جار التحميل...

mosque
partly-cloudy
°C,
لحماية أطفالنا من الإدمان الرقمي

تأثير الهاتف على صحة الطفل النفسية والجسدية

21 أكتوبر 2024 / 7:14 PM
تأثير الهاتف على صحة الطفل النفسية والجسدية
download-img
تقع مسؤولية حماية الطفل من أضرار الهواتف المحمولة على عاتق الوالِدَين بالدرجة الأولى؛ إذ لا بُدّ لهما من امتلاك الوعي الكافي بالتأثيرات النفسية والجسدية التي يتسبَّب في حدوثها هذا الجهاز الصغير، وبالطبع، لا يمكن منع الطفل من استخدام الهاتف دون توفير البديل المناسب ليشغل وقته؛ كالتفاعل واللَّعِب معه. وتشمل تأثيرات الهاتف في الصحَّة النفسية والجسدية ما يأتي:

الأرق ومشكلات النوم

يُؤثِّر استخدام الهاتف في قدرة الطفل على الاستغراق في النوم؛ فيظلّ مُستيقِظاً حتى ساعات مُتأخِّرة من الليل، وهو يُؤثِّر في جودة نومه ومقداره أيضاً، وخاصَّة عند استخدامه قبل الذهاب إلى السرير؛ فمن شأن المحتوى الذي يُشاهده أن يؤثِّر نفسياً في زيادة يَقَظته؛ ممّا يُحتِّم على الآباء إدراك الحرص على الاهتمام بنَوم أطفالهم بوصفها حاجة أساسيَّة لهم؛ فالنوم الصحّي يُسهم في الحدّ من بعض المشكلات الصحِّية والسلوكية. 


ويُسهم استخدام الهاتف أيضاً في زيادة نشاط الطفل؛ بسبب تعرُّضه للضوء الأزرق الصناعي، ويمكن تفسير هذه النقطة علميّاً بأنّ التعرُّض للضوء الأزرق يحول دون إنتاج هرمون النُّعاس المعروف بالميلاتونين (Melatonin)، خصوصاً وأنّ حساسيَّة الأطفال للضوء عالية عموماً؛ ممّا يزيد التركيز، ويرفع طاقة الجسم، وبذلك تُصبح ساعات النوم والاستيقاظ مُضطربة وغير طبيعية.


وللتغلُّب على هذه المشكلة، أو تخفيفها، يُنصَح بمنع الطفل من استخدام الهاتف قبل موعد النوم بساعة على الأقلّ، بالإضافة إلى منعه من إدخاله إلى غُرَف النوم في الليل، ويمكن أيضاً استخدام نظّارات خاصَّة؛ لتخفيف الضوء الأزرق عند الضرورة؛ فقد يضطرّ الطفل لاستخدامه أحياناً، وخاصَّةً مع زيادة توجُّه المدارس نحو تفعيل دور الأجهزة الذكية، والاعتماد عليها في أداء الواجبات.

الخمول وعدم الحركة

تجذب الهواتف المحمولة الأطفال بما يُؤثِّر في مستوى حركتهم الطبيعيَّة؛ إذ لم يَعُد الطفل الآن يمتلك الوقت الكافي للَّعِب خارج المنزل، وبات يُفضِّل الاستمتاع بوقته بالجلوس أمام الشاشات؛ ممّا يعني أنَّها ساهمت بطريقة أو بأخرى في زيادة الكسل وقِلَّة الحركة، وانعكس تأثيرها على الطابع العامّ لسلوكات الأطفال؛ ممّا يُظهر الحاجة إلى تحفيز الأطفال على ممارسة الأنشطة البدنية، ومن ثَمَّ تقليل الوقت الذي يقضونه على هواتفهم.


ويُشار إلى أنّ بعض المشكلات الصحِّية؛ كالسُّمنة، وآلام الرقبة والظهر، قد تظهر لدى الأطفال قليلي الحركة على المدى البعيد، بالإضافة إلى أنّ قِلَّة الحركة والجلوس لفترات طويلة قد يُؤثِّران سلباً في أنظمتهم الغذائيَّة.

