جار التحميل...
فيما يلي أبرز ما يمكن أن يساعد كلا الزوجين في تحقيق السعادة الزوجية:
إبقاء باب التواصل دائماً مفتوحاً مع شريك الحياة سيكون المفتاح الأول للسعادة الزوجية!
سيظهر دائماً كل ما هو جديد من تحديات في الحياة الزوجية، فحتى بعد البقاء معاً لسنين، سيكون من الصعب فهم مواقف معينة وتأثيرها على شريك الحياة، لذا التواصل سيصنع الكثير، والتعبير عن المشاعر والأفكار سيكون سبباً رئيسياً للزواج الناجح، ولا يمكن إغفال أهمية نبرة الحوار، إذ يجب أن تكون مبنية على الاحترام والمودة.
من الضروري بالفعل أن يتحدث الشريكان بصدق ووضوح عن التحديات الجديدة التي يواجهونها، مثل؛ مشكلة التوازن بين العمل والحياة العائلية، يجب أيضاً على الزوجين التعبير عن امتنانهما لدعم بعضهما البعض بإخلاص، ومشاركة مشاعرهما بصراحة، مثل؛ الإحباط أو الازعاج، كما يُنصح بمناقشة القضايا الهامة بشكل عقلاني، مثل؛ وضع خطة مالية مشتركة تتناسب مع الاحتياجات والمصاريف المتوقعة في الفترة القادمة.
من جانب آخر للتواصل، إنّ اعتياد كلا الشريكين على بعضهما قد يجعل افتراضهما لردود الأفعال وارداً بدلاً من التواصل المباشر مع بعضهما، فيحدث تباين بين توقعاتهما والواقع، ممّا يؤدي إلى خيبة الأمل والاستياء.
مثلًا؛ كجزء من روتين العائلة بعد يومٍ شاق في العمل، قد يَفترض الزوج أنّ الزوجة ستستمر في تحضير العشاء كالمعتاد دون الحاجة إلى التأكيد، بينما قد تفضل الزوجة في تلك اللحظة قضاء وقتٍ هادئ لنفسها بعد يوم شاق دون تحضير العشاء، مع افتراضها أنه لا داعٍ للتواصل أيضاَ، علماَ بأنّ تكرار هذا السيناريو في تفاصيل حياتهما سيسبب الإحباط، وعدم معرفة كل منهما لما يحتاجه الآخر.
من المهم أيضاَ ضرورة الاستماع الجيد لشريك الحياة، وفتح القلب له أثناء حديثه وليس فقط أُذنيه، مع النظر بعطف إليه وهو يتكلم، وتوضيح مدى الفهم لما يقول، فقد يكون هذا كل ما يحتاجه في تلك اللحظة.
توضح الدكتورة النفسية كورتني وارن من جامعة هارفارد أنّ الأزواج الأكثر سعادة ليسوا الذين يتجنبون مشاكلهم، بل الذين يتغلبون عليها بالتحدث مع بعضهم البعض بتقدير واحترام.
يحدث في الكثير من الأحيان أن يخطئ الزوجان فيتعاملان معاً بقلة احترام ظناً منهما أنّ هذا يعبّر عن اعتياد كل منهما للآخر، لتتراكم الأمور وتبدأ بالانهيار، والحقيقة التي لن يختلف عليها أحد؛ أنّ الزواج لن ينجح ولن يكون سعيداً دون الاحترام والتقدير.
كلمة "شكرًا لك"، "أنا أقدر جهودك من أجلنا" ليست من الروتين الممل أبداً، إنها تفعل الكثير؛ تُذكّر من يقولها كم هو ممتن لوجود شريك حياته، وتجعل الطرف الآخر يشعر كم هو محظوظ لتقدير الطرف الآخر له، وكلمة "أنا آسف" ضرورية عند الخطأ، لتشعر الطرف الآخر كم يهم شريكه أن يبقى سعيداً.
لذا من المهم جعل الاحترام والتقدير القاعدة الأساسية في العلاقة الزوجية، فلا شيء أكثر سحراً من كلام أو فعل صادق يعبّر عنهما، وإن كان لأبسط الأشياء بين الزوجين.
