جار التحميل...
فماذا يعني مصطلح إنترنت الأشياء؟ وما مبدأ عمله؟ وكيف أصبح ثورة في عالمنا اليوم؟
وفقاً لقاموس كامبريدج؛ فإنَّ إنترنت الأشياء (بالإنجليزية: Internet of Things - IoT)، مصطلح يُشير إلى مجموعة الأجهزة المُحَوسَبة والمُدمَجة في أشياء مختلفة، والتي يُمكِنها الاتِّصال بعضها ببعض، وتبادل البيانات، باستخدام الإنترنت.
ويُطلَق مصطلح إنترنت الأشياء، على مجموعة الأجهزة المادِّية، مثل الأجهزة المنزلية، والسيّارات، والأجهزة الطبِّية، وغيرها، والتي تحتوي بدورها على أجهزة استشعار، وبرمجيّات، وإلكترونيّات، مُتَّصِلة بالشبكة، ممّا يُتيح لها جمع المعلومات وتبادلها عبر الإنترنت، والاستجابة بذكاء لاحتياجات المُستخدِمِين؛ أي أنّ إنترنت الأشياء يسمح للمُستخدِمين بالتحكُّم في الأجهزة عن بُعد، والتفاعل معها من خلال الإنترنت، ممّا يُسهِّل العديد من العمليّات، ويزيد من الكفاءة.
وبفضل أجهزة إنترنت الأشياء، يُمكننا الآن تنفيذ المهامّ بسهولة أكبر، وجعل الحياة أكثر راحة؛ فمثلاً، يمكننا ببساطة من خلال لمس شاشة الهاتف الذكيّ، التحكُّم في أضواء المنزل، أو ضبط درجة حرارة الغرفة، أو حتى تشغيل الأجهزة المنزليّة وإيقافها.
ومن أبرز الأمثلة على إنترنت الأشياء، الأجهزة المنزلية الذكية، مثل الثلاجات، والثرموستات (مُنظِّم الحرارة)، والتي يمكن التحكُّم فيها عن بعد عبر الإنترنت، وأنظمة الأمان المنزلية التي يمكن رصدها والتحكُّم فيها من خلال تطبيقات الهواتف الذكيَّة، إضافةً إلى الأجهزة القابلة للارتداء، مثل الساعات الذكيَّة، وأجهزة تتبُّع اللياقة البدنيَّة (Fitbit)، والسمّاعات الذكيَّة التي يكون التفاعل معها باستخدام الأوامر الصوتية، مثل "Google Home".
يعمل إنترنت الأشياء من خلال ثلاثة عناصر؛ الأوَّل هو الجهاز الذكيّ الذي أُعطِي قدرات الحوسبة؛ لجمع البيانات من البيئة المحيطة به؛ من خلال استشعارات أو مُدخَلات المُستخدِم، أو من خلال مُراقَبة نَمَط وكيفيَّة استخدام المُستخدِم لها، ثمّ تبادل هذه البيانات عبر الإنترنت مع تطبيق إنترنت الأشياء الخاصّ به.
أمّا العنصر الثاني، فهو تطبيق إنترنت الأشياء الذي يتمثَّل بالخدمات والبرمجيّات التي تعمل معاً على جمع البيانات من مختلف أجهزة إنترنت الأشياء، ونَقلها غالباً إلى الحوسبة السحابيَّة (Cloud Computing)؛ لتحليل هذه البيانات، مع استغلال تكنولوجيا التعلُّم الآليّ، أو الذكاء الاصطناعي، ثمّ اتِّخاذ قرارات فيما يتعلَّق بسلوك الأجهزة المُرتبِطة بإنترنت الأشياء؛ استناداً إلى هذه البيانات، بطريقة ذكيَّة.
والعنصر الثالث لإنترنت الأشياء، هو واجهة المُستخدِم الرسوميَّة؛ وهي الواجهة التي يتفاعل من خلالها المُستخدِم مع الأجهزة، مثل تطبيقات الهواتف المحمولة، أو مواقع الويب التي تُوفِّر واجهة لضبط إعدادات الأجهزة الذكية.
