جار التحميل...
"أحاول أن أتكلم مع زوجي ولكنّه دائم الصمت ولا يتفاعل معي جيداً".. "أحاول التحدّث والتواصل مع زوجتي أكثر ولكنّها مشغولة معظم الوقت"، هذا ما يردده بعض الأزواج وهم لا يدركون أنّ ما يمرون به قد يكون مشكلة حقيقية بالفعل وقد تؤثر سلبًا على علاقتهما، حيث يقول الطبيب وعالم النفس جون غوتمان: "في كثيرٍ من الأحيان، يُمكن التنبؤ بمدى نجاح العلاقة بين الزوجين فقط من خلال نمط وطبيعة التواصل بينهما"، فمعظم المشاكل الزوجية قد تكون في الأساس بسبب ضعف التواصل بين الزوجين، خاصةً مع مرور وقت طويل على زواجهما وانشغالهما في العمل والحياة.
ولحل هذه المشكلة يجب على الزوجين محاولة إجراء محادثاتٍ قصيرة ولطيفة طوال اليوم مهما كانت بسيطة، مثلاً يمكن للزوج أن يسأل زوجته: "كيف كان يومكِ عزيزتي؟" أو سؤال الزوجة لزوجها: "كيف كان عملك؟" أو "ما رأيك بالعشاء اليوم؟ أعددت لك وجبتك المفضلة..".
أيضاً، يجب التعبير عن الحب لبعضهما البعض بطرقٍ مختلفة، على سبيل المثال عناق لطيف، أو هديةٍ بسيطة، أو رسالة حُبٍّ معبّرة، ومن المهم أيضاً الابتعاد عن أيّة مشتتات أثناء تحدثهم مع بعضهم مثل الهاتف أو التلفاز؛ ليُظهِر كلٍ منهما الاهتمام وحُسن الإنصات للآخر، ويعبّرا عن مشاعرهما بوضوحٍ ولطف في ذات الوقت، ولا يفترض أيّ منهما أنّ الطرف الآخر عليه أن يفهم أفكاره ومشاعره دون الإفصاح عنها، فمثلاً يُمكن القول: "أشعر بالحزن عندما لا نقضي وقتاً جيّداً معاً"، بدلاً من: "أنت لا تقضي وقتاً معي أبداً! أنت لا تحبني..".
وفقاً لبحثٍ أجرته الجمعية الأميركية لعلم النفس عام 2015م، فإنّ أكثر من ثلث الأشخاص المتزوجين في الولايات المتحدة وحدها يجدون أنّ الخلافات المالية هي السبب الرئيسي لمشاكلهم الزوجية! فالأمر شائع وقد يعكر صفو الحياة الزوجية، ويشمل ذلك اتباع عادات إنفاق غير صحيحة وفيها الكثير من الإسراف، أو عدم الادخار بشكلٍ صحيح للمستقبل، أو عدم الالتزام بسداد الديون والقروض وما إلى ذلك.
وللتعامل مع هذه المشكلة وحلّها على نحوٍ صحيح يجب أن يتحدث الزوجان مع بعضهما البعض بكل وضوح حول ما يتوقعه كلٍّ منهما من الطرف الآخر فيما يخص عادات الإنفاق والادخار، وأن يحاولا التوصّل إلى حلٍّ يُرضي كليهما، على سبيل المثال، إذا كان أحد الشريكين يُنفق الكثير من المال على التسوّق وشراء حاجاتٍ كمالية وغير ضرورية غالباً، هنا يُمكنهما الاتفاق على تخصيص مبلغ أقل لذلك ومحاولة التسوّق بوعي وحرصٍ أكثر.
من المهم أيضاً أن يحاول الزوجان عمل خطة إنفاق شهرية ضمن ميزانية محددة، ويلتزما بها قدر الإمكان، بحيث تضمن توفير الحاجات الأساسية للأسرة؛ من طعام، وشراب، وملابس، ورعاية صحية، وكذلك تخصيص مبلغ مناسب للترفيه والادخار أو غير ذلك.