ضعف مهارات التواصل الاجتماعي

يُؤدّي استخدام الأطفال الهواتفَ الذكيَّة إلى انفصالهم عن الواقع المُحيط بهم؛ ممّا قد يُؤدّي إلى صعوبة تفاعُلهم مع الأشخاص وجهاً لوجه، وقد يُواجِهون صعوبة أيضاً في تفسير عواطفهم وتعابيرهم غير اللفظية في بعض الأحيان؛ كالخوف، والغضب، والرضا؛ ممّا يُؤكِّد ضرورة الحفاظ على التواصل الاجتماعي الفِعليّ مع الأطفال، وعدم السماح لهم بالاعتماد الكُلّي على التواصل الرقمي.

ضعف الثقة بالنفس نتيجة التعرُّض للتنمُّر

انتشار التنمُّر الإلكتروني من الأخطار التي ينبغي أن يتعامل معها الآباء تعاملاً سليماً؛ فقد يتعرَّض أطفالهم للإحراج والإيذاء النفسي أثناء استخدامهم الهواتف الذكيَّة، وقد يتعرَّضون أيضاً للمُضايَقات والإشاعات التي تهدف إلى تقليل ثقتهم بأنفسهم، وشُعورهم بعدم الرضا عن الذات، وتكمن خطورة ذلك في عدم قدرتهم على الكشف عن مصادر التنمُّر بسهولة.


فعلى سبيل المثال، قد يستلم الطفل الرسائل المزعجة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أو البريد الإلكتروني، أو غُرف الدردشة بأسماء مُستَعارة؛ ممّا يُشعِره بعدم الراحة والقبول بين الآخرين، وقد يُؤثِّر ذلك في نفسيّته؛ لذا، لا بُدَّ أن يحرص الأهل على تثقيف أطفالهم وتوعيتهم؛ كي تكون سلوكاتهم حَسَنة ومُهذَّبة، فيتفادَون الوقوع في المشكلات مع الآخرين؛ ممّا يحميهم من التعرُّض للتنمُّر.


ولا مانع من مراقبة أجهزة الأطفال أيضاً؛ للتحقُّق من أنّهم يستخدمونها استخداماً سليماً، وخاصَّةً في مرحلة المراهقة عندما يكون استخدامهم الهواتف أمراً لا مَفَرّ منه، وينبغي التحقُّق أيضاً من عدم تعرُّض الطفل للتنمُّر من قِبَل غيره من الأقران، علماً بأنّ هناك إشارات قد تدلّ على وقوعه في مشكلة من هذا النوع، ومنها: المَيل إلى الانعزال، وعدم الرغبة في التعامل مع الأصدقاء، أو ممارسة الأنشطة التي كانت مُمتِعة له في السابق.

ضعف التركيز وتراجع المستوى الدراسي

تستهلك الهواتف جزءاً كبيراً من طاقة الأطفال في العصر الرقمي، وهي تُسهم في اطِّلاع على كمٍّ هائل من المعلومات في وقت قصير جدّاً؛ ممّا يعيق قدراتهم على التركيز في كلّ معلومة، أو استيعابها جيِّداً، وقد أسهمت الهواتف أيضاً في اعتيادهم الحصول على هذه المعلومات بسرعة كبيرة، ودون جُهد يُذكَر؛ وهو ما يُفقدها قيمتها، ويؤثِّر في أدمغتهم، ويُضعِف تركيزهم على المدى البعيد.


وعلاوةً على ذلك، أدَّى استخدام الأطفال الهواتف إلى إهمال دروسهم، وعدم اهتمامهم بالتعليم في بعض الأحيان؛ بسبب الكمّ الهائل من التطوُّرات والتحديثات التي يرغبون في مُجاراتها، بالإضافة إلى انشغالهم بالإشعارات التي تَصِلهم باستمرار عبر مواقع التواصل الاجتماعي.


