جار التحميل...

mosque
partly-cloudy
°C,
احرص على حماية زواجك من هذا التهديد

اكتشاف علامات الطلاق الصامت يساعد على إنقاذ الزواج

07 أغسطس 2024 / 3:42 PM
اكتشاف علامات الطلاق الصامت يساعد على إنقاذ الزواج
download-img
الطلاق الصامت أو ما يُعرَف بالطلاق العاطفي؛ هو حالة من الانفصال العاطفي بين الزوجَين دون وقوع الطلاق الشرعيّ؛ إذ يعيش الزوجان معاً تحت سقفٍ واحدٍ، لكنَّهما منفصلان عاطفياً وروحياً في حياةٍ زوجيةٍ خاليةٍ من المودَّة والرحمة والمشاركة التي تُعَدّ أُسُس تكوين الأسرة.

ويُعَدّ الطلاق الصامت من أكثر أنواع الطلاق خطورةً، وأشدِّها ألماً؛ نتيجة شعور الزوجين بالبعد العاطفي رغم وجود علاقة زوجية رسمية، كما أنَّه غالباً ما يؤدّي في النهاية إلى الطلاق الفعليّ إذا لم يجرِ التعامل معه بجدِّيّة من كلا الطرفين. فما هي علامات الطلاق الصامت؟ وهل يمكن إنقاذ الزواج منه؟

علامات الطلاق الصامت: كيف تدرك أنّ علاقتك الزوجية في خطر؟

للطلاق الصامت علامات ومُؤشِّرات، ومن أهمّها:

نقص التواصل

عندما يكون الصمت -بقدر ما- بين الشريكَين مُريحاً ويشير إلى الحميميَّة، فإنَّ ذلك قد يكون علامةً إيجابيةً على فهم الطرفَين بعضهما بعضاً، أمّا إن امتَدّ هذا الصمت لفترات طويلة دون أن تكون هناك أيَّة أمور لمُناقشتها أو مشاركتها، أو تحوَّلت الأحاديث حول الأحلام المشتركة والمشاعر العميقة إلى مناقشاتٍ بسيطةٍ حول الضروريات فقط -إن حدثت في الأصل-، فقد يكون ذلك دليل على أنَّ الشريكَين بدآ بالابتعاد بعضهما عن بعض عاطفيّاً، وهذا التباعد قد لا يكون ملحوظاً مثل الصراعات الطبيعية بين الأزواج، ولكنَّه قد يترك لدى كلٍّ منهما الشعور بالتباعد عن الآخر وعدم الانتماء إليه حتى لو كانا يعيشان في بيت واحد.

عدم الرغبة في حل المشكلات

من الطبيعي أن تحدث الخلافات بين الزوجين، إلّا أنّ هذه الخلافات غالباً ما تبقى دون حلّ في الطلاق الصامت؛ لعدم رغبة أحد الزوجين أو كليهما في حلِّها، وقد يكون ذلك تجنُّباً للمشكلات، أو ظَنّاً منهما بأنَّ العلاقة لا تستحِقّ الجهود التي ينبغي بذلها، فينسحب أحدهما أو كلاهما عاطفياً من العلاقة، فتتراكم المشكلات، ويزداد البُعد والانفصال بينهما. 

قلة التواصل العاطفي والجسدي

إنّ زيادة الفجوة الجسدية والعاطفية بين الشريكَين علامة واضحة على وجود مشكلة في العلاقة؛ كقلَّة التواصل الجسدي ونُدرة اللحظات الحميمة، وتجاهل كلِّ منهما مشاعر الآخر؛ فيتوقَّف سؤاله له عن حاله وتفاصيل يومه، ويظهر إهمال الشريكين لبعضهما، ليؤدّي هذا البُعد في النهاية إلى تآكل العلاقة، والشعور بالوحدة داخل الزواج، ممّا يزيد احتمالية حدوث الطلاق الصامت.

 

كما قد يتجلّى الطلاق الصامت بوضوحٍ في رغبة أحد الزوجين أو كليهما بالعيش أو النوم في غرفٍ منفصلةٍ؛ رغبةً في ترك مسافة جسدية بينهما داخل المنزل، وذلك نتيجة البعد العاطفي الذي نشأ بينهما. 

