جار التحميل...
لذا تابع القراءة للتعرّف أكثر إلى فوائد ممارسة الرياضة، وما يُمكن أن تفعله للصحة الجسدية والعقلية، لكلا الجنسين ومن كافّة الأعمار، بما في ذلك الأطفال، والشباب، وكبار السن:
لا شكّ في أنّ أسلوب الحياة المُتّبَع في الأكل وممارسة الأنشطة البدنية يؤدي دوراً حاسماً في إدارة الوزن، والذي يزداد عند استهلاك كميةٍ كبيرة من السعرات الحرارية، وعدم حرقها بالأنشطة البدنية؛ بسبب الخمول والكسل أو المعاناة من مرضٍ معين، ولكن من ناحيةٍ أخرى، في حال ممارسة الرياضة سيزيد معدل الأيض وحرق السعرات الحرارية في الجسم، وبالتالي إدارة الوزن بشكلٍ جيّد.
ففي دراسة أجرتها جامعة نورث وسترن (Northwestern University) عام 2010م على 3,500 رجلٍ وامرأة استمرت لمدة 20 عاماً، وُجد أنّ جميعهم اكتسبوا وزناً زائداً مع تقدمهم بالسن، ولكن الذين كانوا يمارسون الرياضة بانتظام اكتسبوا وزناً أقل بكثير مقارنة بالآخرين الذين لم يمارسوها، خاصة النساء، لذا يُنصَح بالتمرّن بانتظام حوالي 30 دقيقة في اليوم الواحد، وما لا يقل عن 5 أيام في الأسبوع، مع اتباع نمط غذائي صحي يتناسب مع العمر والحالة الصحية؛ للحصول على وزنٍ صحيّ ومثالي.
تلعب الرياضة دوراً حيوياً في بناء العضلات وزيادة كتلتها؛ إذ تُحفّز الجسم على امتصاص الأحماض الأمينية المهمة لنمو العضلات، كما تُساعد على تقوية العظام وتحسين كثافتها، إذ وَجدت دراسة نشرتها المكتبة الوطنية الأميركية لعلم الطب (PubMed Central) عام 2023م أنّ ممارسة الرياضة بانتظام يُحسّن بشكلٍ كبير من كثافة العظام في عظام العمود الفقري القطنية، والرّقبة، والورك.
كما تُسهم ممارسة الرياضة بانتظام في تحفيز نمو أنسجة العظام والعضلات عند الأطفال تحديداً؛ ويُعد ذلك في غاية الأهمية بالنسبة لهم؛ لأنّهم في مرحلة نمو، ومن ناحيةٍ أخرى أيضاً، تُسهم في الوقاية من هشاشة العظام عند كبار السن، إذ يميل الجسم بشكلٍ عام مع تقدّم العمر إلى فقدان القوة في العضلات والعظام، وكذلك بالنسبة للنساء عموماً، لأنهنّ أكثر عرضة للإصابة بهشاشة العظام مقارنة بالرجال.
عند ممارسة الرياضة بانتظام يقل خطر الإصابة بالعديد من الأمراض المزمنة، كما تساعد على التعامل معها والتقليل من أعراضها في حال الإصابة بأحدها؛ مثل مرض السكري من النوع الثاني، وأمراض القلب والأوعية الدموية، وكذلك ارتفاع ضغط الدم، وارتفاع نسبة الكوليسترول.
على سبيل المثال أجرت جامعة كوبيو الفنلندية (Kuopio University) عام 2004م دارسةً تابعت من خلالها أكثر من 15,853 رجلاً تتراوح أعمارهم ما بين 30-59 عاماً لمدة 20 عاماً، لتكون النتيجة أنّ الرجال الذين حرصوا على المشاركة في الأنشطة الرياضية المختلفة، مثل الركض أو السباحة، كانوا أقل عرضة للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية وحتى الوفاة لأي سببٍ كان بنسبة 21%
يشعر الكثير من الناس بالإجهاد لمجرد القيام بأعمالٍ بسيطة، مثل التسوّق أو تنظيف المنزل، مما يدل على حاجتهم إلى زيادة النشاط والقدرة على التحمّل، ويُمكن تحقيق ذلك بالتأكيد عن طريق الالتزام بممارسة التمارين الرياضية متوسطة الشدّة مثل المشي، أو السباحة، أو ركوب الدراجة الهوائية، والتي تزيد معدل ضربات القلب، وتُحفّز تدفق الدم إلى كافة خلايا الجسم، والحصول على الأكسجين والغذاء اللازم، وبالتالي زيادة مستوى الطاقة والنشاط.
