جار التحميل...
فيما يأتي سنستعرض أهم الخطوات والأساليب الفَعّالة التي يمكن اتِّباعها لتهيئة الأطفال لموسم العودة إلى المدارس؛ لضمان انطلاقة ناجحة ومُثمِرة للعام الدراسي الجديد.
خلال فصل الصيف، يصبح الروتين اليومي للأطفال أكثر مرونة، ممّا يمنحهم فرصة للاستمتاع بالحُرِّية والاسترخاء، ومع اقتراب موسم العودة إلى المدارس، يُصبح من الضروري إعادة ضبط هذا الروتين تدريجيّاً؛ من خلال تحديد وقت نوم مُنتظَم واستيقاظ مُبكِّر، وتقليل وقت الشاشات، ووضع خُطَّة واضحة للواجبات المنزلية والمهامّ اليومية؛ فهذه كلّها خطوات جيِّدة تُساعد الأطفال على التكيُّف بسلاسة مع العام الدراسي الجديد، ممّا يُسهِم في تحسين تركيزهم وأدائهم الأكاديميّ، ويُساعدهم على استقبال العام الدراسي بثِقة وحَماس.
وهنا تجدر الإشارة إلى أهمية اختيار وجبة صحية لإفطار الأطفال؛ لأنَّها ستمنحهم الطاقة اللازمة لأجسامهم خلال اليوم الدراسي، وتُحسِّن وظائف أدمغتهم، وتُخلِّصهم من الأرق؛ إذ لا تُوجَد عادة صِحِّيَّة يمكن التركيز عليها أكثر من تناول وجبة إفطار صِحِّيَّة وغنِيَّة قبل يوم دراسيّ حافل.
قد يشعر الأطفال ببعض القلق حِيال المجهول مع اقتراب نهاية فصل الصيف وبدء موسم العودة إلى المدارس، حتى وإن لم يُظهِروا ذلك بوضوح، ولذلك من الضروريّ السماح للأطفال بالتعبير عن مشاعرهم، وشرح أنَّ هذا الشعور مُشتَرَك بين العديد من الطلاب وحتى المُعلِّمين؛ فالفصول الدراسية الجديدة، والوجوه غير المألوفة، والتجارب المختلفة، قد تكون مُخيفةً، ولكن من المُطمئِن معرفة أنَّ الجميع يمرّ بالتجربة نفسها.
بالإضافة إلى أنَّ تشجيع الأطفال على تعلُّم أشياء جديدة واكتساب المزيد من الاستقلالية يمكن أن يكون مُثيراً للحَماس أيضاً، لذا يمكن التحدُّث مع الطفل عن أهدافه وتطلُّعاته للعام الدراسي القادم، ممّا يساعده على تحويل قلقه إلى حَماسٍ ومشاعر إيجابيَّة.
كما يمكن توضيح أنَّ الطالب يذهب إلى المدرسة ليتعلَّم، ويكون مُحتَرَماً، ويكوّن صداقات جديدة، بينما المُعلِّم يُدرِّس، ويحافظ على سلامة الطلاب، ويحرص على أن تكون عملية التعلُّم مُمتِعةً، مع تجربة لعب الأدوار المختلفة مع الأطفال، والسماح لهم بتقمُّص دور المعلِّم؛ فذلك يساعدهم على فهم أدوار كلٍّ من الطالب والمُعلِّم بشكل أفضل، ويُقلِّل من توتُّرهم، علماً بأنّ تقديم الدعم النفسي للأطفال بهذه الطرق يُعزِّز من ثقتهم بأنفسهم، ويجعل تجربة العودة إلى المدرسة أكثر سلاسةً وإيجابيَّةً.
من الأمور الضرورية التي تُهيِّئ الأطفال لمَوسم العودة إلى المدرسة تجهيز اللوازم المدرسية قبل مُدَّةٍ جيِّدةٍ من بدء العام الدراسي، مثل: الحقيبة المدرسية، والأقلام، والدفاتر، والألوان، والأدوات التي يحتاجون إليها جميعها منذ اليوم الأوّل، وغيرها؛ فهذا يجعلهم مُستَعِدِّين ومُتحَفِّزِين لبدء الدراسة.
