جار التحميل...
شارك قسم المعلومات الصحِّية في كلية الطبّ بجامعة هارفارد (HMS) أكثر أسباب النوم المُتقطِّع شيوعاً، وهي على النحو الآتي:
يُعَدّ النوم المُتقطِّع أمراً شائعاً لدى كبار السنّ؛ نتيجة التغيُّرات البيولوجية التي تحدث في الجسم مع تقدُّم العمر، والتي تُسبِّب حدوث تغيُّرات في دورة النوم والاستيقاظ الطبيعيَّة؛ كأن يشعر الشخص بالنعاس في وقتٍ أبكر، أو يستيقظ مُبكِّراً، ومع ذلك، لا يجب حصر أسباب النوم المُتقطِّع في تقدُّم العمر لدى كبار السنّ، وإنَّما ينبغي البحث عن احتمالية وجود أسباب أخرى أيضاً.
وبالنسبة للنساء، فإنّ انقطاع الطمث في منتصف العمر من أكثر ما يُسبب مشاكل واضطرابات في النوم؛ نتيجًة للتغيّرات الهرمونية المتمثلة بانخفاض مستوى كلٍ من هرمون الإستروجين والبروجسترون، وحدوث ما يُعرف بالـ "الهبّات الساخنة"، التي تُسبب التعرّق المفاجئ وارتفاعاً في درجة حرارة الجسم، بالإضافة إلى زيادة القلق والتوتر بسبب ارتفاع مستوى هرمون الأدرينالين.
يُشير خُبراء كلية الطبّ في جامعة هارفارد أيضاً إلى أنَّ نمط الحياة من أكثر العوامل المُؤثِّرة في جودة النوم؛ فالعديد من المُمارَسات غير الصحِّية تُعرِّض الشخص أكثر للنوم المُتقطِّع، وعلى سبيل المثال، يمكن أن يتسبَّب تناول الطعام وخاصَّة الدَّسم منه قبل النوم بساعات قليلة في حدوث بعض المُشكِلات الهضميَّة، مثل حُرقة المَعِدة، ممّا يجعل النوم أصعب.
ويُعَدّ النوم لفترات طويلة في النهار، وممارسة الرياضة في وقتٍ مُتأخِّر من الليل، وشُرب كمِّيات كبيرة من المشروبات التي تحتوي على الكافيين؛ كالقهوة، والشاي، والمشروبات الغازيَّة، وغيرها، خلال اليوم أو قبل النوم بساعات قليلة، من المُمارَسات التي قد تتسبَّب في انقطاع النوم ليلاً.
ويُشار إلى أنَّ ضغوط الحياة اليومية من العوامل المُسبِّبة للنوم المُتقطِّع أيضاً؛ كضغوط العمل، والمشاكل المادِّية، وغيرها؛ فهي تنتج بسبب القلق والتوتُّر والتفكير الزائد الناجم عنها، وخاصَّة عند عدم المقدرة على التعامل معها بفعاليَّة.
وعليه، ينصح الخبراء بضبط العادات اليومية، وجعلها صحِّية أكثر، وتغيير السلبي منها؛ لتحسين عملية النوم، إضافةً إلى محاولة إدارة ضغوط الحياة، والتعامل معها بحكمة وفعاليَّة.
قد تؤثِّر بعض الأدوية في النوم؛ فتؤدّي إلى الاستيقاظ المُتكرِّر في الليل، ومن الأمثلة على هذه الأدوية: بعض مُضادّات الاكتئاب، والمُسكِّنات المُستخدَمة لتخفيف أعراض الزُّكام والبرد، وحاصرات بيتا (Beta blocker) لعلاج ارتفاع ضغط الدم، والكورتيكوستيرويدات (Corticosteroids) لعلاج الرَّبو والالتهابات.
ويجب التنويه هنا إلى ضرورة استشارة الطبيب فيما يتعلَّق بتأثير الأدوية التي يأخذها المريض في جودة النوم نتيجة الاستيقاظ المُتكرِّر في الليل، والسؤال عن أفضل وقت لتناولها، أو إن كان هناك دواء بديل أقلّ تأثيراً في جودة النوم.
أشارت دراسة نُشِرت في عام 2023 على موقع (PubMed) إلى وجود علاقة بين شعور الأشخاص بآلام مُزمِنة وتعرُّضهم لمشاكل النوم؛ نتيجة عدم قدرة أجسامهم على الاسترخاء، واضطرارهم في كثير من الأحيان إلى الاستيقاظ؛ لتغيير وضعيّات نومهم.
ومن الحالات الصحِّية التي يمكن أن تتسبَّب في تقطُّع النوم الحساسية والربو اللذان يُسبِّبان صعوبة في التنفُّس، وانقطاع النفس الانسدادي النومي (OSA)؛ وهي حالة يتوقَّف فيها التنفُّس مُؤقَّتاً بصورة مُتكرِّرة أثناء النوم، إضافة إلى مرض باركنسون (Parkinson's disease) الذي يعد من الأمراض العصبية، واضطرابات الحركة المُرتبِطة بالنوم (SRMDs) اللذين تنتج عنهما حركات لا إراديَّة تصدر عن الشخص أثناء النوم أو قبله، ممّا يجعل نومه أو بقاءه نائماً أصعب.
ومن الأمور الشائعة التي تجعل نوم الشخص مُتقطِّعاً رغبته المُتكرِّرة في التبوُّل، والتي قد تنتج عن إصابته بمشاكل صحِّية، منها فرط نشاط المثانة، وتضخُّم البروستات الحميد (BPH) لدى الرِّجال.
وتجدر الإشارة إلى أنّ النوم لا يرتبط فقط بالحالات المَرَضية الجسدية، بل يرتبط بالعقلية والنفسية أيضاً؛ فاضطرابات المزاج؛ كالقلق، والاكتئاب، واضطراب ثنائيّ القطب، من الأسباب الرئيسة للأرق والنوم المُتقطِّع.
وختاماً، لا بُدّ من الإشارة إلى أنَّ مواجهة النوم المُتقطِّع بين الحين والآخر قد يكون أمراً طبيعيّاً، وخاصَّةً عند مواجهة بعض التحدِّيات أو الأحداث الجديدة، مثل تغيير العمل، أو إنجاب الأمّ طفلاً جديداً، كما أنَّ اتِّباع سلوكات صحِّيّة في النوم أمر مُهمّ للصحّة؛ كتحديد وقت ثابت للنوم والاستيقاظ، وتهيئة أجواء مناسبة للنوم، بحيث يكون مكان النوم هادئاً ومُعتَدل الحرارة، وتجنُّب الأجهزة الإلكترونية قبل النوم بساعتَين على الأقلّ، إضافةً إلى اتِّباع نظام غذائيّ صحِّي، ومُمارَسة الرياضة بانتظام خلال النهار، أمّا استمرار اضطراب النوم على الرغم من اتِّباع نمط حياة صحّي، فهو إشارة إلى أنّ الأمر يستدعي استشارة الطبيب المُختَصّ؛ للحصول على النصائح، أو العلاج الدوائيّ -إن لزم الأمر-.
[1] health.harvard.edu, Top 4 reasons why you're not sleeping through the night
[2] nhlbi.nih.gov, How Sleep Affects Your Health
[3] webmd.com, What's Waking You Up at Night?
[4] sleepdoctor.com, Interrupted Sleep: How It Affects You and What to Do About It
[5] sleepfoundation.org, Interrupted Sleep: Causes & Helpful Tips