أن يصب كلّ من الزوجين ما لديهما في كأسٍ واحد، هذا هو الزواج، إنها تجربة مشتركة تتطلب منهما تضافر الجهود والتعاون ليُظهر كل منهما التزاماً حقيقياً واستعداداً للتضحية من أجل بناء حياة مشتركة وناجحة.
يجب على كلا الزوجين اتخاذ القرارات بشكل مشترك، من أكبرها؛ كالتخطيط للمستقبل وإدارة المال، إلى أبسطها؛ كاختيار وجبة الغداء، ووجهة السفر القادمة، ومن المهم أن يجلس كل منهما مع الآخر، ويتحدثان بوضوح عن أهدافهما؛ ما يريدان أن تكون مشتركة، أو ما يفضلان الاستقلالية فيها، ثم يحددان الاتجاه الذي يرغبان السير فيه لتحقيقها.
باتخاذ القرارات المشتركة سيودّع كلا الزوجين الغموض والقلق حول مستقبلهما، ويرحبان بالوضوح والثقة والتفاهم في علاقتهما، وستنمو الثقة بينهما، وسيتقبّلان النتائج بسهولة، لأنه قرارهما معاً.
يرى خبير العلاقات الدكتور جون غوتمان أنّ الأزواج الأكثر سعادة يتبادلون ما لا يقل عن خمسة أضعاف الكلام الإيجابي تجاه بعضهم البعض وعن بعضهم البعض مقارنة بالآراء السلبية، خاصة عند مناقشتهم للمشكلات، ويقول أيضاً أنّ "سرّ الزواج الناجح هو البيئة المليئة بالإيجابية" وينصح الأزواج فيقول: "قوموا بعمل ودائع منتظمة في حساباتكم المصرفية العاطفية"
وفي دراسة قام بها قسم علم النفس في جامعة أبالاش الأميركية عام 2007 تؤكد أنّ الأزواج الذين يتذكرون مواقفهم المضحكة معاً أبلغوا عن رضا أكبر عن العلاقة، وكانوا أكثر إيجابية.
على كلا الزوجين النظر إلى الجانب المشرق من الأمور في زواجهما، فهذا سيعزّز التواصل الإيجابي والتفاهم بين بعضهما البعض، ويوطد أسس العلاقة الزوجية.
إذا لم تكن السعادة والراحة حاضرة في حياة الفرد، سيكون من الصعب عليه تقديم الحب والرعاية لشريك حياته، لذا من المهم التركيز على الرعاية الذاتية بين الحين والآخر، فبالرغم من أنّ الزواج يمثل ارتباطاً بين روحين، إلا أنّ كل شريك يمتلك مساحته الخاصة، وحياة شخصية تتطلب الاهتمام والاعتناء.
وفي حين يبقى الشخص ملتزماً بمسؤولياته الزوجية، عليه أن يتعلم كيفية شحن طاقة السعادة لديه حتى يعود بأضعافها إلى شريك الحياة؛ وذلك بتخصيص جزء من يومه للقيام بأنشطة تُشعر بالسعادة والاسترخاء مهما كانت صغيرة؛ كالتمارين الرياضية أو الذهنية، وممارسة هواياته المفضلة، والاستمتاع بالخروج من الأصدقاء.
نهايةً، من المؤكد أنّ لكل علاقة زوجية مفاتيحها الخاصة لتجاوز تحدياتها الصعبة، والمشاكل اليومية العادية كالاختلاف في الاختيارات والقرارات أمر طبيعي قد يحدث في جميع العلاقات، ولكن ما يهم حقاً هو كيفية تعامل الزوجين معها؛ بالصبر والهدوء ومواجهة التحديات معاً، والإرادة القوية في إنجاح هذه العلاقة سيُحدث فارقاً، ويمهّد الطريق نحو السعادة الزوجية.
المراجع
[1] soulveda.com, Key to a happy married life: Here’s what you can do
[2] urmc.rochester.edu, The Keys to a Successful Marriage
[3] aha-now.com, Happy Marriage: 11 Keys to Find Happiness in a Marriage
[4] inc.com, Want a Truly Happy Marriage? Experts Say Couples Should Do Any of These 7 Things for Each Other
[5] wikihow.com, How to Live a Long and Happy Married Life