جار التحميل...

mosque
partly-cloudy
°C,
تحويل التوتر إلى تفاهم

كيفية التعامل مع الشخصية المزاجية المتقلبة في علم النفس

29 يوليو 2024 / 9:58 AM
كيفية التعامل مع الشخصية المزاجية المتقلبة في علم النفس
download-img
تُوصَف التقلُّبات المزاجية في علم النفس بأنَّها حالة من تضارب المشاعر والعواطف ما بين السعادة والفرح إلى الحزن والضيق والغضب، وتتَّسم هذه الحالة بالسرعة والشِّدَّة؛ لذا فإنّ ملاحظة أيّ تغيّرات سريعة ومُتكرِّرة في ردود فعل شخص ما أو تصرُّفاته؛ بحيث يكون غاضباً وهادئاً، وسعيداً وحزيناً، أو حتى تعيساً في أوقات متقاربة دون سبب واضح وملموس، فغالباً ما يكون هذا الشخص ذو شخصية مزاجية مُتقلِّبة.

كيف يمكن التعامل معه؟ وهل قطع العلاقة يمكن أن يكون حلّاً؟

تفهُّم المشاعر ومراعاتها 

قد لا يكون تقلُّب المزاج مشكلة حقيقية يجب الحذر منها، بل قد يكون نتيجة حالة عارضة يمرّ بها هذا الشخص؛ كالمرض، أو التوتُّر من أمر طارئ في حياته، مثل: شعوره بعد خسارة العمل، أو خسارة أحد أفراد العائلة، أو انتهاء العلاقة بشخص ما، أو الحاجة الشديدة إلى المال، وغير ذلك.

 

وفي مثل هذه الحالات، فإنّ من الضروري تفهُّم الآخر وتقبُّل مزاجه، وعدم أخذ كلامه وتصرُّفاته على محمل الجدّ في بعض الحالات، إلّا أنّه بعيداً عن مثل هذه الحالات، قد يكون البعض بطبيعته مُتقلِّب المزاج بالفعل، وهنا يجب معرفة كيفية التعامل معه.

المحافظة على الهدوء ما أمكن

الهدوء هو سرّ من أسرار النجاح في التعامل مع أصحاب الشخصية المزاجية؛ فقد تؤثر سلوكاتهم وتقلُّباتهم النفسية في الطرف المقابل، وتُسبّب له الشعور بالانفعال والغضب في الكثير من الأحيان، وهنا لا بدّ من تخفيف حِدَّة الموقف قدر الإمكان، والمحافظة على الهدوء، وتجنُّب إعطاء ردّ فعل سلبي؛ كعدم الاستجابة للشخص المزاجي بإقناع النّفس أنّ هذه مشكلته وحده، وأنّ الشعور بالذنب تجاه تصرّفاته هو جزء من الدخول في دَوّامته لا أكثر.

 

كما أنّ من المهم السيطرة  على الأعصاب، والتحدُّث مع النفس بعبارات، مثل: "لا علاقة لي به الآن"، أو "يبدو أنّ له ظروفه"، أو "لا تأخذ الأمر على نحو شخصيّ"، ويمكن الاستعانة على ذلك بالعديد من التقنيات البسيطة لصرف الانتباه عن الموقف المزعج، مثل: التنفُّس العميق، أو الخروج من المكان للمشي، أو شرب كوب من الشاي في مكان هادئ.

وضع حدود للعلاقة  

غالباً ما تؤثر الشخصية المزاجية سلباً في الآخرين، وتجعل الأجواء مشحونةً على الدوام، وقد يكمن الحلّ الأفضل في حال عدم القدرة على تفادي هذه السلبية ومنعها من التأثير في الذات في وضع حدود للعلاقة مع الشخص المزاجيّ، وجعلها رسميَّة قدر الإمكان، ومحاولة تجنُّب المواجهة المباشرة، أو المواقف المشتركة إن أمكن؛ فمثلاً الاعتذار أكثر من مرَّة عن الخروج في نزهة معاً من شأنه أن يوصل رسالة مفادها: "يكفي إلى هنا".

 

ولكن إذا كان صاحب الشخصية المزاجية ضمن دائرة العلاقات المُقرَّبة، أو أحد أفراد الأسرة، فيمكن التعبير له صراحة عن الاستياء من تلك الحالة المزاجية وتأثيرها السلبي، والتفاهم حول ردود الفعل وكيفية التصرف في المواقف المختلفة؛ لتجنُّب المشاحنات، ولا بأس من الابتعاد قليلاً من فترة إلى أخرى للشعور بالاسترخاء.


نصيحة

من المهم تجنُّب الخجل أو التردُّد من وضع الحدود للشخص المزاجيّ؛ إذ لا بأس في معرفته أنّ عليه التوقُّف عند نقطة معيَّنة؛ فحماية المساحة الشخصية أمر ضروري ومهم، وقد تكون هذه المواجهات الصغيرة بكلام لطيف وحازم في الوقت نفسه بداية لعلاقة أفضل. وبصورة عامة يُنصَح بالتقرُّب من الأشخاص الإيجابيين، وقضاء بعض الوقت معهم؛ للشعور بالسعادة، والراحة، وتجديد الطاقة.

عدم الانجراف إلى المزاجية 

أحياناً يُسحب الأشخاص إلى دائرة المزاجية، ويتأثرون لدرجة أنَّهم قد يبادلون الشخص المزاجيّ الطريقة نفسها في التعامل، وهو ما يؤثر في العلاقة، وفي شخصية الطرف الذي يتعامل مع الشخص المزاجي؛ إذ قد تتصاعد الأمور، وقد تكبر المشكلات، فيدور الطرفان في حلقة مُفرغة، وهنا لا بدّ من التصرُّف بحكمة، ومنح الشخص المزاجي بعض الوقت ليخرج من حالته تلك، والتحاور معه بلطف حول النتائج السلبية لسلوكه ومزاجه المُتقلِّب.

تقديم المساعدة 

في الكثير من الأحيان، يكون الشخص مُتقلِّب المزاج غير راضٍ عن سلوكه، ولا يستطيع التحكُّم بردود فعله، وهذا يعني أنّه بحاجة إلى من يقدّم له المساعدة؛ ليتجاوز تلك الحالة، وعند التعرف إلى أسباب المزاجية، وتقديم الحلول المناسبة لها، تصبح العلاقات أفضل، وتنتشر الطاقة الإيجابية.

 

وتحقيقاً لما سبق، يمكن الخروج مع الشخص المزاجي في نزهة أو رحلة بين أحضان الطبيعة مثلاً، وترك المجال له للتَّعبير عمّا في نفسه، وعن المشكلات التي يواجهها، والاستماع له جيداً، والتعاطف معه، ومحاولة تقديم الحلول المناسبة إذا أمكن ذلك، أو حتى إرشاده إلى مختصّ نفسي يمكنه أن يتفهّم حالته، ويرشده إلى الطريقة المثلى، والخطوات التي ينبغي له اتِّباعها؛ للتخلُّص من مزاجيّته، وتقلّب عواطفه ومشاعره.

 

المراجع
[1] thelifecoachingcollege.com, How to Deal with Moody People
[2] wrytin.com, 4 Tips For Dealing With Moody People
[3] hypnosisdownloads.com, Dealing with Moody People
[4] marriage.com, 13 ways on how to deal with mood swings in a relationship
[5] allwomenstalk.com, 7 Tips on How to Handle a Moody Person

July 29, 2024 / 9:58 AM

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.