جار التحميل...
يُحدث إنترنت الأشياء تحولاً كبيراً في كيفية تشغيل المصانع والشركات الصناعية، وذلك بدمج التكنولوجيا المتقدمة مثل أجهزة الاستشعار، والذكاء الاصطناعي، والتعلم الآلي في العمليات الصناعية لجمع البيانات وتحليلها، وتحسين الكفاءة التشغيلية.
إذ توفر أجهزة الاستشعار التي تُزوَّد بها الآلات مراقبةً فورية لأدائها، مما يساعد العاملين على الاستجابة بسرعة للتغييرات، وتجنب الأعطال غير المتوقعة، كما تساهم منصات إنترنت الأشياء التي تجمع البيانات، وتحللها وتفسرها في اتخاذ القرارات الصائبة، وتقليل وقت التوقف عن العمل، وتعزيز الكفاءة التشغيلية من خلال الصيانة التنبؤية.
ومن ناحية أخرى، ساهم إنترنت الأشياء في تعزيز سلامة العاملين في المصانع، فعلى سبيل المثال تم تطوير أجهزة متصلة بإنترنت الأشياء يمكن للعاملين ارتداؤها للسلامة، إذ تستخدم بيانات ضخمة لتنبيه العمال للاهتمام بصحتهم العامة، والحفاظ على سلامتهم أثناء العمل.
ساعدت تقنية إنترنت الأشياء الأطباء على اتخاذ القرارات المناسبة، وتحسين الرعاية الطبية لتتناسب مع مشاكل المرضى بصورة أكثر فعالية، وذلك باستخدام الأجهزة المختلفة التي أصبحت جزءاً أساسياً من المجال الطّبي.
إذ يدعم إنترنت الأشياء الأطباء في تشخيص الأمراض مبكراً، أو حتى قبل تطور المرض وظهور الأعراض الأولى، وذلك من خلال القدرات التحليليّة المتقدمة؛ إذ يحصل الأطباء على البيانات اللازمة في الوقت الفعلي من خلال مراقبة المريض باستمرار، مما يمكنهم من اتخاذ قرارات رعاية استباقية.
وتعدّ الأجهزة القابلة للارتداء مثل الساعات الذكية، وأجهزة تتبع اللياقة البدنية، أمثلة واضحة على تطبيقات إنترنت الأشياء في الرعاية الصحية، إذ تراقب هذه الأجهزة المؤشرات الصحية باستمرار مثل معدل ضربات القلب، ومستوى الأكسجين في الدم وغيرها، وتقوم بإرسال البيانات إلى تطبيقات مخصصة يمكن للأطباء الوصول إليها.
تعتمد تقنيات القيادة الذاتية اعتماداً كبيراً على إنترنت الأشياء، إذ تستخدم السيارات الذكيّة أو السيارات ذاتيّة القيادة مستشعرات وكاميرات لجمع البيانات من البيئة المحيطة وتحليلها في الوقت الفعلي، وهذه البيانات تُستخدم لتوجيه السيارة بأمان دون تدخل بشري، مع التحكم بالسرعة واتخاذ القرارات المناسبة أثناء القيادة.
كما تستطيع السيارات الذكيّة المزودة بتقنيات إنترنت الأشياء التفاعل مع المركبات الأخرى والبنية التحتية المحيطة؛ مثل إشارات المرور أو المستشعرات على الطرق، مما يُمكّنها من تبادل المعلومات حول حالة الطريق، والسرعة، والموقع، وبالتالي تجنّب الحوادث وتحسين حركة المرور.
كما يمكن للمركبات الذكية الوصول لبيانات الخرائط المحدثة في الوقت الفعلي، مما يُوفّر توجيهات دقيقة للسائقين، ويأخذ في الاعتبار حالة المرور، والحوادث، وأعمال الصيانة على الطرق، مما يُقلّل من الوقت الضائع في الزحام، واستهلاك الوقود.
يشكل إنترنت الأشياء تحولاً كبيراً في إدارة النقل، فبفضل الأجهزة الذكية المثبتة على الشاحنات، يمكن للشركات تتبّع حركاتها بدقة متناهية، وتحليل سلوك السائقين، وتقييم حالة المركبات، مما يساعد على اتخاذ قرارات مدروسة لتحسين كفاءة عمليات التسليم، وتقليل التكاليف.