مشكلات الرؤية والعيون

يُعَدّ استخدام الهاتف والتحديق في شاشته بإفراط من الأسباب التي تؤدّي إلى حدوث مشكلات الرؤية لدى الأطفال، وهو يُؤثِّر سلباً في إدراكهم البصري -تفسير ما تُبصره الأعين وتحليله- على المدى البعيد أيضاً؛ ويُعزى ذلك إلى كَمّ الألوان والصُّور التي يمكنه مشاهدتها عبر شاشة الهاتف؛ ممّا يجعل عَقله خامِلاً مُفتقِراً إلى الفضول الذي يُجبره على تحليل المُؤثِّرات البصرية من حوله.


وتُؤثِّر الهواتف في تركيز الطفل أثناء رؤيته الأشياء أيضاً، وهذا لا يعني مدى وضوح هذه الأشياء فحسب، وإنَّما قدرته على تتبُّع العناصر المُتحرِّكة من حوله، أو قراءة سَطر ضمن نصّ وتتبُّعه تتبُّعاً سليماً، وتظهر المشكلات المُتعلِّقة بهذا الجانب؛ نتيجة إجهاد العين؛ بالتحديق في الشاشات لمُدَّة طويلة؛ ممّا يُؤدّي إلى الشُّعور بالصداع، والإرهاق أيضاً، فضلاً عن جفاف العينَين.


وللتغلُّب على هذه المشكلات عند استخدام الهاتف، ينبغي تجنُّب وضعه بالقُرب من عينَي الطفل، مع الحرص على الحصول على قسط من الراحة دوريّاً؛ بالنظر إلى شيء بعيد نسبِيّاً، والبحث عن وسيلة ترفيهية أخرى؛ كممارسة لعبة كرة القدم، ولا بُدّ أيضاً من إجراء فحص دوري للطفل؛ للتحقُّق من سلامة عينَيه.

اضطرابات النُّمُوّ وتأخُّر النُّطق

قد يُؤدّي استخدام الأطفال الهاتف إلى ظهور بعض أنواع اضطرابات النمُوّ؛ إذ لاحَظَ الأطبّاء بُطء نُمُوّ الأطفال الذين يقضون أوقاتاً طويلة أمام الشاشات، ويشمل ذلك بُطء النُّمُوّ الحركي، والاجتماعي أيضاً، وخاصَّة إن كانت أعمارهم صغيرة جدّاً؛ أي أقلّ من عامَين؛ لذا، يُنصَح بتأخير تعريض الطفل للهواتف قدر الإمكان، ويُفضَّل ألّا يكون ذلك قبل بلوغه 18 شهراً، مع مراعاة عدم انفراد الطفل بالهاتف لساعات طويلة.


وقد يُؤثِّر استخدام الأطفال الهواتف في نُطقِهم أيضاً؛ فالنُّطق عُموماً يعتمد على التفاعل من خلال المُحادثات الشفوية، إلى جانب التواصل البصري الذي يُركِّز على حركات الشِّفاه ورَبطها بالمعاني، وعند غياب ذلك كلِّه، وانشغال الطفل بالهاتف، فمن الطبيعي أن يتأخَّر في النُّطق، ويكون مخزونه اللغوي ضعيفاً؛ لأنّ التعلُّم والاكتساب وجهاً لوجه يفوق التعلُّم اللغوي عبر الهواتف؛ لذا، يُنصَح بالحرص على التحدُّث إلى الطفل، والتفاعل معه باستمرار.

 

المراجع


[1] psychcentral.com, How Do Smartphones Affect Childhood Psychology?
[2] kideyedoc.com, What is the Impact of Smartphones on the Eyes of Children
[3] smartvisionoptometry.com.au, The Impact of Smartphones on Children’s Vision of the World
[4] healthcare.utah.edu, SMART PHONES’ EFFECT ON YOUR CHILD'S SLEEP
[5] medicalnewstoday.com, How to recognize cell phone addiction in children and teenagers

October 21, 2024 / 7:14 PM

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.