جار التحميل...

mosque
partly-cloudy
°C,
لفهم لغة المال

التقارير المالية: أهميتها وأنواعها

08 أكتوبر 2024 / 8:51 PM
التقارير المالية - أهميتها وأنواعها
download-img
تُمثِّل التقارير المالية حجر الأساس للنظام المُحاسبيّ في أيّ مُؤسّسة، ويُعتمَد عليها في تقييم الأداء المالي، والتأكّد من سَير خُطّة العمل بشكلٍ صحيح لتحقيق النُّمُوّ والأرباح في المستقبل، ويُمكن تعريفها بأنّها تحليل ومراجعة شاملة للقوائم المالية التي تحوي الأنشطة المالية للمؤسّسة خلال فترة مُعيَّنة، بحيث تشمل قِيَم الأرباح والخسائر، والمصروفات والنفقات، وتكاليف الإنتاج، وغيرها من المعلومات المالية المهمة.

تُعرَف البيانات المالية المُنظَّمة الموجودة في التقارير المالية باسم القوائم المالية، وهناك أربعة أنواع رئيسة منها تُعِدّها معظم المُؤسّسات، وقد يكون إعداد هذه القوائم خلال فترة زمنية مُؤقَّتة تتراوح بين شهر إلى ستّة أشهر، أو تكون سنويّة؛ أي أنّها تُعَدّ في نهاية كلّ سنة مالية، والجدير بالذكر أنّ القوائم المالية السنوية تتَّصِف بالوضوح والدِّقَّة الشديدَين.

ما أهمية التقارير المالية؟

يعتمد المُدراء وصانعو القرار على التقارير المالية لتقييم الوضع المالي للمُؤسَّسة، واتِّخاذ القرارات السليمة بناءً على ذلك فيما بعد، والتعرُّف إلى المجالات التي يُمكن من خلالها زيادة الأرباح والإيرادات وتطويرها، والمساعدة على التخصيص الفَعّال للموارد، والقدرة على تقييم مدى نجاح الاستراتيجيات المُتَّبعة في أعمال المُؤسَّسة.


وتُزوّد التقارير المالية المُستَثمرين والمُساهِمين فيها بالبيانات المهمّة جميعها؛ لتحديد قيمة الأرباح التي سيحصلون عليها، ومدى احتمالية زيادة هذه الأرباح في المستقبل، كما تساعد على اتِّخاذ القرارات الصائبة المُتعلِّقة باستمرار الاستثمار المُستَقبَليّ في المُؤسَّسة؛ من خلال مقارنة أرباح الشركة بالأرباح التي يُمكن الحصول عليها من الشركات الأخرى المُنافِسة، أمّا المُقرِضون والدائِنون، فيلجؤون إلى التقارير المالية؛ لتقدير سيولة المُؤسّسة، واستقرارها المالي، للموافقة على إعطائها القروض والديون، وتحديد الشروط وأسعار الفائدة وفقاً للمعلومات الواردة في تلك التقارير.

أربعة أنواع رئيسية للتقارير المالية

تشتمل التقارير المالية على أربعة أنواع رئيسة، وهي مُوضَّحة فيما يأتي:

الميزانية العمومية

تُعرَف الميزانية العُمومِيّة (Balance Sheet) أيضاً باسم قائمة المركز المالي، وتتألّف من الأصول، والخصوم، وحقوق الملكية؛ أمّا الأصول فهي المُستحَقّات والأشياء التي تُعَدّ مُلكاً للشركة وتزيد أرباحها، بينما تعكس الخصوم مجموع الديون والالتزامات والسندات التي يترتّب على المُؤسّسة سدادها، وتُوضِّح حقوق الملكية القيمة المالية التي سيحصل عليها المُساهِمون بعد طرح الخُصوم من الأصول، ويُمكن تلخيص المعادلة الحسابية المُستخدَمة في قائمة الميزانية العُمومية على النحو الآتي: (الأصول = الخصوم + حقوق الملكية).


تَكمُن أهمية الميزانية العُمومية في بيان الوضع المالي للمُؤسّسة؛ إذ تُوضّح نسبة الأرباح إن كانت قيمة الأصول أكبر من قيمة الخُصوم، وتُسهم في حساب نسبة التغيُّر في العائدات بمُقارنة قائمَتَي ميزانيّةٍ عُموميّةٍ معاً، وتُوضِّح أيضاً قدرة المُؤسّسة على الوفاء بالتزاماتها المُستقبَليّة قصيرة الأجل، وما إذا كان هناك أيّة مخاطر ماليّة قد تتعرّض لها في المستقبل أم لا.

قائمة الدخل 

تُسمّى قائمة الدَّخل (Income Statement) أيضاً بقائمة الأرباح والخسائر، أو الإيرادات والمصروفات؛ إذ تكشف قيمة الأرباح الخاصّة بالمُؤسَّسة خلال فترة زمنية مُعيَّنة قد تكون شهراً، أو ثلاثة أشهر، أو سنة كاملة، وتُوضّح الفرق بين قيمة الإيرادات (الأرباح)، وقيمة النفقات (الخسائر) المُتعلِّقة بالمُؤسّسة، كما تُوضّح مقدار الديون، وكيفية ضبط النفقات لتخفيضها، وتُوفّر معلوماتٍ حول مدى ديمومة المُؤسّسة في المستقبل، وكيفية التحكُّم في المصروفات والإيرادات بشكلٍ عامّ.