يجب أيضاً وضع أهداف مالية واضحة خاصّة بالزوجين، سواءً أكانت قصيرة أو طويلة المدى؛ مثل تسديد كافّة القروض والديون خلال فترة معينة، أو ادخار مبلغ معين كل شهر لشراء منزل أو سيارة جديدة، مع ترك مساحة شخصية وبعض الحرية للطرف الآخر بأن تكون لديه أهدافًا فرديةً خاصّة به أيضاً.
لا شكّ بأنّ الغيرة عند الرجل أو عند المرأة بحدودها الطبيعية أمرٌ عادي، بل وجميل في بعض الأحيان، حيث يشعر كل منهما بحبّ الطرف الآخر له، ولكن في حال تحوّلت هذه الغيرة إلى تقييدٍ شديد يزيد عن الحدّ يُمكن أن تسبب الكثير من الخلافات، فمثلاً عندما يُحاول أحد الزوجين سؤال الآخر بشكلٍ متكرر مع من تحدث على الهاتف وعلى وسائل التواصل، ويتفقد هاتفه في غيابه، أو يُحاول مراقبته دائماً ولا يحترم حدوده الشخصية، سيؤدي ذلك غالباً إلى توتر العلاقة وانعدام الثقة بينهما.
وللتعامل مع الغيرة غير الصحيّة بين الزوجين يجب محاولة معرفة السبب الحقيقي وراء الغيرة على الطرف الآخر، ثمّ الاتفاق على حلولٍ مناسبة للتخلّص منه، على سبيل المثال، هل سبب الغيرة هو لإظهار أحد الشريكين الاهتمام الزائد بالآخرين وقضاء الكثير من الوقت معهم كزوج أو زوجة على حساب مشاعر الشريك؟ هنا ينبغي على الزوجين الاتفاق على احترام مشاعر كلٍّ منهما للآخر ومحاولة قضاء وقت أكثر معه.
أيضاً، يجب الحرص على تعزيز شعور الثقة والأمان عند كلٍّ منهما، وذلك عن طريق تخصيص وقت أكثر للتواصل والتحاور معاً والقيام بأنشطةٍ متنوعة وممتعة، وكذلك الاهتمام أكثر بحاجات ومشاعر الطرف الآخر، وتقديم الدعم والمساندة الكافية له، والتعبير بوضوح عن الحدود الشخصية الخاصّة بكلٍّ منهما، وأنّه يجب احترامها وعدم تجاوزها؛ مثل عدم تفتيش أحد الزوجين لهاتف الآخر دون علمه.
يُحاول أحد الأزواج أحياناً فرض السيطرة على الطرف الآخر والتحكّم به وتجاهل حدوده الشخصية، على سبيل المثال عدم أخذ أحدهما برأي الآخر وتجاهل وجهة نظره، أو مراقبته دائماً والتشكيك فيه، أو قد يصل الأمر في بعض الحالات إلى الإساءة اللفظية أو الجسدية.
وللتعامل مع حب التحكم، يجب أن يتذكر الشريكان أن الزواج هو علاقة قوية ورابطة بين اثنين يُريدان إسعاد بعضهما البعض، وذلك يتعارض بلا شك مع عدم تقدير الآخر واحترام حدوده، كما يجب أن يعبرا عن حدودهما الشخصية بكل وضوحٍ وثقة، على سبيل المثال، يُمكن أن يقول أحدهما لشريكه: "من فضلك، عليك التكلّم معي بنبرة صوت منخفضة" أو "احتاج إلى قضاء نصف ساعة مع نفسي بعد العمل".
