جار التحميل...

mosque
partly-cloudy
°C,
للحد منها قبل فوات الأوان

أنواع التلوث البيئي والأسباب التي أدت إليها وما الحلول

04 أغسطس 2024 / 11:09 AM
أنواع التلوث البيئي والأسباب التي أدت إليها وما الحلول
download-img
يُصنَّف التلوُّث البيئيّ على أنَّه المشكلة الأخطر التي تُهدِّد استقرار كوكب الأرض؛ إذ يُعرِّض البيئة لأزمة حقيقية، ويُشكِّل تهديداً للتنوُّع البيولوجيّ والصحّة العامّة؛ فوفقاً لتقديرات تابعة لمُنظَّمة الصحَّة العالَمِيَّة "WHO"، يُسبِّب تلوُّث الهواء وحده وفاة نحو سبعة ملايين شخص في مختلف أنحاء العالَم سنويّاً.

ويُشير مفهوم التلوُّث البيئي "Environmental Pollution" ببساطة إلى دخول أيّة مادَّة صلبة مثل النفايات، أو سائلة مثل مياه الصّرف الصِّحّي، أو غازيَّة مثل أوَّل أكسيد الكربون، أو أيّ شكل من أشكال الطاقة الحرارية أو الإشعاعية إلى البيئة، فتُسبِّب تغييرات غير مرغوب بها في الموارد الطبيعية، وهناك ثلاثة أنواع رئيسة للتلوُث البيئيّ، مُوضَّحة فيما يأتي:

تلوث الهواء: أكثر أنواع التلوث شيوعاً وخطراً على الصّحة

يتمثَّل تلوُّث الهواء بوجود مُلوِّثاتٍ وموادّ ضارَّة في الغلاف الجوي، مثل: المُركَّبات العُضوية، والهيدروكربونات، وجُزَيئات الغبار، وأوَّل أكسيد الكربون، وأكاسيد الكبريت، وأكاسيد النيتروجين، بمُستَوَياتٍ تضرُّ الكائنات الحيَّة.

ويُعَدّ هذا النوع من التلوُّث البيئيّ تحديداً من أكثر الأنواع شيوعاً؛ إذ يتعرَّض 94% تقريباً من سُكّان العالم لمُستَوَياتٍ غير آمنة من مُلوِّثات الهواء، بينما يتعرَّض 40% منهم لمُستَوَياتٍ خطيرة؛ وفقاً لتقديراتٍ تابعة لموقع ستاتيستا "Statista" المُتَخصِّص في الإحصاءات العالَمِيَّة لعام 2022، عدا عن أنَّ تلوُّث الهواء أيضاً يُعَدّ من أكبر المخاطر البيئية على الصحَّة في مختلف أنحاء العالم؛ إذ يرتبط بالعديد من المُشكِلات الصحِّية، وخاصّةً السرطان، وأمراض الرئة والجهاز التنفُّسي مثل الالتهاب الرئويّ.

الأسباب

تشمل أسباب تلوُّث الهواء مجموعة من الممارسات البشرية والعوامل الطبيعية، ومن أبرز الممارسات البشريّة التي تنتج عنها كمِّيّات كبيرة من الانبعاثات والغازات الضارّة هي حرق الوقود الأُحفوريّ لتوليد الطاقة، مثل النفط والغاز الطبيعي، بالإضافة إلى حرق النفايات في الهواء الطلق أو في مكبّات النفايات غير المُنظَّمة، إلى جانب الاعتماد على حرق الأخشاب للطهي والتدفئة في العديد من المناطق، وخاصَّةً في الدُّوَل النامية، واستخدام مَركبات النقل بشكلٍ كبير وعلى نطاقٍ واسع، عدا عن انتشار الصناعات المختلفة، وعدم اعتماد العديد من أصحاب المصانع مُمارَسات صديقة للبيئة.

