التسويق الدولي: ما هو؟ وما أهميته؟

يؤدّي ذلك إلى نُموٍّ وازدهارٍ اقتصاديٍّ مُستَدام، ومن هنا ظهر مفهوم التسويق الدولي الذي يُمثّل استراتيجيةً حيويةً للشركات؛ لفهم الأسواق العالَميَّة، ودور التسويق في تحقيق النجاح والرِّبح المطلوب للأعمال. 

ما هو التسويق الدولي؟

يُعرَف التسويق الدولي "International Marketing" بأنَّه عملية الترويج للمُنتَجات والخدمات خارج حدود الأسواق المحلية والوطنية؛ بهدف تلبية احتياجات العملاء في البلدان الأجنبية، ومراعاة الاحتياجات الخاصّة لكلّ بلد، ممّا يساعد الشركات على زيادة مُعدَّلات الرِّبح والمبيعات؛ من خلال اتِّباع استراتيجيات مُعيّنة.

ومن هذه الاستراتيجيات المُتَّبعة فهم ثقافة العملاء، وسلوكاتهم الشرائية، ولغتهم، في السوق المُستَهدَف، وتلبية احتياجاتهم؛ ابتداءً من التعبئة والتغليف، وانتهاءً بالسِّعر؛ فعلى سبيل المثال، قد تلجأ شركة مُعيّنة إلى تسويق مُنتَجاتها بالإعلان عن فتح متاجر كبيرة وواسعة في بُلدان يتمثّل النَّمط المفضَّل لدى العملاء فيها بالتسوُّق من المتاجر الصغيرة، وهذا يمكن أن يؤدّي إلى انخفاض نسبة المبيعات، ممّا يعني أنّ الحلّ الأمثل لتجنُّب مثل هذه المشكلة يكمن في دراسة طبيعة السوق المُستهدَف.

وإلى جانب ذلك، يُعَدّ تنفيذ الإعلانات الترويجية للمُنتَج في الأسواق المُستَهدَفة أمراً أساسياً، على أن تستند هذه الإعلانات إلى دراسة دقيقة للعملاء وثقافتهم، مع ضرورة معرفة الوسائل الأكثر انتشاراً للتواصل في هذا البلد؛ لضمان الوصول إلى أكبر عدد ممكن من الجمهور المُستهدَف؛ فعلى سبيل المثال، لم يكن "فيسبوك" موقعاً رائجاً في البرازيل والصين وكوريا الجنوبية قبل عام 2011، ولهذا لم يكن الاعتماد عليه في الإعلانات الترويجية أمراً صائباً.

ومن الاستراتيجيات الأخرى التي ينبغي اتِّباعها تعيين فريق عمل مُؤهَّل وذكيّ في السوق المُستهدَف، وأخذ آرائهم في الاعتبار، بالإضافة إلى إنشاء صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي لكلّ سوق باللغة الأمّ المُعتمَدة؛ للمساعدة في الإعلان، والترويج، والتواصل مع العملاء.

ولا بُدّ من تذكُّر أنّ لكلّ بلد سياساتها وقوانينها الخاصَّة في الأسواق التجارية، لذا ينبغي الاطِّلاع على هذه السياسات، واتِّباعها، وتعيين مُستَشار قانوني مُتخصِّص لحماية الشركة من التَّبِعات القانونية.

أهمية التسويق الدولي: فوائد عديدة بانتظارك

يُعَدّ التسويق الدولي أمراً بالغ الأهمية، وذا منافع عديدة، نذكر منها:

الوصول إلى الأسواق العالمية

يسمح التسويق الدولي للشركات بالوصول إلى الأسواق العالَميّة، وتوسيع قاعدة عُملائها، الأمر الذي يسهم في زيادة نسبة المبيعات والأرباح، وتنوّع مصادر الدخل، إلى جانب توفير الحماية من التقلّبات الاقتصادية في الأسواق؛ من خلال تقليل الاعتماد على سوق واحد.

التغلب على مشكلة انخفاض الطلب

يُعالج التسويق الدولي مشكلة انخفاض الطلب على مُنتَج مُعيّن في سوق مُعيَّنة لأسباب مختلفة؛ من خلال تسويق المُنتَج في أسواق أخرى بحاجة إلى هذا المُنتَج، كما أنّ الطلب على بعض المُنتَجات يكون موسِميّاً في الأسواق المحلية، بينما لا يكون كذلك في أسواق أخرى حول العالَم، وبالتالي يضمن التسويق الدولي الطلب المُستَمرّ على المُنتَج.

