كيفية صنع الصابون بطرق متنوعة في المنزل

ملاحظات مهمّة قبل البدء بصناعة الصابون في المنزل

هناك أمور لا بُدَّ من مراعاتها عند صنع الصابون في المنزل، مثل التأكُّد من توفر الأدوات والمكونات جميعها قبل البدء بالصُّنع، بالإضافة إلى ضرورة وضع المكونات بدقَّة؛ للحصول على النتيجة المَرجُوّة، إلى جانب استخدام أوانٍ خاصَّة بالصابون غير المُستَخدَمة في تحضير الطعام.

ويجب أخذ الحيطة والحذر لدى استخدام المواد الكيميائية، مثل: مادَّة هيدروكسيد الصوديوم (NaOH) المعروفة أيضاً باسم الصودا الكاوية، ومادَّة هيدروكسيد البوتاسيوم (KOH)؛ وهما من المكونات الرئيسة في صناعة الصابون، ويجب الالتزام بارتداء النظارات الواقية والقفازات، وتجنب ملامسة المواد الكيميائية للجلد، أو استنشاق أبخرتها، كما يجب استخدام ملعقة سيليكون في التحريك؛ لتجنُّب أيَّة تفاعلات كيميائية.

صنع الصابون دون استعمال مصدر حراري

تُعَدّ هذه الوسيلة أكثر الوسائل شيوعاً لصنع الصابون في المنزل، وهي تعتمد على مزج مادة هيدروكسيد الصوديوم بزيوت ومكونات طبيعية أخرى، ولتطبيقها، يلزم أوّلاً تحضير المكونات؛ وهي 60 غراماً من هيدروكسيد الصوديوم، و350 مل من زيت الزيتون، و44 مل من زيت الخروع، و74 مل من زيت جوز الهند، بالإضافة إلى 130 مل من الماء المُقطَّر، و15 مل من أيّ زيت عطريّ، أو ملعقة كبيرة منه حسب الرغبة. 

 

ولتحضير الصابون، يُوضَع الماء المُقطَّر في إبريق أو قدر فولاذيّ، ثمّ يُضاف هيدروكسيد الصوديوم تدريجيّاً ويُقلَّب ببطء حتى يذوب كاملاً، ويجدر بالذكر أنَّ درجة حرارة الخليط يمكن أن تصل إلى 93 درجةً مئويةً؛ بسبب تفاعل المكونات معاً؛ لذا يجب توخّي الحذر أثناء التقليب، ثمّ يُترَك الخليط جانباً مُدَّة 40 دقيقة حتى يبرد وتصل درجة حرارته إلى 38-43 درجةً مئويةً.

وبعد ذلك، يُذاب زيت جوز الهند في حمّام مائي ساخن على نارٍ هادئة؛ أي يُوضَع الزيت في وعاء يُحيط به الماء الساخن، ثمّ يُوضَع زيت الزيتون وزيت الخروع في وعاءٍ فولاذيّ آخر، ويُصَبّ زيت جوز الهند فوقهما، وتُخلَط الزيوت جيِّداً؛ للحصول على قوامٍ مُتجانِس، ثمّ يُضاف محلول هيدروكسيد الصوديوم والماء المُقطَّر، مع التحريك بلطف مدَّة 30 ثانيةً، ولا بُدَّ من الانتباه إلى أن تكون درجة حرارة الزيوت قريبة من درجة حرارة المحلول؛ أي في حدود 38-43 درجةً مئويةً، ويمكن استخدام الزهور الطبيعية، مثل: زهور نبات إبرة الراعي، أو الورد الجوريّ؛ لإضفاء لمسة جمالية على الصابون، وإعطائه لوناً حيويّاً.

وبعد ذلك، تُخلَط المكونات بالخلّاط اليدوي، مع مراعاة التناوب بين التحريك العادي ببطء والخلط، وتُكرَّر العملية لمُدَّة تتراوح بين 10-15 دقيقة؛ للحصول على قوامٍ كثيف، ثمّ يُضاف الزيت العطريّ المُفضَّل، مثل: الفانيلا، أو النعناع، أو الليمون.

وأخيراً، يُسكَب الخليط في قوالب الصابون الجاهزة المصنوعة من السيليكون، ويُغطَّى بورق الفريزر (Freezer paper)، ويُترَك لمُدَّة 24 ساعة في درجة حرارة الغرفة، مع تفقُّده بين الحين والآخر، ويُنصَح هنا بنقله إلى مكانٍ أبرد إن بدأ بالتشقُّق، ثمّ يجب ترك الصابون من يومَين إلى ثلاثة أيّام حتى يتماسك ويتصلَّب، وبعدها يجري إخراج قِطَع الصابون من القوالب، وتُحفَظ في مكانٍ بعيد عن أشعَّة الشمس لمُدَّة تتراوح بين 6-8 أسابيع، وتكون بعدها جاهزةً للاستخدام. 

