جار التحميل...

mosque
partly-cloudy
°C,
الطريق نحو القمة

السلم الوظيفي: رحلة التحديات والإنجازات نحو النجاح المهني

24 سبتمبر 2024 / 12:40 PM
السلم الوظيفي_ رحلة التحديات والإنجازات نحو النجاح المهني
download-img
تحتاج المؤسّسات والشركات إلى معرفة الطريقة الصحيحة لبناء هيكلٍ واضح للتقدُّم الوظيفي؛ من خلال فهم الأدوار الوظيفية في الشركة، والمهارات المُرتبِطة بها، واعتماد طريقة لقياس مستوى الموظفين فيها بدقّة.

وتُعَدّ السلالم الوظيفية والمسارات المهنية ضرورية لتحقيق ذلك، ولحصول الإدارة على أقصى استفادة من خبرات الموظفين، إضافة إلى زيادة ثقة الموظفين بمواقعهم الحالية، كما يُساعدهم ذلك في تطوير مهاراتهم، أو بناء مهارات ومؤهلات جديدة لتحقيق أهداف مهنيّة طويلة المدى؛ لأنّ الانتقال من منصب إلى آخر يحتاج قضاء وقت مُعيَّن فيه، وبالتالي تعزيز الإنتاجية بحِرَفيَّة.

ما هو السلم الوظيفي، وما أهميته؟

السلّم الوظيفي (Career ladders) يعني الانتقال تدريجيّاً في المناصب داخل الشركة أو المؤسسة؛ من المناصب المبتدئة إلى المناصب العُليا ذات المسؤوليات الكُبرى، ويلزَم تزويد الموظفين بوصف واضح يتعلّق بوظيفتهم؛ ليتمكّنوا من الحصول على الترقيات، وزيادة الرواتب، ويتعرَّفوا على مسؤولياتهم الوظيفية؛ للحصول على مناصب عُليا؛ فمثلاً عند تعيين الموظف لأوّل مرّة؛ فإنّه يبدأ تصاعُديّاً من موظفٍ جديد، ثمّ يصبح ضمن طاقم العمل، وبعدها ينضمّ إلى فئة كبار الموظفين، ثمّ قد يُصبح مديراً إذا استمرّ بالترقّي في وظيفته، وفي كلّ مرحلة، يتحمَّل الموظفون مسؤوليات أكثر، ويُتوقَّع منهم بذل المزيد.


ويستفيد أصحاب العمل والموظفون من السلم الوظيفي؛ لأنَّه يوفِّر مساراً واضحاً للتطوّر في المناصب، ممّا يُشعر الموظفين بوجود هدف، وبالتالي تعزيز الولاء للشركة أو المؤسسة، كما أنّه يزيد مُعدّلات الرضا الوظيفي؛ لأنّه يمنح الموظفين ما يسعون إليه، إضافة إلى أنّه يُغذّي رغبتهم في التعلُّم، وهذا يخلق لهم فرصاً جديدة باكتشاف اهتمامات جديدة، وعندما يشعر الموظفون بتقدير جهودهم في مكان العمل، يزيد مستوى إنتاجيتهم وتفاعلهم، كما أنّه يُعزّز مشاعر السعادة لديهم، ممّا يسهم في استثمار وقتهم في العمل، والاستقرار فيه.

تحديات الترقية في السلم الوظيفي

الانتقال من درجةٍ إلى أخرى في السلم الوظيفي ليس سهلاً، بل يحتاج إلى مُتطلّبات جديدة، ويتضمّن عدداً من التحديات التي قد لا يتمكّن البعض من اجتيازها، مثل عدم وجود أهداف مهنية واضحة، وبالتالي لن يتمكّن الموظف من التعرُّف إلى المهارات التي ينبغي عليه تطويرها، أو لن يكون قادراً على تطوير المهارات سريعاً، وخاصّةً مع التقدُّم التكنولوجي السريع جدّاً والذي يتطلَّب المُواكَبة باستمرار، ممّا يؤدي إلى خلق فجوة كبيرة بين ما يملكه الموظف، وبين ما يتطلّبه الارتقاء في السلم الوظيفي، لذا يُعَدّ تحديد الأهداف المهنية، ومعرفة الطرق المناسبة لتحقيقها، أمراً ضروريّاً للموظف الطموح.