تُساعد ممارسة الرياضة بشكلٍ منتظم ومعتدل على زيادة مضادات الأكسدة في الجسم، والتي لها دور مهم في تحسين صحة الجلد وزيادة قوته، ومن ناحيةٍ أخرى أيضاً تزيد ممارسة الرياضة من تدفّق الدم في الأوعية الدموية في الجلد، مما يساعد على مكافحة آثار الشيخوخة، مثل الخطوط الرفيعة والتجاعيد.
وفقاً لدراسة أجرتها المكتبة الوطنية الأميركية لعلم الطب ببمد سنترال (PubMed Central) عام 2019م، وُجد أنّ ممارسة الرياضة لمدة 10-30 دقيقة في اليوم كافية لتحسين الحالة المزاجية بشكلٍ جيّد، وزيادة الشعور بالسعادة، وتقليل الشعور بالاكتئاب، والقلق، والتوتر.
إذ تزيد التمارين الرياضية من حساسية الدماغ لبعض الهرمونات المسؤولة عن التخفيف من الشعور بالاكتئاب، كما تزيد من إفراز هرمون الإندورفين، الذي يُساعد على الشعور بإيجابية، ويُقلل الإحساس بالألم، ويجدر ذكر أنّ ذلك مفيد بشكلٍ خاص لكبار السن، إذ قد يُعاني بعضهم من الانسحاب الاجتماعي، أو من مرضٍ يُسبب لهم الشعور بالألم والحزن.
وكذلك بالنسبة للنساء تحديداً بعد انقطاع الطمث، حيث تُسبب لهم التغيّرات الهرمونية تقلّبات مزاجية وشعوراً بالقلق والاكتئاب أحياناً، فوفقاً لدراسة أجرتها مجلة التمريض السريري (Clinical Nursing) عام 2012م على 60 امرأة تعاني القلق والاكتئاب بعد انقطاع الطمث، وُجد أنّ النساء اللاتي مارسن الرياضة أظهرن تحسّناً في الحالة المزاجية والنفسية مقارنة بالنساء الأخريات اللاتي لم يمارسن الرياضة.
يزداد معدل ضربات القلب عند ممارسة الرياضة، مما يُعزز من تدفق الدم والأكسجين إلى الدماغ، ويُحفّز إنتاج الهرمونات التي تحسّن من نمو خلايا الدماغ، خاصةً الأجزاء المسؤولة عن الذاكرة والتعلّم، والانتباه، وحل المشكلات، وهو أمر مهم لكافّة الأشخاص من مختلف الأعمار، إذ يُحسّن من الأداء الأكاديمي عند الأطفال، والأداء الوظيفي عند الشباب، ويحمي كبار السن من مرض الزهايمر، ومشاكل الدماغ والذاكرة عموماً.
في حال المعاناة من الأرق وإيجاد صعوبة في الاستغراق بالنوم بسرعة، فيُمكن للرياضة أن تُساعد كثيراً على حل هذه المشكلة على المدى البعيد؛ لأنها تُقلل من مستويات التوتر والقلق، وتزيد الشعور بالاسترخاء والاستقرار، وهو ما يُعد مفيداً للنوم بُعمق، ولكن يُنصح بتجنّب التمرّن قبل النوم بوقتٍ قصيرٍ جداً؛ إذ يزيد ذلك من النشاط والطاقة، وبالتالي عدم الرغبة في النوم.
المراجع
[1] healthline.com, The Top 10 Benefits of Regular Exercise
[2] cdc.gov, Benefits of Physical Activity
[3] health.clevelandclinic.org, 13 BenefitThe Top 10 Benefits of Regular Physical Activity - Exercises of Exercise
[4] medicalnewstoday.com, What to know about exercise and children
[5] mayoclinic.org, 7 benefits of regular physical activity