صنع الصابون العطري بالتذويب والصب

يمتاز صنع الصابون العطري بهذه الكيفية بأنَّه آمِن، وسهل، ومناسب للمبتدئين؛ فهي لا تحتاج إلى استخدام مادة هيدروكسيد الصوديوم لصنع الصابون، وتعتمد عموماً على تذويب قالب من الجلسرين الجاهز، ثمّ صَبّه في قوالب فقط.

ولصنع الصابون بالتذويب والصَّبّ، يُؤتى بقالب من صابون الجلسرين الأبيض أو الشفّاف، ويمكن استخدام أنواع صابون أخرى، مثل: صابون حليب الماعز، أو زيت الزيتون، أو زبدة الشيا، ثمّ يُقطَّع القالب إلى أجزاء صغيرة؛ لتسهيل ذوبانه، وتُوضَع القِطَع في وعاءٍ مُخصَّص للميكرويف، وتُسخَّن لمُدَّة 30 ثانية، وتُكرَّر العملية مع التحريك بعد كلّ مرَّة؛ لضمان اختفاء التكتُّلات كاملةً والحصول على خليط سائل ومتجانس، ويجدر بالذكر أنَّ بالإمكان استخدام الحمّام المائي على نارٍ هادئة لصُنع ذلك، ثمّ يُترَك الخليط حتى يبرد ويصل إلى درجة حرارة 50 درجةً مئويةً تقريباً.

وبعد ذلك، يُمكن إضافة ملعقة كبيرة من أحد الزيوت العطرية المُفضَّلة، وثلاث قطرات إلى ستّ قطرات من صبغة التلوين السائلة المُخصَّصة لصُنع الصابون، إلى كلّ 450 غراماً من خليط الصابون؛ لإضفاء لمسة جمالية عليه، مع التحريك جيِّداً، وأخيراً يُسكَب الخليط في قوالب الصابون الجاهزة المصنوعة من السيليكون، ويُمكن النقر بلُطف على جانب القالب إن ظهرت فقاعات هوائية على السطح، ثمّ يُترَك الصابون كي يبرد لمُدَّة 12-24 ساعة في حرارة الغرفة، ويكون بعدها جاهزاً للاستخدام.

       

وتجدر الإشارة إلى أنَّه يُمكن صنع صابون مُعطَّر بالروائح المُفضَّلة، وجعله مُميَّزاً ومرغوباً أكثر بالتذويب والصَّبّ، وفيما يأتي بعض الطرق لصنعه:

صابون البرتقال

لصُنع صابون مُعطَّر برائحة البرتقال، تُبرَش حبَّة برتقال أو حبَّتَان، ويُقطع قالب صابون شفّاف مصنوع من الشمع أو الجلسرين، ثمّ يُذاب باستخدام حمّام مائي على الغاز، أو بوضعه في الميكرويف لمُدَّة 15- 30 ثانيةً حتى يُصبح قوامه متجانساً وخالياً من الكُتَل تماماً، مع تقليبه بلطفٍ وبطء؛ للتخلُّص من الفقاعات الهوائية؛ فالتقليب السريع والشديد يؤدّي إلى تكون فقاعات إضافية.

وبعد ذلك، يُضاف بَرْش البرتقال، وخمس قطرات من زيت فيتامين ه (E)، وخمس قطرات أخرى من زيت الليمون، إلى كل 30 غراماً من الصابون تقريباً، ويمكن استخدام صبغةٍ للحصول على اللون البرتقالي، ثمّ يُسكَب المزيج في قوالب، وإن ظهرت فقاعات على السطح، فيُمكن رَشّ رذاذ من الكحول حتى تتلاشى، وأخيراً، يُترَك بضع ساعات حتى يجِفّ تماماً، ثمّ يجري إخراجه من القالب، ويكون جاهزاً للاستخدام.

صابون الفانيلا

يُمكن صنع صابون الفانيليا بتحضير ربع كوب من القهوة، وتركه جانباً حتى يبرد، ثمّ تقطيع 13 مُكعَّباً من الصابون المصنوع من حليب الماعز، وتسخينهم في وعاءٍ آمن للميكرويف على مراحل لا تتجاوز كلٌّ منها 30 ثانية حتى يذوبوا تماماً ويُصبح قوامهم سائلاً، ويمكن وضعهم في حمّام مائي على نارٍ هادئة إلى مُتوسِّطة، وبعد ذلك، تُضاف القهوة السائلة، مع القليل من القهوة المطحونة، وبضع قطرات من زيت الفانيليا، إلى الصابون -حسب الرغبة-، مع تحريك المكونات معاً، وأخيراً يُصَبّ الخليط في القوالب، ويُترَك حتى يتماسك لمُدَّة ساعة على الأقلّ، ثمّ يجري إخراجه من القالب، ويكون جاهزاً للاستخدام.