وكمثال عمليّ يُوضِّح هذه العناصر، فإنّ تجهيز التلفزيون بقدرات الحوسبة يجعله قادراً على جمع البيانات من مُحيطه، مثل درجة الإضاءة في الغرفة، وأيضاً من مُدخَلات المُستخدِم، مثل الأوامر الصوتيَّة، أو النقر على أزرار جهاز التحكُّم عن بُعد، وبناءً على هذه البيانات، يمكن للتلفزيون الذكيّ ضبط سطوع الشاشة أو درجة الصوت تلقائيّاً، كما يمكن للمُستخدِم أيضاً استخدام تطبيق خاصّ بالتلفزيون الذكيّ على هاتفه الذكيّ للتحكُّم في الجهاز عن بُعد، مثل تغيير القناة، أو البحث عن مُحتوى جديد عبر الإنترنت.
تُعَدّ تطبيقات إنترنت الأشياء، من أهمّ الثورات التكنولوجية في القرن الحادي والعشرين، ومع ذلك قد يستخدم البعض هذه التقنيات، من دون أن يكونوا على درايةٍ مباشرةٍ بها وبتفاصيلها.
ويُشار إلى أنّ إنترنت الأشياء غيّر حياة الكثيرين؛ من خلال تسهيل القيام بالمهامّ اليومية، وجعلها أكثر فاعلية؛ سواء كانت بسيطة، أو مُعقَّدة، مثل التحكُّم الذكيّ في أجهزة المنزل؛ من إضاءة، وتدفئة، وتشغيل الأجهزة، وغيرها، كما أدَّت إلى اتِّصال أفضل للمُستخدِم ببيئته المحيطة، وإدارتها بكفاءة أكبر؛ من خلال ربط الأجهزة والأنظمة بعضها ببعض؛ سواء في منزله، أو خارجه؛ كربط جهاز المنزل الذكيّ، مثل "Google Home"، بأنظمة التحكُّم في الإضاءة والتدفئة.
كما ساعد إنترنت الأشياء، على تعزيز أنظمة الأمان في المنزل؛ من خلال أنظمة الإنذار الذكية، وكاميرات المُراقَبة التي يمكن الوصول إليها عن بُعد، أو أجهزة الاستشعار التي تُنبِّه أصحاب المنزل من وجود أيّ نشاطٍ غير مُعتادٍ في المنزل، إضافة إلى أهمية الأجهزة القابلة للارتداء المُعتَمِدة على إنترنت الأشياء في تحسين نمط الحياة الصحِّية، مثل الساعات الذكيَّة، وأجهزة تتبُّع اللياقة البدنية التي تسمح للمُستخدِم بتتبُّع نشاطه البدنيّ، ومُدَّة نومه، وعدد السُّعرات الحرارية المحروقة، وتوفير بعض المعلومات المُتعلِّقة بصحِّته، مثل مُعدَّل ضربات القلب، ومُستَوَيات الأكسجين في الدم.
ومن جانبٍ آخر، غيَّر إنترنت الأشياء تجربة السائقين بشكل جذريّ؛ إذ مكَّنَهم من استخدام تقنياتٍ تُعزِّز راحتهم وسلامتهم أثناء القيادة؛ بربط المَركَبات -وأبرزها السيارات- بالإنترنت؛ من خلال عِدَّة وسائل، مثل كاميرات السيارة الذكيَّة، وأنظمة الترفيه في السيارة؛ إذ تجمع هذه الأنظمة، البيانات من مختلف مُكوِّنات المَركَبة؛ كدَوّاسة الوقود، والفرامل، والعجلات، وخَزّان الوقود، وعَدّاد السرعة، وعَدّاد المسافات؛ لمُراقَبة أداء السائق، وسلامة المَركَبة.
ومن استعمالات تقنيات إنترنت الأشياء في السيّارات، مُراقَبة وإدارة شركة تأجير السيّارات سيّاراتها المُؤجَّرة؛ لتحسين كفاءة استخدامها، واستهلاك الوقود، وتقليل التكاليف، ومُراقبة الآباء سلوكيات أبنائهم خلال القيادة؛ بهدف توجيههم لتحسين مهاراتهم في القيادة، إضافة إلى جمع بيانات حول حالة السيارة وأدائها، والتنبُّؤ بمشاكلها المُحتَمَلة، أو حاجتها إلى الصِّيانة، واستخدام تقنيات إنترنت الأشياء، في الكشف عن وقوع حوادث السيارات، وإرسال إشعارات تلقائية إلى الأصدقاء والعائلة؛ لتقديم المُساعدة السريعة في حالات الطوارئ.