على الرغم من أنَّ بعض الأطفال لا يُواجهون أيَّة مشكلات في إنجاز واجباتهم المدرسية في أيِّ غرفة في المنزل، إلّا أنّ البعض الآخر منهم يحتاجون إلى مساحة مناسبة ومُجهَّزة لهذا الغرض؛ لتشجيعهم وتحفيزهم على الإنجاز، فقد يعاني بعض الأطفال من قِلَّة التركيز؛ نتيجة وجود المُشتِّتات بالقرب منهم أثناء الدراسة، لذا يمكن تجهيز مساحة خاصَّة للدراسة من أجلهم قبل بدء العام الدراسي؛ سواء كانت مُجرَّد مقعدٍ على طاولة الطعام، أو مكتبٍ مُجهَّزٍ بالأدوات اللازمة، أو غرفة دراسة خاصَّة، طالما أنَّها مساحة هادئة وبعيدة عن التلفاز والألعاب وأيّ مُشتِّتات أخرى.
مع اقتراب موسم العودة إلى المدارس، يُصبح من الضروريّ وضع حدود واضحة وثابتة لضمان استقرار الأطفال وتفوُّقهم الأكاديمي؛ من خلال منع تجوُّل الأطفال الأكبر سِنّاً خارج المنزل، وخاصَّة في ليالي الأيام المدرسية، وتحديد وقت اللعب وضبط استخدام الهاتف للطفل والأجهزة الإلكترونية الأخرى، وتوضيح ضرورة إكمال الواجبات المدرسية والأعمال المنزلية قبل الاستمتاع بأيَّة أنشطة ترفيهية، مع الحرص على اختيار أفضل الحدود التي تناسب العائلة والالتزام بها، ممّا يُعزِّز انضباط الأطفال، ويساعدهم على التكيُّف بسهولة مع الروتين الدراسي الجديد.
من الخطوات الجيِّدة التي يمكن اتِّباعها قبل موسم العودة إلى المدارس التواصُل مع مُعلِّمي الأطفال، وخاصَّةً الجُدد منهم، والتعرُّف إليهم، وقد يكون ذلك من خلال لقاء شخصيّ -إن أمكن-، أو مكالمة هاتفية قصيرة، أو من خلال إرسال بريد إلكتروني لهم، ومعرفة ما إذا كان هناك أيّ تفاصيل خاصَّة بالطفل يجب أن يعرفوها، فهذه الخطوة ستفيد الطفل أوّلاً، وتُسهِّل التواصل بين المعلمين والأهل كذلك.
إن الاحتفال باليوم الأوّل من المدرسة يمكن أن يجعل العودة إلى المدارس تجربة ممتعة ومثيرةً للأطفال، ويمكن مثلاً تجربة تنظيم حفلة مُميَّزة في اليوم السابق لبدء المدرسة، بحيث تشمل الكعك والبالونات والهدايا التعليمية، والتقاط صورة تذكارية للأطفال أمام الباب وهم يرتدون ملابس اليوم الأوّل في المدرسة؛ فهذه اللحظات تبني ذكريات رائعة، وتُضفي على بداية العام الدراسي جَوّاً من الفرح والتفاؤل، وبهذه الطريقة سيرى الأطفال العودة إلى المدرسة مرحلة انتقاليَّة يحتفلون بها ويستمتعون بقدومها.
المراجع
[1] adventhealth.com, 10 Ways to Prepare Your Child for Back to School
[2] bennettday.org, Back to School: 4 Ways to Prepare Your Kids
[3] thepersonal.com, 10 Back-to-school tips for kids and parents
[4] twinkl.fi, 16 Creative Ways to Prepare Your Child for Back to School
[5] schoolsfocus.net, 10 Back to School Tips for Parents: How to Prepare Your Kids for the School Season