صنع الصابون السائل

يُعَدّ صنع الصابون بهذه الكيفية سهلاً وسريعاً مقارنةً بالطريقة الباردة لصنع الصابون في المنزل، وتعتمد هذه الكيفية على مزج مادة هيدروكسيد البوتاسيوم (KOH) بزيوت ومكونات طبيعية أخرى.

ويمُكن صنع الصابون السائل في المنزل بتحضير 325 غراماً من زيت الزيتون، و125 غراماً من زيت جوز الهند، و50 غراماً من زيت الخروع، و113 غراماً من مادة التنظيف الفَعّالة هيدروكسيد البوتاسيوم، و113 غراماً من الماء المُقطَّر لمَزجها بهذه المادة، بالإضافة إلى 2-4 لترات من الماء المُقطَّر؛ لتخفيف خليط الصابون حسب القوام المطلوب، و113 غراماً من الجلسرين النباتيّ، و30-50 قطرةً من أحد الزيوت العطرية المُفضَّلة.

وفي البداية، يُخلَط كلٌّ من زيت الزيتون، وزيت جوز الهند، وزيت الخروع في وعاءٍ مناسب، ثمّ يُسخَّن الخليط على النار حتى تصل درجة حرارته إلى نحو 73 درجةً مئويةً، ثمّ يُمزَج هيدروكسيد البوتاسيوم بالماء المُقطَّر المُخصَّص له في وعاءٍ فولاذي أو بلاستيكيّ سميك مع تحريكه جيِّداً حتى يذوب، ثمّ يُترَك ليبرد وتصل درجة حرارته إلى درجة حرارة خليط الزيوت، ثمّ يُضاف إلى الزيوت تدريجياً.

وبعد ذلك، يُمزَج الخليط بالخلاط اليدوي إلى أن تتجانس مكوناته وتُشكّل قواماً سميكاً شبيهاً بقوام البطاطا المهروسة، ثمّ يُوضَع الخليط على نارٍ هادئة لمُدَّة تتراوح بين 30 دقيقة- ساعتَين، مع التحريك كلّ 30 دقيقة، وعندما يصل الخليط في المرحلة النهائية إلى قوامٍ شفّاف ولَزج مثل الفازلين، يُمكن اختبار جاهزيَّته بعِدَّة وسائل، ومنها ملء كوب صغير بكمية قليلة من الماء الساخن، ثمّ وضع القليل من خليط الصابون وتحريكه جيِّداً، فإن ظلَّ الماء صافياً غير عَكِر، فهذا يعني أنّ الصابون جاهز للمرحلة التالية.

ويجب ترك الصابون جانباً حتى يبرد تماماً قبل تخفيفه بالماء بإضافة كميات قليلة تدريجياً حتى يصل إلى قوام الصابون السائل المطلوب، وأخيراً تُضاف الزيوت العطرية وتُحرَّك جيّداً، ثمّ يُنقَل الصابون إلى أوعية زجاجية نظيفة، ويُترَك حتى يبرد، ويكون بعد ذلك جاهزاً للاستخدام.

 

وختاماً، يُنصَح بتجنُّب الإفراط في استخدام الصابون؛ لأنَّ ذلك قد يؤدّي إلى جفاف البشرة وتقشُّرها، ويُنصَح كذلك بتجنُّب استخدامه على الوجه، لا سِيَّما إذا كانت البشرة دهنية؛ لاحتوائه على كمِّياتٍ كبيرة من الزيوت، ممّا يُسبِّب إغلاق المَسامّ وظهور البُثور، بالإضافة إلى تجنُّب استخدامه للأطفال الصِّغار، واعتماد صابون طبّي مناسب لهم بدلاً منه، وأخيراً يجب عدم استخدام الصابون بعد انتهاء مُدَّة صلاحيته التي تكون عموماً ستَّة أشهر، وقد تصل إلى عامٍ كامل إن جرى تخزينه في مكانٍ بارد وجافٍّ وجَيِّد التهوية.

المراجع 

[1] potagersoap.com, The Top 10 Benefits of Using Organic Soap
[2] wikihow.com, How to Make Natural Organic Soap: A Beginner-Friendly DIY
[3] theeverydayfarmhouse.com, How To Make Liquid Soap | Basic Liquid Hand Soap Recipe
[4] treehugger.com, Making Soap: 5 Tips for Homemade Soap
[5] mommakesjoy.com, Orange Zest Lemon Soap Tutorial