وفيما يتعلَّق بالمُدُن الذكيَّة، برز دور إنترنت الأشياء في تطويرها بشكل ملموس؛ إذ استخدمت بعض الحكومات، إنترنت الأشياء في تصميم المُدُن والمناطق الحضرية وتطويرها، والتعامل مع مشكلات البنى التحتيَّة، ومن الأمور التي ساهم فيها إنترنت الأشياء، تطبيق أنظمة إضاءةٍ ذكيَّةٍ؛ لتقليل فواتير الطاقة، والكشف عن احتياجات المباني إلى الصِّيانة، وإدارة مواقف السيّارات بفعاليَّة، إضافة إلى قياس جودة الهواء، ومُستَوَيات الإشعاع؛ بهدف تقييم مدى سلامة البيئة، وتأثيرها في الصحَّة العامَّة.
بينما شمل إنترنت الأشياء (IoT)، الأجهزة والتطبيقات المُتَّصِلة جميعها، استهدف إنترنت الأشياء للقطاع الصناعي (IIoT) بشكل خاصّ، استخدام تقنيات إنترنت الأشياء داخل القطاعات الصناعية؛ لتحسين العمليات، وتعزيز الابتكار في التصنيع والقطاعات المُتعلِّقة بها.
ومن أبرز الأنظمة الصناعية المُعتمِدة على إنترنت الأشياء، عمليات التصنيع التي تستخدم تقنيات إنترنت الأشياء في التنبُّؤ بمُشكِلات الآلات قبل حدوثها، ممّا يُقلِّل من التوقُّف غير المُخطَّط له في الإنتاج، واستخدام التكنولوجيا القابلة للارتداء، مثل الأساور والخوذات الذكية؛ لتعزيز سلامة العُمّال، واستخدام الكاميرات الذكية؛ لكشف المخاطر المُحتَمَلة.
وتعمل تطبيقات إنترنت الأشياء أيضاً، في قطاع البَيع بالتجزئة؛ فعلى سبيل المثال، يمكن لهذه التطبيقات تحسين تخطيط المتاجر؛ بتحليل البيانات، وتحديد أفضل توزيع للمُنتَجات في المتجر، كما يمكن لهذه التطبيقات، مُراقَبة مُستَوَيات المخزون، وتتبُّع سلوك العُمَلاء، إضافة إلى تتبُّع الشحنات، ما يُوفِّر للعُمَلاء تجارب تسوُّق ناجحة.
وترفع تقنيات إنترنت الأشياء أيضاً، من كفاءة خدمات القطاع الصحّي، ومن المُؤسَّسات الصحِّية البارزة في تبنّي تقنيات إنترنت الأشياء، مُؤسَّسة الإمارات للخدمات الصحِّية (EHS) في دولة الإمارات العربية المُتَّحِدة، والتي أنشأت حلقة وصل مُباشِرة بين المرضى وبياناتهم الصحِّية؛ باستخدام الأجهزة القابلة للارتداء، ورَبطِها بالسِّجِلّات الطبِّية، إضافة إلى استخدام مجموعة كبيرة من الأجهزة الطبِّية والتطبيقات، مثل الأجهزة التي تقيس ضغط الدم، ومُعدَّل ضربات القلب، ومُؤشِّرات مرض السكَّري، إضافة إلى مُستَوَيات الأكسجين في الدم، ومُعدَّلات الأنشطة البدنية، وتخزين بيانات هذه الأجهزة في مِلفّ المريض الطبِّي؛ حتى يتمكَّن الكادر الطبِّي من الاطِّلاع عليها عن بُعد.
[1] investopedia.com, What Is the Internet of Things (IoT)? How It Works and Benefits
[2] imd.org, What is the internet of things (IoT) & why is it important؟
[3] aws.amazon.com, What is IoT (Internet of Things)؟
[4] ness.com, IoT Is Everywhere — How IoT affect our daily life
[5] readwrite.com, Understanding the Internet of Things (IoT) and its Impact on Our Lives