أمّا بالنسبة إلى العوامل الطبيعية المُسبِّبة لتلوُّث الهواء، والتي تنبعث منها كمِّيّات كبيرة من الغازات الضارَّة، والدخان، في الغلاف الجويّ، فهي تتمثَّل بشكلٍ رئيس بالانفجارات البُركانيَّة، بالإضافة إلى حرائق الغابات الطبيعيَّة. 

الحلول

بالنسبة إلى الحلول المناسبة لمشكلة تلوُّث الهواء، فهي تشمل بشكلٍ رئيس استخدام بدائل الطاقة النظيفة؛ لإنتاج الطاقة دون إطلاق انبعاثات ضارَّة، أو مُلوِّثات للبيئة، مثل: الطاقة الشمسيَّة، والرّياح، والطاقة الكهرومائيَّة، إضافة إلى استخدام التقنيات التي تُقلِّل من انبعاث الدخان والأبخرة الصادرة من المصانع، ودعم ركوب الدرّاجات الهوائية في المُدُن، والحثّ على المَشي، واستعمال مَركبات تعمل بوقودٍ منخفض الانبعاثات الضارَّة، مثل الوقود مُنخَفِض الكبريت.

ويمكن أيضاً تطبيق استراتيجيّاتٍ فعّالة وآمِنة في إدارة النفايات، وفصلها، وإعادة تدويرها، ومُعالَجتها، بالإضافة إلى تجنُّب حرق النفايات الصلبة إلّا في الحالات التي تتطلَّب ذلك، مع الالتزام بالتعليمات والضَّوابط البيئيَّة. 

تلوُّث الماء: خطر يُهدِّد عصب الحياة

يتمثَّل تلوُّث الماء بوجود موادّ ضارَّة أو مُلوِّثات في الماء تُغيِّر من خصائصه الطبيعية، وتجعله غير صالح للشُّرب، أو حتى للاستخدام المنزليّ، أو الزراعيّ، أو الصناعيّ، وتشمل هذه المُلوِّثات الموادّ الكيميائية، والكائنات الحيَّة الدقيقة، والنفايات، والموادّ العالقة، وغيرها، ويرجع السبب الرئيس في حدوث هذه المشكلة إلى طبيعة الماء القادرة على إذابة الموادّ المُتَسرِّبة إليه بسهولة.

الأسباب

تعود أبرز أسباب تلوُّث الماء إلى المُبيدات الحشرية، والأسمدة، والنفايات الحيوانية المُستخدَمة في القطاع الزراعيّ والحيوانيّ الذي يُعَدّ بدوره من أكثر القطاعات استهلاكاً للمياه العذبة؛ إذ تُؤدّي هذه الموادّ إلى زيادة نسبة النيتروجين والفسفور في الماء، وتجعله وسطاً ملائماً لتكاثر الطحالب الخضراء المُزرَقَّة السامَّة.

كما تسهم مياه الصرف الصحِّي في تلوُّث المياه السطحية والجوفية بشكلٍ كبير؛ سواء التي تَصدر من المنازل، أو المُنشَآت التجارية والصناعية والزراعية المختلفة، وتُعَدّ مياه الأمطار الهاطلة على الزيوت والشحوم، والحُطام، والموادّ المُلوَّثة المختلفة في الطرقات، من مياه الصرف الصحّي أيضاً.

ومن ناحيةٍ أخرى أيضاً، تُؤدّي الانسكابات النفطية دوراً لا بأس به في تلوُّث مياه البحار والمُحيطات؛ سواء تلك الناتجة عن حوادث السفن، أو عمليات استخراج النفط من قاع المياه، بالإضافة إلى النفايات المُشِعَّة المُتسرِّبة من مَحطّات الطاقة النووية، وتَكمُن خطورتها في قدرتها على البقاء في الوسط الذي تسرَّبت إليه -مثل الماء- لآلاف السنين دون وجود طريقة سهلة للتخلُّص منها.