من المفيد أيضاً أن يتفق الزوجان على تطبيق استراتيجياتٍ معينة عند تجاوز أيّ منهما لحدود الآخر من شأنها أن تسيطر على الوضع ولا تُفاقم المشكلة، على سبيل المثال، في حال تجاوز أحدهما حدوده ورفع صوته على الآخر أثناء النقاش، هنا يمكنهما الاتفاق على التوقف تماماً عن هذا النقاش وذهاب كلٍّ منهما بمفرده للمشي لمدة 30 دقيقة مثلاً؛ لتهدئة النفس ومراجعتها قبل العودة إلى النقاش من جديد.
في كثيرٍ من الأحيان يتداخل شعور الشخص بالضغط بسبب كثرة المسؤوليات المُلقاة على عاتقه مع طريقته في التواصل مع الآخرين، حيث يُمكن أن ينعكس شعور الزوج بالغضب والإرهاق من العمل مثلاً على زوجته، وكذلك الحال بالنسبة للزوجة، فقد يتداخل شعورها بالتعب والإرهاق بسبب الأعمال المنزلية ومسؤولية الأطفال مع طريقتها في التعامل مع زوجها بشكلٍ سلبي، مما يؤدي إلى بعض المشكلات والخلافات بينهما.
وللتعامل مع هذه المشكلة على نحوٍ صحيحٍ، يجب أن يتخلص الزوجان من الشعور بالتوتر والعصبية بالطُرق الصحيحة؛ مثل ممارسة تمارين التنفس العميق، أو الخروج للمشي في الهواء الطلق، أو ممارسة بعض الأنشطة الرياضية، وأن يحاولا وضع جدول زمني لتنظيم المهام والمسؤوليات اليومية والأسبوعية المطلوبة منهما، ويقدما الدعم الكافي لبعضهما، ويحاولا تقاسم بعض المهام والمسؤوليات حسب القدرة ووقت الفراغ، مع تخصيص وقت مناسب للراحة والاسترخاء معاً بين الحين والآخر بعيداً عن أيّة ضغوطاتٍ ومسؤوليات.
بعد مرور فترة على الزواج، من الطبيعي أن يشعر الزوجان بروتينٍ في حياتهما الزوجية، وقد يقل الإعجاب بالطرف الآخر والانجذاب له، مما يؤثر سلباً على شعورهما بالترابط العاطفي والقرب من بعضهما البعض، وهنا يجب عليهما محاولة كسر الروتين وتجديد مشاعر الانجذاب والحُبّ بينهما كما كانت في بدايات الزواج.
ويمكن ذلك من خلال ممارسة بعض الأنشطة الترفيهية والمُسلية معاً، مثلاً تناول العشاء في المطعم الذي يفضلانه، أو السفر لقضاء عطلة ممتعة، ويمكن أن يستعيدا ذكريات فترة الخطوبة وأول الزواج، والأشياء الجميلة التي جمعتهما معاً في ذلك الوقت، وأيضاً تخصيص وقت جيّد للتواصل الفعّال بينهما يتخلله الكثير من الاهتمام بالآخر، والتعبير عن المشاعر والتقارب بالاحتضان أو تشابك الأيدي وإجراء محادثاتٍ عميقة.
ملاحظة: في حال المعاناة من إحدى المشاكل الزوجية المذكورة في الأعلى أو غيرها، يُمكن طلب المساعدة المتخصصة أيضاً لتخطيها بشكلٍ أفضل، ومن أبرز الخدمات المجانية المتخصصة بتقديم التوجيه والدعم للأزواج والأسرة في دولة الإمارات تحديداً، خدمة "الاستشارات الأسرية" التابعة لهيئة تنمية المجتمع.
المراجع
[1] verywellmind.com, Common Marriage Problems and Solutions
[2] webmd.com, 7 Solutions That Can Save a Relationship
[3] marriage.com, 25 Common Marriage Problems Faced by Couples & Their Solutions
[4] talkspace.com, 12 Common Problems That Married Couples Deal With
[5] stylecraze.com, 17 Most Common Relationship Problems & How To Fix Them Easily