جار التحميل...
نتيجة المشكلات البيئية الخطيرة في وقتنا الحالي بسبب التغيرات المناخية، وأنواع التلوث المختلفة، وتراكم النفايات، وغيرها، أصبحت إعادة التدوير ضرورة، إذ تتمثل أهمية التدوير للبيئة بما يلي:
إنّ إعادة التدوير لأشياء نستخدمها في حياتنا اليومية من المعادن والورق والبلاستيك تُسهم في التقليل من استهلاك المواد الخام المصنوعة منها والمأخوذة من البيئة، ليس هذا فقط! فهي أيضاً تحتاج إلى موارد أخرى كالماء، وبهذا لو أعدنا تدوير الورق بدلاً من صناعته مرة أخرى، سنحافظ على الأشجار، ونقلّل كمية المياه المستخدمة.
وفقاً لموقع وكالة حماية البيئة الأميركية (EPA) إنّ إعادة تدوير طن واحد من الورق، سيحافظ على 17 شجرة، و7,000 جالون من الماء.
باختصار يمكننا الحفاظ على الموارد الطبيعية الثمينة للأجيال القادمة، من خلال إعادة استخدام المواد الموجودة بالفعل بين أيدينا، بدلاً من استخراج مواد جديدة من الأرض، أو استهلاك الموارد المحدودة مثل احتياطيات النفط والغاز.
نشر موقع جامعة كولومبيا البريطانية (UBC) دراسة عام 2009، تشير إلى أنّ إعادة تدوير طن واحد من الورق في كندا بدلاً من صناعته من المواد الخام، أسهم في تقليل انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون بحوالي 369 كغ.
إنّ صنع المنتجات من المواد الخام يحتاج إلى استهلاك الطاقة من حرق الوقود والكهرباء وغيرها، وقطاع الطاقة بدوره ينتج أكثر من 75% من الغازات الدفيئة في العالم، لذا مع كل عنصر يُعاد تدويره أو استخدامه مرة أخرى ستقلّ الغازات الدفيئة، وبالتالي نحمي البيئة من التغيرات المناخية الناتجة عن تراكم الغازات الدفيئة في الغلاف الجوي.
إضافة إلى أنّ إعادة التدوير ستقلّل من النفايات في المكبات، وبالتالي انبعاثات أقل للغازات الدفيئة الناتجة عنها، خاصة الميثان، ومن ناحية أخرى فإنّ تقليل النفايات سيوفر لنا بيئة نظيفة وصحية أكثر.
الجميع يعلم أنّ إعادة التدوير مهمة للبيئة، ولكنَّ الكثيرين لا يعلمون أنّ لها أثراً واضحاً وملموساً على الاقتصاد، من خلال ما يلي:
أيهما أقل تكلفة إعادة التدوير منتجات تم تصنيعها بالفعل، أم إنتاج مواد جديدة من موادها الخام من الصفر؟ وفقاً لدراسة نشرها مكتب المعلومات العلمية والتقنية التابع لوزارة الطاقة الأميركية (OSTI)، فإنّ إعادة تدوير الألمنيوم يمكن أن يُسهم في خفض تكاليف الإنتاج كثيراً؛ فعندما يُعاد تدوير كمية معينة من علب الألمنيوم مثلاً فإنّ هذا يوفر 95% تقريباً من الطاقة اللازمة لصناعة الكمية نفسها من العلب من المادة الخام.
صناعة المنتجات بإعادة تدويرها سيجنّب المُصنِّع تكلفة استخراج المواد الخام أو شرائها، إضافة إلى تقليل طاقة الصناعة، وهذا قد يعود على المستهلك بالفائدة، بشرائها بسعر أقل، كما أنّ إعادة التدوير ستوفّر تكلفة التخلص من النفايات.
وفقاً لموقع وكالة حماية البيئة الأميركية (EPA)؛ فإنّ إعادة تدوير طن واحد من النفايات يسهم في توفير ما يقارب من مترَين مربّعَين من مساحة الأراضي المستخدمة كمكبّات للنفايات.
وهذا يعني أنّ إعادة تدوير النفايات ستساعد في توفير مساحة أكبر في مكبّات النفايات، ممّا يجعل الاستفادة منها لوقت أطول، وعدم الحاجة إلى أراضٍ جديدة، وبالتالي تقليل التكلفة على المدى البعيد.
عندما تستخدم الدولة مواردها إلى أقصى حد ممكن، من خلال إعادة استخدامها أو تدويرها، ستنجح في الحفاظ عليها، واستغلالها في تنمية اقتصادها، وتقليل تكلفة تصنيعها من جديد، لتصل بهذا أيضاً إلى تقليل اعتمادها على غيرها.
وكمثال ناجح على ذلك حسب بيانات كشفت عنها وزارة التغير المناخي والبيئة في دولة الإمارات لعام 2021؛ جرت معالجة وإعادة تدوير أكثر من 55 مليون طن من نفايات الهدم والبناء، وما يقارب من مليون و927 ألف طن من النفايات الصناعية، وتحويل أكثر من 92,000 طن من النفايات الصلبة إلى طاقة، إضافةً إلى إنتاج 112,000 طن تقريباً من السماد من خلال معالجة النفايات الزراعية.
681,000 وظيفة توفرت بفضل إعادة التدوير في الولايات المتحدة الأميركية خلال عام واحد فقط! هذا ما أكّده تقرير وكالة حماية البيئة الأميركية (EPA) في عام 2020، واعتماداً على كمية المواد التي أعادوا تدويرها، ذكروا أنّ كل 1,000 طن منها أسهم في توفير وظيفتَين جديدتَين تقريباً.
قطاع إعادة التدوير يحتاج إلى جمع وفرز وإعادة تصنيع المواد، لذا فهو يحتاج لوظائف بشكل مباشر وغير مباشر، من عمال، وفنيين، ومهندسين، وموظَّفي صيانة، ومشغِّلين، ولا يقتصر الأمر على إدارة النفايات فحسب، إذ إنّ الحاجة إلى تطوير هذا القطاع بأساليبه ومنتجاته الصديقة للبيئة يحتاج إلى باحثِين، ومصمِّمين، ومسوِّقين، وغيرهم.
والآن بعد الاطلاع على بعض فوائد إعادة التدوير، حان الوقت لاتخاذ الإجراءات اللازمة! معاً يمكننا أن نُسهم في بيئة أكثر صحة، واقتصاد أفضل، ومجتمعات أكثر استدامة، لذا يجب على كل فرد منّا أن يقلّل من النفايات، ويُعيد استخدام ما يمكن منها، ويجعل الخيار دائماً للبدائل الصديقة للبيئة، إضافةً إلى فرز النفايات في صناديق إعادة التدوير، والمشاركة في التوعية حول أهمية إعادة التدوير، والتشجيع عليها.
المراجع
[1] simplyrecycle.ca, THE ENVIRONMENTAL BENEFITS OF RECYCLING (THEY’RE BIG!)
[2] kingcounty.gov, Climate change, recycling and waste prevention
[3] generalkinematics.com, WHY RECYCLING IS IMPORTANT TO THE WORLDWIDE ECONOMY
[4] bizjournals.com, 5 economic and environmental benefits to recycling construction and demolition material
[5]ecogreenequipment.com, How Recycling Benefits the Economy