الحلول

التخلُّص السليم من الموادّ الكيميائية، والزيوت، والموادّ غير القابلة للتحلُّل، والنفايات بشكلٍ عامّ، خطوةً أساسية للحدِّ من تلوُّث المياه، بالإضافة إلى التشجيع على إعادة التدوير، وتقليل استخدام المُبيدات الحشرية والأسمدة الكيميائية في الزراعة، ووضع قوانين وتدابير صارمة من قِبَل الحكومات للحَدّ من هذه المشكلة، إلى جانب ابتكار تقنيات حديثة وفعّالة لمُراقَبة جودة المياه ورَصد أيّ تلوُّث مُحتَمَل، واتِّخاذ الخطوات اللازمة لمنعه.

تلوث التربة: خطر على سلامة الغذاء وصحة الإنسان 

يتمثَّل تلوُّث التربة بوجود المُلوِّثات أو الموادّ الكيميائية السامَّة فيها، مثل الأسمدة الكيميائية، والمُبيدات الحشرية، والزرنيخ، والرصاص، وغيرها، بمُستَوَياتٍ مُرتَفِعة تضرّ الكائنات الحيَّة والنظام البيئي، ممّا يُشكِّل مصدر قلق خطير على سلامة الغذاء وصحَّة الإنسان؛ إذ تُؤدّي الزراعة في تربة مُلوَّثة إلى امتصاص المحاصيل الزراعية الموادّ السامَّة، واستخدام هذه المحاصيل في النظام الغذائيّ سيؤدّي إلى العديد من المشكلات الصحِّية، مثل زيادة خطر الإصابة بالسرطان.

الأسباب

يُمكن أن تتلوَّث التربة بفعل عوامل طبيعيّة، مثل انتقال المُلوِّثات إليها مع مياه الأمطار، كما تُؤدّي بعض الأنشطة البشرية إلى تسرُّب الموادّ الكيميائية السامَّة إلى التربة، مثل هدم الأبنية دون مُراعاة المعايير البيئية؛ إذ تحتوي معظم موادّ البناء على موادّ سامَّة، مثل الرصاص، بالإضافة إلى عمليات استخراج النفط، ومُعالَجة الفحم، ودفن النفايات الخَطِرة في التربة بطرقٍ غير صحيحة؛ سواء النفايات الإلكترونية، أو الصناعية، أو النووية، أو غيرها.

الحلول

يُمكن الحَدّ من تلوُّث التربة؛ بتنظيم حملات توعوية تتناول مخاطر تلوُّث التربة، وأهمّية الحفاظ عليها، وسنّ تشريعات وقوانين صارمة لمُكافَحة هذه المشكلة، وتنظيم استخدام الموادّ الكيميائية في الزراعة والصناعة، ومنع تسرُّبها إلى التربة، ودعم استخدام الأسمدة العُضوِيَّة المُكوَّنة من مُخلَّفات المحاصيل الزراعية، بالإضافة إلى تخصيص ميزانيات لدَعم مشاريع فحص التربة وإعادة تأهيلها ومُعالَجتها، ونقل النفايات القابلة للتحلُّل إلى مواقع مُخصَّصة للتخلُّص منها بطرقٍ آمنة.

وختاماً، تتصدَّر مشكلات تلوُّث الهواء والماء والتربة قائمة الأزمات والمشكلات البيئية، ممّا يتطلَّب ضرورة اتِّخاذ خطواتٍ حاسمة، وتطبيق حلول فعّالة للحَدّ منها، من قِبَل الأفراد، والمُؤسَّسات، والحكومات، واتِّباع سلوكاتٍ مسؤولة تُسهم في الحفاظ على البيئة وثرواتها الطبيعية للأجيال القادمة.

المراجع 

[1] eartheclipse.com, 8 Various Types of Environmental Pollution
[2] britannica.com,pollution
[3] nrdc.org, Water Pollution: Everything You Need to Know 
[4] unep.org, Pollution Action Note – Data you need to know
[5] environmentalpollutioncenters.org, What Is Soil Pollution?

August 04, 2024 / 11:09 AM

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.