُستَدامة، يمكن تطوير الوعي الشخصي لدى الطلاب في ما يتعلَّق بكيفية تأثير أفعالهم في العالم، ومن ثَمَّ تطوير استجاباتهم لتصبح أكثر إيجابيَّة نحو قضايا التنمية المستدامة.

التعلُّم التعاوني

يساعد التعلُّم التعاوني أو الجماعي، مثل الدراسات والأبحاث التي يُجريها الطلاب، في تطوير مهارات التواصل والحوار بينهم، والانفتاح على الآراء المختلفة عند تفاعلهم مع زملائهم الذين يملكون وجهات نظر مختلفة؛ ممّا يساعدهم في تكوين وجهات نظر مُتنوِّعة تتعلَّق بقضايا التنمية المستدامة، وتعلُّم كيفية التعامل مع المشكلات، وتقبُّل الحلول المُتنوِّعة. 

النظرة المستقبلية

عند طرح أيّ موضوع أو قضية على الطلّاب، لا بُدّ من التطرُّق إلى المنظور بعيد المدى فيها؛ عبر لَعِب الأدوار، والتخيُّلات المستقبلية؛ ممّا يُشجِّعهم على طرح المزيد من التساؤلات والاستفسارات، ويُحفِّزهم على إيجاد الحلول المناسبة للمشكلات المُتوقَّع حدوثها فيما بعد أيضاً؛ فمن خلال التفكير بالزراعة المستدامة أو الطاقة المُتجدِّدة مثلاً، يمكن تحفيز الطلّاب أكثر للتوجُّه نحو استخدام الأساليب الصديقة للبيئة.  

استضافة المُتحدِّثين

غالباً ما يحتاج القائمون على التعليم إلى المعرفة الشاملة عن قضايا التنمية المستدامة، مثل: تغيُّر المناخ، وإدارة الموارد الطبيعية، وغيرها، ومن هنا، يأتي دور استضافة أشخاص مُتخصِّصين في هذه القضايا؛ للتحدُّث عنها، ورَبطها بطرق واقعية وعملية مع المنهاج الدراسي؛ الأمر الذي يُتيح للطلّاب فرصة الحصول على رؤى مختلفة، والانخراط في حِوارات قَيِّمة، بالإضافة إلى دراسة المزيد من القضايا المحلّية والعالَمية مع الطلّاب؛ ممّا يُسهم في توسيع آفاقهم، وتنمية مهاراتهم في التعبير عن آرائهم.

الرحلات الميدانية

تُمكِّن الرحلات الميدانية الطلّاب من دمج المعرفة والمهارات التي اكتسبوها من الصفوف الدراسية بمواقف وتجارب حياتية ومجتمعية حقيقية؛ فزيارة الطلّاب مَحطّات مُعالَجة المياه، أو مراكز إعادة التدوير، مثلا، ستُعزِّز فهمهم موضوع الاستدامة البيئية المُدرَج في مناهجهم الدراسية؛ من حيث أهمّيتها، وكيفية تطبيقها في الحياة اليومية. 

أساسيات التنمية المستدامة في التعليم

من الجدير بالذكر أنّ التنمية المستدامة تتطلَّب دمج أساسيات مُتعدِّدة في العملية التعليمية، ولا يقتصر دور التعليم على الأبحاث والمشاريع فقط، بل ينبغي الاهتمام بتحفيز الطلاب نحو التغيير الإيجابي في محيطهم؛ بالتركيز أكثر على مواضيع العدالة الاجتماعية، وتعلُّم كيفية التعايُش والتنوُّع بين الثقافات المختلفة، وإبداء المزيد من التسامح مع الاختلافات؛ ممّا يُسهِم في بناء مجتمع أكثر استدامة.


وينبغي أيضاً تنمية الثقافة الاقتصادية، وحبّ الابتكار لدى الطلّاب، وتشجيعهم على رِيادة الأعمال مستقبلاً؛ فمن شأن ذلك كلّه أن يُقوّي لديهم مهارات التكيُّف والمرونة؛ لمواجهة التحدّيات المستقبلية بأساليب وحلول مناسبة.


وختاماً، لضمان جذب اهتمام الطلاب نحو قضايا التنمية المستدامة، وتشجيعهم على تبنّيها في الجوانب جميعها، لا بُدّ من تجنُّب المُبالَغة في عرض هذه القضايا أو التركيز عليها بشكل مُفرط؛ فهذا قد يُؤدّي إلى شُعور الطلّاب بالعَجز والقلق، والتفكير في أنّ المشكلات البيئية والاجتماعية أكبر من قدرتهم على معالجتها؛ ممّا قد يتسبَّب في شعورهم بالإحباط أيضاً، وبدلاً من ذلك، ينبغي التطرُّق إلى قضايا التنمية المستدامة بما يُبرِز قصص النجاح والإنجازات التي جرت، أو تلك التي يمكن تحقيقها.

 

المراجع


[1] vanderbilt, Teaching Sustainability
[2] plymouth, What is Education for Sustainable Development?
[3] sstuwa, What is Education for Sustainable Development?
[4] sigmaearth, Role Of Education In Sustainable Development
[5] developmenteducationreview, Education and sustainable development

October 21, 2024 / 9:26 PM

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.