استغلال فائض الإنتاج 

إذا كان إنتاج الشركة في السوق المحلّي أكثر ممّا يطلبه المُستهلِكون، فيمكنها تصدير إنتاجها الفائض إلى دول أخرى، وهو ما يتحقَّق بالتسويق الدولي، وهذا يعني الاستغلال الأمثل للموارد، وعدم هدرها.

اكتساب مهارات جديدة

يُتيح التسويق الدولي للشركات اكتساب مهارات جديدة في التسويق، والابتكار، وفهم مُتطلّبات العملاء، ممّا يساعدها على التكيُّف والتطوّر بسرعة أكبر.

اكتساب ميزة تنافسية

يساعد التسويق الدولي الشركات على اكتساب ميزة تنافُسية؛ من خلال التعلُّم من المُنافِسين العالَميّين، وتحسين مُنتَجاتها وخدماتها، وعندها تتوسَّع قاعدة العملاء، وتزداد حِصّة الشركة في السوق، وتنتشر سُمعة العلامة التجارية أكثر، ممّا يُؤسّس لها مَوطئ قدم قويّ في الأسواق الجديدة، ويُتيح لها المُنافسة بقوّة على مستوى عالَمي.

تحديات التسويق الدولي: واجهها بذكاء

تُواجه التسويقَ الدوليَّ تحدِّيات وصعوبات عِدَّة تحتاج إلى مواجهتها بطرق واستراتيجيات ذكيّة وفعّالة، ومن هذه التحدِّيات ما يأتي:    

اختلاف الثقافات

اختلاف عادات التسوُّق بين العملاء، وتفضيلاتهم، وسلوكاتهم، من أهمّ التحدِّيات التي تواجه التسويق الدولي، ممّا يعني أنّ على الشركات فهم المعايير الثقافية، والاختلافات العديدة بين كلّ ثقافة وأخرى، واتِّباع استراتيجيات تسويق مختلفة تتلاءم مع كلّ سوق مُستهدَف.

الامتثال التنظيمي والقانوني

تتبايَن سِياسات كلّ بلد في تنظيم الأعمال التجارية، وحِماية المستهلِك، وتنظيم الملكية الفكرية، ومن الضروريّ أن تكون الشركات الدولية قادرة على التعامل مع هذه التشكيلات المُتنوّعة، وفهمها، والامتثال لها؛ لتجنُّب المسائل القانونية.

فهم استراتيجيات التسعير

لا بُدّ من دراسة الظروف الاقتصادية والتنافُسية في السوق المُستهدَف؛ لضمان تقديم أفضل المُنتَجات والخدمات بأسعار تنافُسية، إلى جانب مُراعاة الاختلاف في العملات.

إدارة الموارد البشرية

تُعَدّ إدارة فريق عمل مُنتَشِر في العالَم كلِّه تحدِّياً كبيراً في التسويق الدولي؛ إذ تختلف قوانين العمل، وأخلاقيّاته، ومواعيد العُطَل الرسمية بشكل كبير بين الدُّول، ولذا ينبغي أن تكون هناك إدارة فعّالة ومُستمِرّة لفريق العمل بحيث تُراعي التفاصيل المُتعلِّقة بالاختلاف بين الثقافات والبلدان جميعها.

وفي الختام، ينبغي فهم الاحتياجات والثقافات المختلفة، وتطبيق استراتيجيات تسويق مُتنوّعة، مثل: التوظيف المحلّي، والتفاعُل عبر وسائل التواصل الاجتماعي؛ لتكون الشركات قادرة على الاستفادة من المزايا الكبيرة التي يُوفّرها التسويق الدوليّ.

المراجع

[1] cyberclick.net, International Marketing: Strategies, Examples, and Tips
[2] mediabeacon.com,Global Marketing Strategy: 10 Principles of International Marketing and Global Branding
[3] shopify.com, International Marketing: Strategies To Gain a Competitive Edge
[4] geeksforgeeks.org, International Marketing | Features, Scope and Significance
[5] blog.hubspot.com, What is Global Marketing? See 13 Businesses with Brilliant Strategies