كيفية التعامل مع الشخصيات الاستفزازية من حولك

وعلى الرغم من الصعوبات التي تُسبِّبها الشخصية المُستفِزَّة، فإنّ التعامل معها يُنمّي مهارات التواصل لدى الفرد، ويُكسِبه القدرة على التعامل مع الشخصيّات المختلفة بفاعليَّة، وفي ما يلي مجموعة من النصائح التي تتعلَّق بكيفية التعامل مع الشخصيات الاستفزازية:

التجاهل والانسحاب

في بعض الحالات، قد يكون من الأفضل تجاهل سلوكات الشخصيات الاستفزازية، وخاصَّة عندما يتعمَّد الشخص الاستفزازي الحصول على رُدود أفعال قويّة من الطرف المُقابِل؛ لذا، يُعَدّ الحفاظ على الهدوء، وعدم التفاعل مع السلوكات الاستفزازية أمراً مهمّاً؛ لإشعار المُستفِزّ بأنَّه لم يُحقِّق النتيجة التي يرغب فيها؛ كي يتراجع عنها، مع التنويه إلى أن التجاهل ليس ضعفًا في الشخصية، وإنما وسيلة لتجنب الاستفزاز. 

محاولة فهم الدافع

قد لا يكون سلوك الشخصية الاستفزازية مُتعمَّداً؛ إذ يمكن أن يصدر -في بعض الأحيان- دون قصد، أو نتيجة أسباب خارجية مُتعلِّقة به؛ لذا، لا بُدّ من عدم أخذ الأمور على محمل شخصيّ جِدّاً، ومحاولة فهم الدافع وراء سلوك الشخص الاستفزازي قبل الحُكم عليه؛ فقد تعكس سلوكاته مشاعر، القلق والخوف، أو الشعور بعدم الأمان، وفهم الدافع قد يساعد في الردّ عليه ردّاً مناسباً؛ لتجنُّب الصِّراع معه.

الرّد باحترافية وإيجابية 

قد يساعد اختيار الكلمات والرُّدود المناسبة في تهدئة المواقف مع الشخصيّات الاستفزازية، كما يمكن محاولة إعادة توجيه الحديث إلى مواضيع أخرى إيجابية، وتجنُّب فتح نقاشات تُصعِّد الموقف؛ لضمان استمرار التواصل الإيجابي معه. 

ثمّ إنّ من الضروريّ التحدُّث إلى الشخص الاستفزازي بوضوح وبلغة مناسبة، وتجنُّب استخدام لُغة عُدوانية، أو ساخرة، وعند تصاعُد الموقف، يُنصَح بإنهاء المُحادثة بأسلوب لائق.

الاستماع الفعّال

في بعض الحالات، قد يكون اتِّباع استراتيجية الاستماع الفَعّال للشخصية الاستفزازية، مع طرح الأسئلة التوضيحية، أكثر فائدة من التجاهل؛ إذ يمكن أن يساعد ذلك في فهم وجهة نظره، ودوافعه، وتخفيف مستوى التوتُّر، وإيجاد الحلول المناسبة للمشكلات المطروحة، أو بناء الثقة معه إن كان مُستعِدّاً للتواصل البنّاء، أو كانت سلوكاته غير مُتعمَّدة.

وضع الحدود

عند التأكُّد من أنّ الشخص الاستفزازي يهدف إلى الاستغلال والتلاعُب، أو تكرار سلوكاته المزعجة، يُصبح وضع الحدود الواضحة وتذكيره بضرورة عدم التقليل من الاحترام أمراً بالغ الأهمّية؛ بإخباره مباشرة، وبأسلوب لائق، أنّ سلوكه مزعج، وغير مقبول.

وتجدر الإشارة إلى أنّه على الرغم من صعوبة وضع الحدود مع الشخصية الاستفزازية -في كثير من الأحيان-، فإنَّه ضروري؛ للحفاظ على الصحّة النفسية.

ومن المفيد أيضاً تحديد السلوك المزعج له بوضوح؛ كقول: "عندما تستخدم لغة مُهينة خلال النقاش، فهذا سيُؤثّر سلباً في قدرتنا على مواصلة المحادثة"، مع توضيح عواقب استمرار سلوكاته الاستفزازية؛ كقول: "إذا استمرَّ النقاش بهذه الطريقة، سأضطرّ إلى إنهاء المحادثة".

طلب المساعدة من المختصين

عند انعدام القدرة على التعامل مع الشخصيّات المُستفِزّة، يمكن طلب الاستشارة المهنية من أصحاب الاختصاص من المُستَشارين والمُعالِجين النفسيِّين؛ للحصول على معلومات تتعلَّق بكيفية اكتساب مهارات التعامل مع هذا النوع من الشخصيات، وكيفية مواجهة هذه المواقف بفاعلية واحترافية.

وختاماً، لا بُدّ من التحلّي بالصبر والتأنّي عند التعامل مع الشخصية الاستفزازية، وخاصَّة عندما يكون من الصعب الانسحاب وإنهاء العلاقة بها جذرياً؛ ويمكن تحقيق ذلك بالتركيز على الحلول العملية التي تساعد إيجاباً في تحسين المواقف، بدلاً من التركيز على المشكلة، والابتعاد عن السلوكات العُدوانية، إضافة إلى وضع الحدود بحَزم؛ لحماية النفس من السلوكات المُؤذية. 

المراجع

[1] wikihow.com, How to Respond to Baiting
[2] withinmanagement.com, 4 Easy Ways To Deal With Provocative Comments
[3] london.edu, How to react to a provocation
[4] psychologytoday.co, 9 Keys to Handling Hostile and Confrontational People
[5] contra.com, THINGS THAT EASILY PROVOKED PEOPLE SHOULD KNOW