ويُمكن إعداد قائمة الدخل بعِدَّة خُطواتٍ عامَّة تبدأ باستخراج ميزان المراجعة الذي يُوضِّح الأرصدة النهائية للحسابات كلّ منها على حِدة لتاريخٍ مُعيَّن، ثمّ تحديد القيمة الإجمالية للإيرادات، وحساب مجموع النفقات الخاصّة بإنتاج السِّلع، أو تقديم الخدمات تحديداً، بما في ذلك تكلفة الموادّ الخام، ومصاريف التغليف والشَّحن، ثمّ حساب إجماليّ الرِّبح بعد طرح النفقات من مجموع الإيرادات، ومن ناحيةٍ أخرى، تُحسَب قيمة النفقات التشغيلية المهمّة لاستمرار عمل المُؤسّسة بشكلٍ عامّ؛ كأُجور العُمّال، والإيجارات، وغيرها، وأخيراً استخراج صافي الرِّبح النهائي، أو الخسارة، بعد طرح قيمة النفقات التشغيلية من إجماليّ الرِّبح.

قائمة التدفقات النقدية

تُقدِّم قائمة التدفُّقات النقدية (Cash Flow Statement) كشوفات مُفصَّلة عن التدفُّقات النقدية الداخلة إلى المُؤسّسة والخارجة منها بغضّ النظر عن مصدرها؛ سواء كانت بشكلٍ مباشر؛ كالبيع والشراء، أو لأسبابٍ أخرى، وتختلف عن قائمَتَي الدَّخل والميزانية العُمومية بتركيزها على مصادر الأموال، واقتراح طُرُق فَعّالة لإدارتها وزيادتها؛ سواء بالتشغيل، أو الاستثمار، أو التمويل.


وتتكوّن قائمة التدفُّقات النقدية من ثلاثة أنشطة رئيسة، وهي: الأنشطة التشغيلية، وتتمثّل بالأموال التي تتدفّق إلى داخل المُؤسّسة، أو تخرج منها عند بَيع المُنتَجات أو تقديم الخدمات، وجميع أنواع الأنشطة الاستثماريّة التي تُعنى بتسجيل حصيلة الأرباح أو الخسائر الناتجة عن شراء الأصول طويلة الأجل أو بيعها؛ كشراء المُمتلَكات والمُعدّات أو بيعها، وأخيراً الأنشطة التمويلية التي تشمل التدفُّقات الداخلة والخارجة من أنشطة التمويل، مثل دفع أرباح المُساهِمين، أو الحصول على قروضٍ، أو تسديدها.


ولإعداد قائمة التدفُّق النقدي، ينبغي حِساب مجموع التدفُّقات النقدية للأنشطة الثلاثة السابقة (التشغيلية، والاستثمارية، والتمويلية)؛ إذ يدلّ مجموع الرصيد الإيجابي على أنّ أرباح الشركة أكثر من نفقاتها، بينما يدلّ الرصيد السلبي على أنّ نفقات الشركة أكثر من أرباحها.

قائمة حقوق المساهمين

تُعرَف قائمة حُقوق المُساهِمين (Statement of Shareholder Equity) أيضاً بقائمة حقوق الملكية، ويُشير مفهوم حُقوق المُساهمين بشكلٍ عامّ إلى الالتزامات المُستحَقَّة على المُنشَأة تجاه أصحابها (المُلّاك)؛ إذ تُعطي هذه القائمة معلوماتٍ حول تغييرات حُقوق المُساهِمين في المُؤسَّسة خلال فترةٍ ماليّةٍ مُعيَّنةٍ؛ فهذه الحقوق تتأثّر بعدَّة عوامل، ومن أهمّها نسبة الأرباح والخسائر.


وتَكمُن أهمّية قائمة حقوق المساهمين في التركيز على المعاملات والأحداث المختلفة التي تؤثّر في حقوق المساهمين تحديداً في الشركة، ممّا يُساعد أصحاب المؤسسات على اتِّخاذ القرارات المالية الصحيحة، وتزويد المستثمرين بمعلوماتٍ حول أداء الشركة المالي خلال الفترة المالية المُحدّدة، وعادةً ما تكون شهراً، أو رُبعَ سنةٍ، أو سنةً كاملة، ومعرفة كيفية تخطّي المشكلات المالية التي تُعاني منها المؤسسة دون التأثير في أرباح المساهمين بشكلٍ كبير.


كما تتألّف حقوق المساهمين من عِدَّة أمور، وهي: رأس المال الذي تمتلكه المؤسّسة في بداية الفترة الزمنية لإعداد التقرير، بالإضافة إلى توزيعات الأرباح؛ وهي قيمة الأرباح التي تُوزَّع على المساهمين في المؤسّسة، والأرباح المُرحَّلة؛ وهي الأموال المُتبقِّية في الشركة بعد دفع توزيعات أرباح المساهمين، وأخيراً صافي الرِّبح والخسارة (صافي الدخل) الذي يجري حسابه بطرح النفقات والخصومات من صافي رِبح المُؤسّسة.


ولإعداد قائمة حقوق المساهمين، ينبغي أوّلاً تحديد رصيد المساهمين في بداية الفترة المالية (الرصيد الافتتاحي)، ثمّ إضافة الاستثمارات الجديدة التي تزيد قيمة الرصيد الافتتاحي، بالإضافة إلى صافي الدخل، ثمّ طرح قيمة توزيعات الأرباح، وأيّ خسائر أخرى للمؤسسة، وبهذا تصدر قيمة صافي حقوق الملكية خلال الفترة المالية المطلوبة.

المراجع

[1] planful.com, What Is Financial Reporting and Why Is It Important to the Business?
[2] legalzoom.com, 4 types of financial statements that every business needs
[3] invensis.com, 4 Common Types of Financial Statement for Businesses
[4] theforage.com, What Is a Cash Flow Statement?
[5] business.com, Everything You Need to Know About the Statement of Shareholder Equity

October 08, 2024 / 8:51 PM

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.