جار التحميل...
وإنّ أول ما يفكر به المستثمر عادةً عند التنبؤ بحدوث أزمة مالية، هو المسارعة إلى المؤسسات المالية لبيع الأصول، بالإضافة إلى سحب الأموال النقدية من حسابات التوفير قبل هبوط قيمتها، ومن أبرز الأمثلة الحديثة على ذلك، ما حدث في العالم في بدايات أزمة كورونا.
يجب أن تتبنى الشركات استراتيجيات محددة للتعامل مع الأزمات المالية، ولتحقيق ذلك ينبغي أولاً تحديد سبب الأزمة، هل هو داخلي أم خارجي؟ مما يسهّل معالجتها، وإيجاد الحل المناسب لها، ويُنصح بتوقّع أسوأ وأفضل النتائج التسلسلية المرتبطة بالأزمة المالية للتحضير لها، وتفادي عنصر المفاجأة، وفيما يأتي أهم النصائح لخروج الشركات من الأزمات بأقل الخسائر، وفي أسرع وقت ممكن:
يجب أن تحاول الشركات معاينة الوضع المادي الخاص بها بالتفصيل عند الوقوع في أزمة مالية، وذلك من خلال تحديد الإيرادات، والسعي إلى تحصيل المستحقات المالية من العملاء، ولا بدّ من تخفيف النفقات عموماً، وتجدر الإشارة إلى أهمية التخلص من الطرق التقليدية في إدارة العمليات المالية، واعتماد الطرق التكنولوجية الحديثة القائمة على البرامج المتطورة؛ لتوفير الوقت.
ويمكن التواصل مع التجار أيضاً للتوصّل إلى اتفاقيات بشأن الديون المتراكمة على الشركة، في حال ملاحظة زيادة النفقات بصورة كبيرة مقارنةً مع الإيرادات، والتفاوض على إمكانية التقسيط؛ الأمر الذي يسهم في الحصول على بعض السيولة النقدية، بزيادة التدفق المالي، وتقليل المدفوعات ولو بصورة مؤقتة، وبالطبع سيكون التعاون مع الشركة من مصلحة الكثير من التجار؛ فنجاحها في تجاوز أزمتها المالية، يعني استمرار عملهم تلقائياً.
ويُنصح أيضاً خلال هذه الفترة بمتابعة النفقات في كافة الأقسام، وتأجيل المشاريع التي تتضمن الأنشطة والفعاليات المكلفة، إذ قد تسهم في التأثير في إدارة الميزانية سلباً بصورة كبيرة، كما يُنصح بالتركيز على الإنفاق في المجالات التي من شأنها إدرار المال للشركة؛ فالهدف الرئيسي خلال هذه المرحلة هو زيادة الإيرادات.
تلجأ العديد من الشركات إلى زيادة الإعلانات الترويجية ذات الحد الأدنى من التكاليف، خلال الظروف الاقتصادية الصعبة؛ بهدف تعزيز عمليات البيع والشراء، ورفع الإيرادات المالية قدر الإمكان، الأمر الذي قد يسهم في رفع أرباح الشركة، والتوجه نحو الاستقرار المالي نسبياً، وبالتالي البقاء في سوق العمل، وعدم الانهيار.
وينبغي تأكيد الشركة للعملاء القدامى استمرارها في تلبية احتياجاتهم، من منتجات وخدمات، رغم مرورها في الأزمة المالية، فهذا من شأنه تعزيز ولائهم لها، ولا مانع من نشر التغييرات المهمة المتعلقة بالشركة، في حال وجودها على صفحتها الرسمية، بهدف إطلاع العملاء عليها، ومن أمثلة ذلك: إعلامهم بتغيير مواعيد العمل، أو طريقة استلام المنتجات.
تقع على عاتق المدراء مسؤولية إضافية يجب التصرف إزاءها بشفافية عالية، للحفاظ على الموظفين وثقتهم بالشركة، فشعور الموظف بالقلق على مستقبله وعلى عائلته يعدّ طبيعياً في مثل هذه الظروف؛ مما يعني ضرورة اطّلاعه على تفاصيل المشكلة التي تواجهها الشركة بكل صراحة، والوضوح بشأن الأمور المتعلقة بطبيعة العمل خلال تلك الفترة، وقد يشمل ذلك العمل عن بعد في سبيل خفض التكاليف، كما يُنصح أيضاً بإيقاف عمليات التوظيف الجديدة.
يواجه الأفراد أيضاً أزمات مالية على المستوى الشخصي؛ وذلك بسبب التعرّض لمواقف طارئة ومفاجئة؛ كحوادث السيارات، أو الكوارث الطبيعية، أو ترك العمل، ومن الجدير بالذكر أن بعض الأشخاص قد يصابون بحالة من الذعر والإحباط، ويسيطر عليهم القلق بمجرد مواجهة مثل هذه الأوضاع، مما يزيد الأمر سوءاً؛ لذا لا بد من التصرف بحكمة.
وأهم نصيحة يمكن تقديمها في هذا السياق هي التماسك، ومحاولة إيقاف الأضرار، وحل المشكلة بالطرق المتاحة أولاً، وبعدها يمكن التفكير في تقليل المصروفات، في سبيل اجتياز هذه المرحلة بأقل الخسائر الممكنة، وهذا يلزمه وضع ميزانية شهرية لمعرفة النفقات والإيرادات بدقة، ومحاولة إدارتها بالشكل الأمثل، من خلال تحديد الأولويات، ووضع خطة واضحة للبدء بسداد الديون.
ويجب أن يكون الفرد قادراً على الاستغناء عن كل ما هو ثانوي أثناء التعرض للأزمات المالية، والحرص في الاستهلاك؛ لتفادي الهدر غير المبرر، ويعد بيع الممتلكات التي لا داعي لوجودها من الطرق الجيدة؛ للحصول على المال أحياناً، كما يمكن العمل لساعات إضافية في سبيل ذلك.
المراجع
[1] investopedia.com, 10 Ways to Prepare for a Personal Financial Crisis
[2] uk.indeed.com, What is a financial crisis? (With causes and tips to solve)
[3] corporatefinanceinstitute.com, Financial Crisis
[4] gocardless.com, How to Handle a Financial Crisis
[5] cleartax.in, Financial Crisis