قد يعود التأخُّر في التقدُّم المهني إلى أسباب شخصية أخرى أيضاً تخصّ الموظف؛ كخوفه من الفشل أو من مُتطلّبات المقابلات الخاصَّة بالدرجة الوظيفية الجديدة، أو شكّه في قدراته الذاتية في التعلُّم، ممّا يمنعه من تخصيص وقت كافٍ لتطويرها؛ لأنّه يُولي حياته الاجتماعية اهتماماً أكبر على حساب حياته المهنية، أو لأنّه لا يمتلك مُرشِداً يُقدِّم له نصائح حقيقية فيما يتعلّق بكيفية الترقّي في السلم الوظيفي، كما قد يكون عدم امتلاكه مهارات التواصل الفَعّالة سبباً في ذلك أيضاً.


وقد يكون التأخُّر في التقدّم الوظيفي في بعض الحالات لأسباب خارجية في بيئة العمل؛ كالمنافسة الشديدة مع زملاء العمل الآخرين؛ بهدف الترقّي إلى المنصب الوظيفي نفسه، أو لعدم وجود فرص ترقية كافية مُتاحة في الشركة.

كيف تترقى في السلم الوظيفي؟

قد تكون فرص التقدّم في السلم الوظيفي محدودة، لذا لا بُدّ من اتِّباع خطوات حقيقية تُسرِّع العملية؛ كإجراء تقييم ذاتيّ يتضمّن الإجابة عن أسئلة ضرورية، مثل: أين موقعي الآن؟، وما هي أبرز المهارات التي تعلّمتها العام الماضي؟، وما هي نقاط القوة ونقاط الضعف لديّ؟، وكيف يمكنني تحسينها؟، وأين أريد أن أكون العام المقبل؟، ثمّ صياغة أهداف واقعية مَرِنة، يجري بعدها وضع خُطّة لتحقيق هذه الأهداف، وتتضمّن إنجازات قصيرة المدى، وأخرى على المدى الطويل. 


ولا بُدّ أيضاً من الحفاظ على العلاقات الوظيفية، وتعزيز الوجود على شبكات التواصل المهنية عبر الإنترنت؛ بالتواصل المُستمِرّ، والعمل بجدٍّ؛ من خلال إنجاز المهام الوظيفية المطلوبة بكفاءة أعلى من المطلوب، والعمل بتعاوُنية وذكاء مع أعضاء الفريق؛ أي عدم التقيُّد بالوصف الوظيفي والمهامّ الوظيفية المُحدَّدة دائماً، ومحاولة الحصول على تقييم جديد من المدير، أو إطلاعه على الرغبة بالتقدُّم في السلم الوظيفي؛ إذ قد ينصح الموظف بالتدريب، ويُطلعه على ما يتعلّق بالفترة اللازمة للانتقال إلى منصب أعلى، على أن يحاول الموظف الالتزام بتطوير المهارات؛ لإظهار مدى اهتمامه بالتطوُّر الوظيفي.

   

وختاماً، يتَّسِم السلم الوظيفي الناجح بصفاتٍ مهمّة، مثل: تضمين الهدف الوظيفي في كلّ درجة وظيفية، والخبرة اللازمة للانتقال بين الدرجات؛ كالمُؤهّلات الدراسية، والتركيز على تاريخ الحصول على الشهادات والدورات، وعدد سنوات الخبرة التي يمتلكها الموظف، إضافة إلى تحديد نِطاق الرواتب لكلّ فئة، ولا بُدّ أن تكون هناك فترة انتقالية للموظف يتلقّى خلالها تدريباً خاصّاً بالمهارات التي يحتاج إليها في منصبه الجديد، ومن المفيد أيضاً التحقُّق باستمرار من إنجازاته، وإدراج جهوده ضمن ملفّ الإنجازات؛ لتكون حافزاً قويّاً له ولغيره.

المراجع

[1] masterclass.com, Career Ladder: Types of Career Ladders
[2] cavendishprofessionals.com, The Importance of Career Progression
[3] simplilearn.com, How to Climb the Corporate Ladder: Career Goals and Tips
[4] e-careers.com, How to climb up the career ladder
[5] managementstudyguide.com, Career Ladders and Career Paths

September 24, 2024 / 12:40 PM

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.