جار التحميل...

mosque
partly-cloudy
°C,
النوم مفتاح الصحة

أضرار النوم المتقطع على الصحة النفسية والجسدية

04 أغسطس 2024 / 2:19 PM
أضرار النوم المتقطع على الصحة النفسية والجسدية
download-img
أثناء النوم الطبيعي، يمرّ الدماغ بأربع مراحل رئيسة تتكرَّر دورِيّاً في ما يُعرَف بـ "دورة النوم" التي غالباً ما تستغرق 90 دقيقة تقريباً، فإن كان هناك استيقاظ مُتكرِّر أثناء الليل، وانقطاع في دورة النوم، وعدم إكمال مراحل النوم جميعها في كلّ دورة، وبالتالي عدم الوصول إلى مرحلة النوم العميق، مع إيجاد صعوبة في العودة إلى النوم مُجدَّداً بعد الاستيقاظ، فيُمكن القول إنَّ الفرد يُعاني من النوم المُتقطِّع (Interrupted Sleep).

وتجدر الإشارة إلى أنّ لهذه الحالة تأثيرات سلبية في الجسم، وتترتَّب عليها بعض المُشكِلات الصحِّيَّة، وفيما يأتي توضيح لها:

الإرهاق واضطراب المزاج

يتسبَّب النوم المُتقطِّع في الشعور بالتعب والإرهاق وحتى النعاس طوال اليوم التالي؛ لأنَّ الدماغ لم يصل فيه إلى مراحل النوم الأخيرة المُهِمَّة لتجديد الطاقة وتحسين الصحَّة الجسديَّة والنفسيَّة، كما أنَّه يُؤثِّر في الحالة المزاجيَّة سلباً أكثر ممّا تُسبِّبه قِلَّة النوم، أو عدم الحصول على عدد ساعات نوم كافية، وهو يزيد خطر الإصابة بالقلق والاكتئاب، بالإضافة إلى العصبية والغضب بسرعة، وعدم القدرة على التحكُّم في الانفعالات والمشاعر على نحوٍ صحيح.

ضعف الذاكرة والتركيز

تحدث العديد من العمليات الحيويَّة في الدماغ أثناء النوم؛ لدَعم وظائفه، مثل التعلُّم، والذاكرة، والتركيز، وحلّ المشكلات، واتِّخاذ القرارات، ممّا يجعل الدماغ مُستَعِدّاً لأداء المَهامّ المطلوبة منه بكفاءة في اليوم التالي. 


وهذا ما يجعل النوم المُتقَطِّع من أسباب قِلَّة التركيز والانتباه، وكثرة النسيان، إضافة إلى تراجُع قدرة الدِّماغ على حلّ المشكلات، واتِّخاذ القرارات، والتحكُّم في السلوكات؛ لعدم الوصول إلى مرحلة النوم العميق التي تجري فيها مُعالَجة المعلومات والذكريات المُكتَسَبة خلال اليوم، وربطها معاً، وتخزينها في الذاكرة طويلة الأمد، وبالتالي استرجاعها بسهولة في وقتٍ لاحِق.


كما أنّ الأشخاص الذين يُعانون من نقص النوم الجيِّد، قد يكونون أكثر عُرضَة لحالات الغضب، والاكتئاب، والشعور باليأس، واتِّخاذ قرارات مُتهوِّرة أو المُخاطَرة؛ بسبب تأثير نقص النوم على وظائف الدماغ والتحكُّم في العواطف والتفكير السليم، وفقاً لما ذكره المعهد الوطنيّ للقلب والرِّئة والدم (NHLBI) التابع للمعاهد الوطنية للصِّحَّة في الولايات المُتَّحِدة الأميركيَّة.


ووفقاً لدراسة أجرتها المجلَّة الدولية للعلوم الجُزَيئيَّة (IJMS) عام 2020، وُجِد أنّ الأشخاص الذين يُعانون من النوم المُتقَطِّع هم أكثر عُرضةً بنسبة 1.5 مرَّة للإصابة بمرض الزهايمر مُقارَنةً بأولئك الذين يتمتَّعون بنوم مُنتَظم أكثر.

