دور الرجل في الأسرة والمجتمع: السند والمُربّي والقائد

الرجل والأسرة: قيادة بحب ومسؤولية

الرجل هو عمود الأسرة، وعائلها، والمسؤول عنها؛ فهو يضطلع بدور مهمّ ومحوري في بنائها واستقرارها، ولا يقتصر دوره على الإنفاق، وتأمين الاحتياجات المادّية لأفراد الأسرة فحسب؛ بوصفه المُموِّل والمعُيل الأوّل لهم، وإنَّما يمتدّ ليشمل جوانب الحياة المهمّة الأخرى التي لا تقوم إلّا بمساهمته، وبتكامل دوره مع دور المرأة، وتشاركهما معاً فيها لبناء أسرة مترابطة ومُستقِرّة.

ومن أبرز أدوار الرجل في الأسرة: تقديم الدعم النفسي والعاطفي للزوجة والأبناء، ورعايتهم، وإرشادهم، وتشجيعهم على التطوُّر والنُّمُوّ، ومشاركة الزوجة يداً بيَد؛ لجعل المنزل بيئة آمِنة ومُستقِرَّة ومناسبة لحياة صِحِّية وسليمة.

وللرجل أيضاً دورٌ مهم في تربية الأبناء، وتعليمهم المبادئ الثابتة، والقِيَم النبيلة، والأخلاق الحَسَنة؛ كاحترام الكبير، والعطف على الصغير، والصدق، والأمانة، والكرم، والإيثار، والتعاون، والشجاعة، والرِّفق، وغيرها من الأخلاق الحميدة، على أن يُمثِّل القدوة الحَسَنة لهم؛ فيتحلّى بأفضل الصفات وأرقاها، ويجتهد لممارسة أفضل السلوكات، ويحرص على تجنُّب السلوكات الخاطئة والصفات السلبية؛ ليقتدي به أفراد أسرته، ويسيروا على نهجه وطريقه، ويتعلَّموا من أفعاله قبل كلماته. 

والرجل هو الذي يقود الأسرة، ويحميها، ويحافظ عليها، ويحرص على تماسُكها وترابُطها ووحدتها، ويُعزِّز روح التعاون والحبّ والمَودَّة بين أفرادها، ويُعلِّمهم كيف يُساندون بعضهم بعضاً، وكيف يُكوِّنون معاً سَدّاً منيعاً؛ لمواجهة صعوبات الحياة، وعقباتها، وتحدّياتها. 

الرجل في المجتمع: قائد وحامي بطبيعته، مُلهم بأفعاله

يؤدّي كلّ فرد من أفراد المجتمع؛ رجلاً كان، أو امرأة، دوراً مهمّاً خاصّاً به يتناسب مع سِماته وخصائصه العامَّة، وعلى الرغم من اختلاف دور الرجل في المجتمع عن دور المرأة فيه، فإنَّ تكامُل أدوارهما يضمن بناء مجتمع منيع مُزدهِر تنهض فيه مَعالِم الحضارة الإنسانية على أكمل وجه.

أمّا دور الرجل في المجتمع؛ فهو يتضمَّن عادةً -في معظم المجتمعات- حماية الأفراد، والدفاع عن الوطن، والحفاظ على الأمن والأمان فيه، وتجدر الإشارة في هذا الصَّدد إلى أنّ الرجال يُشكِّلون عادةً غالبيَّة المُنتَسِبِين إلى الجيش، على الرغم من مشاركة بعض النساء في ذلك أيضاً؛ لتفوُّقهم في القوّة الجسدية، إضافة إلى الدور الذي تؤدّيه عادةً التنشئة المجتمعية في ذلك. 

ويتولّى الرجل عادةً صناعة القرار، وذلك يُعزى إلى تحلّيه بصفة الحزم، وحين يُدير كلّ رجل أسرته - كونها اللبنة الأساسية في المجتمع- ويحافظ على ترابُطها وتماسكها، ويُربّي أبناءه أفضل تربية قائمة على المبادئ الرفيعة، ينشأ جيل جديد من القادة وصُنّاع التغيير في المجتمع.  

ولا يقتصر الأمر على ذلك فحسب؛ إذ يُسهم الرجال في النُّمُوّ الاقتصادي للمجتمع، ويبذلون جهودهم وإبداعاتهم التي تنهض بالوطن، وتساعد على نُمُوّه وازدهاره في مختلف المجالات، جنباً إلى جنب مع النساء، ويُسهمون في حَلّ المشكلات والقضايا المجتمعية المُعقَّدة.

ويُشكِّل الرجال عادةً قدوة حَسَنة في الانضباط والالتزام بالقوانين والأنظمة، ثمّ إنَّهم يُسهمون في نقل العلم والمعرفة، فيكونون عناصر فاعِلة لبناء مجتمع قويّ ومُزدَهِر.

المراجع 

[1] onlinelibrary.wiley.com, Men's Roles in Families
[2] rightforeducation.org, THE ROLE OF THE MAN IN THE FAMILY
[3] familylife.com, 5 Ways Men Need to Step Up as Husbands and Fathers
[4] ivypanda.com, Role of Men in Society Essay
[5] medium.com, The Role of Men and Women in Society: Gender Balance