كما يسمح إنترنت الأشياء بتتبع المخزون في المستودعات بدقة من خلال أجهزة الاستشعار المجهزة بها، إذ تساعد على معرفة الكميات المتاحة، ومتى يجب إعادة الطلب، بالإضافة إلى تحسين استغلال المساحة، مما يؤدي إلى تقليل الأخطاء البشرية، وتحسين الخدمات المقدمة.
كما تُساهم تقنيات إنترنت الأشياء في تحسين التواصل بين شركات الخدمات اللوجستية وعملائها ومورّديها، وذلك من خلال منصات متكاملة لتبادل المعلومات بسلاسة؛ مما يعزز تجربة العملاء، ويقوي العلاقات مع الشركاء التجاريين.
تحوّل تقنية إنترنت الأشياء المنازل التقليديّة إلى مساحات ذكيّة؛ إذ تتيح للأجهزة التواصل مع بعضها البعض ومع أصحاب المنازل، كما تتيح التحكم بالأجهزة ومراقبتها عن بعد، لذا يمكن لأصحاب المنازل إدارة وتعديل الإعدادات عبر تطبيقات الهواتف الذكية أو مواقع الويب؛ مثل تشغيل الأضواء، أو ضبط الحرارة، أو التحقق من كاميرات المراقبة.
ونتيجةً لذلك يُسهم إنترنت الأشياء في تحسين استخدام الطاقة داخل المنزل الذكي، من خلال أجهزة الاستشعار وتحليل البيانات والأتمتة، إذ تقوم الأجهزة الذكية بضبط استهلاك الطاقة بناءً على عدة عوامل مثل؛ الوقت وتفضيلات المستخدم.
يمكن تحسين الممارسات الزراعيّة باستخدام تقنيات إنترنت الأشياء، إذ يتم جمع البيانات الحيوية من المزارع مثل جودة التربة، ومستويات ضوء الشمس، ونوع البذور، وكثافة هطول الأمطار من خلال أجهزة الاستشعار، والأقمار الصناعية، ومحطات الطقس المحلية.
وتُستخدم هذه البيانات مع تقنيات التعلم الآلي وإنترنت الأشياء لتقديم توصيات مخصصة للمزارع، مما يحسن كفاءة الزراعة، ومستويات الري، وكميات الأسمدة المطلوبة، وبالتالي زيادة إنتاجية المحاصيل.
برز دور إنترنت الأشياء (IoT) في الخدمات المصرفيّة بتعزيز الأمان، وهو العامل الأكثر أهميّة في المعاملات المصرفيّة عبر الإنترنت.
فمثلاً تم تزويد البنوك بأحدث أجهزة الأمان مثل؛ كاميرات المراقبة (CCTV)، وأجهزة استشعار الحركة، وأجهزة الإنذار الذكية، وعند ربط هذه الأجهزة عبر شبكة إنترنت الأشياء، يتم إنشاء بنية تحتية أمنية قوية لاكتشاف التهديدات في الوقت الفعلي، مما يمكّن البنوك من التعامل مع أي موقف بسرعة وكفاءة.
وقد أدى استخدام الأجهزة الحديثة إلى تسهيل المعاملات المصرفية؛ إذ يمكن للمستهلكين اليوم استخدام الأجهزة الذكية القابلة للارتداء كبديل لبطاقات الائتمان لإجراء المعاملات، كما تستخدم بعض المؤسسات هذه الأجهزة للدفع الذاتي ومصادقة المعاملات دون تدخل بشري، مما يجعل العمليات أكثر سلاسة وسرعة.
المراجع
[1] nexford.edu, Applications for the Internet of Things (IoT) in business
[2] coursera.org, What Is the Internet of Things (IoT)? With Examples
[3] geeksforgeeks.org, Top Applications of IoT in the World
[4] easternpeak.com, 13 Cool Examples of Internet of Things Applications and How to Develop One
[5] cbtnuggets.com, 7 Examples of IoT in Everyday Life