مشاكل صحيّة مختلفة

يضطلع النوم بدور مُهِمّ في دعم الصحَّة الجسديَّة؛ من خلال العمليات الحيوية التي يُجريها الجسم أثناء النوم؛ كاستعادة الطاقة، وتجديد الخلايا، وإصلاح الأنسجة في الجسم، وتقوية الجهاز المناعيّ، وتقليل خطر الإصابة ببعض الأمراض، مثل السكتة الدماغية، وارتفاع ضغط الدم، والسكَّري من النوع الثاني، وغيرها، إضافةً إلى أنَّ النوم الجيِّد يدعم نُمُوّ الأطفال والمراهقين تحديداً وتطوُّرهم. 


وعليه، فإنَّ تعرُّض الشخص للنوم المُتقَطِّع بصورة مُتكرِّرة ولفتراتٍ طويلة، وعدم حصوله على النوم الكافي، سيكون له تبعات سلبيَّة في صحِّته الجسديَّة؛ بتراجع قدرة الجسم على مُحارَبة العَدوى ومُقاوَمة الأمراض؛ نتيجة ضعف الجهاز المناعيّ، ممّا يزيد فُرَص إصابته بالأمراض.    


ووفقاً لمجلَّة (Psychology Today)، في دراسة حديثة شملت أكثر من 400,000 شخص جرت مُتابَعَتهم على مدار سبع سنوات، تبيَّن أنَّ الأشخاص الذين ينامون من 6 إلى 9 ساعات في الليلة، يتعرَّضون لخطر أقلّ بنسبة 20% للإصابة بنوبة قلبية مُقارَنة بمَن ينامون أقلّ من 6 ساعات، وعلى العكس، فإنَّ النوم لأكثر من 9 ساعات ارتبط بزيادة خطر الإصابة بالنَّوبات القلبية بنسبة 34%.

السمنة 

وضَّحَت دراسة نُشِرت في مجلَّة الجمعيَّة الطبِّية الأميركية (JAMA) عام 2019، وكانت قد أُجرِيَت على أكثر من 43,000 امرأة على مدى خمس سنوات، وجود علاقة بين التعرُّض للإضاءة الاصطناعيَّة في الليل وزيادة الوزن على مدى فترة زمنية طويلة، الأمر الذي يُعزِّز الصِّلة بين تأثير عادات النوم المُضطربة وزيادة الوزن.


وقد فسَّر الباحثون هذه العلاقة من عِدَّة جِهات، أبرزها أنَّ النوم المُضطَرب يُؤثِّر على إنتاج الهرمونات المسؤولة عن تنظيم الشهِيَّة، وعملية التمثيل الغذائيّ، وكذلك إنتاج الإنسولين "Insulin"، ممّا يزيد من الرغبة في الأطعمة الدَّسِمة والغنيَّة بالسكَّر، وبالتالي زيادة الوزن، بالإضافة إلى أنَّ اليقظة لفترات طويلة من الوقت يمكن أن تزيد فرصة تناول المزيد من الطعام.


وختاماً، للحصول على نومٍ مُتَواصِل دون استيقاظٍ مُتكرِّر، يُنصَح بتنظيم مواعيد النوم والاستيقاظ؛ بالذهاب إلى الفراش والاستيقاظ في الوقت نفسه كلّ يوم حتى في عطلة نهاية الأسبوع، بالإضافة إلى توفير بيئة نوم مُريحة وهادئة وبعيدة عن أيَّة ضوضاء، وأن تكون مُظلِمة وذات درجة حرارة مُعتَدِلة، إلى جانب اتِّباع نَمَط حياة صِحِّي -بصورة عامَّة- يشمل تناول طعامٍ صِحِّيّ، ومُمارَسة الرياضة بانتظام، على ألّا يكون ذلك قبل موعد النوم بوقتٍ قريب، والتقليل من التوتُّر بممارسة تمارين الاسترخاء والتنفُّس العميق.


ويُنصَح أيضاً بمُراجَعة الطبيب إن كان النوم المُتقَطِّع مُزمِناً ويُؤثِّر بشكلٍ كبير وواضح في الحياة اليوميَّة؛ لتحديد الأسباب الكامِنَة وراء المشكلة، والحصول على العِلاج المُناسِب.

المراجع

[1] sleepdoctor.com, Interrupted Sleep: How It Affects You and What to Do About It
[2] psychologytoday.com, Sleep and Physical Health
[3] verywellmind.com, Effects of Lack of Sleep on Mental Health
[4] medicalnewstoday.com, Interrupted sleep impacts mood more than lack of sleep, study finds
[5] sleepfoundation.org, Interrupted Sleep: Causes & Helpful Tips

August 04, 2024 / 2:19 PM

مواضيع ذات صلة

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.