توقف التخطيط للمستقبل

مع فقدان الثقة في العلاقة الزوجية، وعدم الشعور بالأمان، أو الاستعداد للالتزامات المستقبلية، قد يتجنَّب الزوجان التخطيط أو النقاش معاً حول أيٍّ من جوانب الحياة؛ كالتخطيط للإجازات، والقرارات المادية والحاسمة، وغيرها؛ لأنَّهما غير مُتأكِّدَين من مستقبل هذه العلاقة.

كيفية إنقاذ الزواج من الطلاق الصامت

يتطلَّب التعامل مع علامات الطلاق الصامت وعياً بالتغيُّرات في العلاقة الزوجية؛ من حيث الطريقة التي يتفاعل بها الزوجان معاً، بما في ذلك أساليب التواصل، ومستوى الاهتمام، وتبادل المشاعر، ومدى الانفتاح والصدق، والتفاعل العاطفي، والقدرة على فهم الاحتياجات والرغبات الخاصَّة بالطرف الآخر ودعمها.

 

وتتمثّل الخطوة الأولى في إنقاذ الزواج من الطلاق الصامت بأن يبدأ الشخص بإدارة انفعالته وعواطفه والتصرُّف بحكمة؛ بالسيطرة على مشاعره وردود أفعاله، وبالرغم من صعوبة الأمر في كثير من الأحيان، إلّا أنَّ التعامل مع مشاعر الحزن والغضب والخيبة والقلق بطريقة صحِّية من شأنه أن يساعد في تخفيف الضغوط، وتوجيه الشخص نحو القرارات الصائبة، والتفكير بمنطقية لإيجاد الحلول. 

 

أمّا الخطوة الثانية لإنقاذ الزواج، فتتمثّل ببدء التواصل الفعّال مع الطرف الآخر؛ من خلال بدء أحد الزوجين بالتحدُّث عن مشاعره بصراحة دون خجل أو تردُّد، وبمنطقية في الوقت نفسه، ممّا قد يتيح المجال أمام الطرف الآخر للحديث عن مشاعره أيضاً، ومن المهم أيضاً أن يُعبِّر الزوجان عن مخاوفهما وقلقهما دون لَوم أحد الأطراف الطرف الآخر، بل بأسلوب يُشعِره بالاهتمام والرغبة في التفاهُم لإيجاد الحلول. 

 

ومن طرق الحوار الفعّالة بدء الحديث بـ "أنا"؛ لتوضيح ما يشعر به الزوج أو الزوجة، مثل "أنا أشعر بالوحدة عندما لا نتحدَّث كما في السابق"، بدلاً من توجيه الاتِّهامات التي تجعل الطرف الآخر يُركِّز على الدفاع عن نفسه فقط.

 

ولا ينبغي أن تصل العلاقة الصِّحِّيَّة إلى مرحلة الصمت الكامل؛ بحيث يصبح من الصعب التواصل وتبادل الأفكار والمشاعر بين الشريكَين، لذا عند شعور الزوجَين بعدم الرغبة في قضاء الوقت معاً أو حتّى التواصل، مع إيجادهما الأعذار دائماً لمَنع التفاعل المُباشر، فهنا من الأفضل البحث عن مساعدة شخص خبير وموثوق في مجال العلاقات الزوجية والشخصية أو أخصائيٍّ نفسيٍّ؛ للحصول على استراتيجيات لتحسين التواصل. 

 

وفي الختام، يجدر بالأزواج معرفة أنّ الحفاظ على علاقة زوجية سعيدة ومستقرة يتطلَّب الجهد المُشتَرَك، والصبر، والتضحيات من الشريكَين؛ لتحقيق السعادة والنجاح في العلاقة، وبناء بيت مُستَقِرّ تسوده المحبَّة والرحمة والمودَّة.

 

أمّا عند انعدام القدرة على الاستمرار في الحياة الزوجية بشكل سليم ومُستَقِرّ، فقد يكون الحلّ الوحيد والأخير هو الطلاق الشرعي؛ بهدف حماية الطرفَين من الضرر أو الإساءة المُحتَمَلة؛ فالغرض الأساسيّ من العلاقة الزوجية كما شرعه ديننا الإسلامي هو المحبة والمودة والحياة المشتركة.

 

 

المراجع 
[1] counselling-directory.org.uk, Silent divorce: When you're still together but have drifted apart
[2] marriage.com, What Is Emotional Divorce? 5 Ways to Deal With It
[3] conner-roberts.com, What Is a Silent Divorce?
[4] versustexas.com, Silent Divorce Dynamics: Together But Apart
[5] bryanfagan.com, What is A Silent Divorce?

August 07, 2024 / 3:42 PM

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.