جار التحميل...
لذا نقدم فيما يأتي مجموعة من النصائح للزوجة تحديداً حول كيفية التعامل مع زوجها بذكاء، لتكون العلاقة الزوجية ناجحة وصحية:
لمعرفة كيفية التعامل مع الزوج يجب الاستماع إليه أولاً، ومعرفة ما الذي يريده، إذ يجب إظهار الاهتمام به وبكل ما يقوله مهما كان بسيطاً، فهذا يعطيه شعورًا بالأمان، وبأنّه من أولويات الزوجة، مع الحرص على توجيه بعض الأسئلة إليه أثناء الحوار ودعمها بعباراتٍ مثل: "سمعتك تقول …"، "أنا أشعر بك …"؛ لإظهار التركيز معه والتعبير عن فهم ما يُريد قوله.
عند استماع الزوجة جيّدًا لزوجها وإعطائه الانتباه الكامل لا بدّ أن يُعطيها ذلك انطباعاً عن شخصيته ويُرشدها إلى مفتاح قلب الزوج، ففي أيّ حديث يدور بينهما، لا بدّ أنّها تلاحظ تصرّفاته وردود أفعاله تجاه المواقف التي يواجهها، وتستطيع تحديد ما الذي يُمكن أن يُثير غضبه وما الذي يحبّه، فمثلاً إذا كان الزوج عصبياً، وينفعل بسرعة، يُمكن تجنّب مجادلته في لحظة الغضب، والانتظار قليلاً حتى يهدأ لمناقشة ما حدث بهدوءٍ ورويّة.
من أكثر الأمور التي تؤذي العلاقة الزوجية وتهدّدها: الملل، وسرّ تجنّبه بين يدي الزوجة، من خلال حرصها على مفاجأة زوجها بين الحين والآخر بشيءٍ جديد وكسر الروتين في الحياة الزوجية، على سبيل المثال: التخطيط للخروج معاً في عشاءٍ رومانسي بعيداً عن الأجواء المنزلية الروتينية، أو التخطيط لرحلة مدة يومين أو ثلاثة أيام، أو حتى التسجيل في دورة لتعلّم مهارةٍ جديدة ممتعة ومفيدة في ذات الوقت، وما إلى ذلك.
"شكراً على ما قدمته"، أو "هذا يعني الكثير بالنسبة لي"، أو "أنت تعرف ما أحب"، وغيرها الكثير من العبارات التي يُمكن للزوجة التعبير من خلالها عن امتنانها لزوجها وعن أيّ أمر يفعله من أجل إسعادها، فهي كلمات بسيطة لا تحتاج الكثير لقولها، إلّا أنّ تأثيرها كبير في قلب الزوج وتشجعه على العطاء أكثر في سبيل إسعاد زوجته، مما يخلق حياة زوجية سعيدة ومتينة.
تجنّب السلبية في التعامل مع الزوج والحديث بلطفٍ وودٍ معه يعد أمراً مهماً لصحة العلاقة الزوجية وبناء علاقة صحية ومستقرة، خاصًة في حال كان يحتاج العون والمساعدة، فإنّ التعامل بحكمةٍ وتفهّمٍ يُمكن أن يكون له تأثير إيجابي على تطوّر العلاقة وحلّ المشاكل بشكلٍ فعال.
لذا، يُنصَح بتجنّب الانتقادات المباشرة للزوج، ومحاولة التحدّث معه دائماً بطريقةٍ تشجيعية وبناءة أكثر لتعزيز الثقة والاحترام بين الزوجين، مع الحرص على اختيار الوقت والمكان المناسبَين للتعبير عن الانتقادات أو الاقتراحات، فهذا يُمكن أن يقلل من فرص حدوث التوتر والاحتكاك في العلاقة.
إذا طلب الزوج مساحة خاصًة له يُنصَح بمنحه إياها بصدرٍ رحب، وعدم أخذ الأمور على محملٍ شخصيّ، وأنه لا يحبُّ وجود زوجته إلى جانبه، إذ يحتاج الرجال -والأشخاص بشكلٍ عام- في كثيرٍ من الأحيان إلى الجلوس بمفردهم، قد يُساعدهم ذلك على ترتيب أفكارهم، وتقليل التوتر والانزعاج بسبب الأحداث اليوميّة التي يمرّون بها، وغالباً سيعبّر الزوج فيما بعد لزوجته عمّا يضايقه، ولكن حين يجد الوقت المناسب من وجهة نظره.
هناك تصرّفات ومواقف عفوية تصدر من الزوج قد لا يقصدها بالفعل، ولا تؤثر سلبياً على العلاقة الزوجية، ولا تعكّر صفو الحياة، لذا، يُنصَح بتجنّب بناء مواقف وأفكار على كل ما يفعله الزوج، بل التغاضي عن بعضها قدر الإمكان، خاصًة في حال لم تكن مفصليّة بين الزوجين.
لا تخلو العلاقات الزوجيّة من المشاكل والخلافات، فحدوثها بين الأزواج أمر طبيعيّ جداً، ولكن الجوهر يَكمُن في كيفية التعامل معها وحلّها، فلا يوجد شخص منزّه عن الوقوع في الخطأ، لكنّ إرساء التسامح بين الزوجين والتغافل عن بعض الأمور من شأنه أن يُبقي العلاقة ناجحة، وكذلك التعبير عمّا أزعجكِ أو أغضبكِ كزوجة بذكاءٍ وحكمةٍ وفي الوقت المناسب.
وفي دراسة أُجريت عام 2018م نشرتها منصة بيتر هيلب (BetterHelp) المختصة في الصحة العقلية، وُجِد أنّ التسامح بين الأزواج من الأمور التي تُطيل عمر الزواج، والذين يستطيعون مسامحة شركائهم يتمتعون بقدرٍ أكبر من الاستقرار والراحة في الحياة الزوجية.
وقد اقترح الباحثون والمختصون عدّة طرق لعلاج المشكلات الزوجيّة؛ أهمها التخفيف من التوتر والقلق بأخذ نفس عميق، وترتيب الأفكار جيداً وفهم المشكلة قبل اتخاذ أي إجراء، وكذلك استقبال محاولات الزوج في إصلاح المشكلة، وعدم صدّه أو لومه، بل مساعدته على تخطّيها وعدم تفاقمها.
بالإضافة إلى محاولة التعايش مع الأمور التي يصعب تغييرها، فهناك بعض الأمور في العلاقة بين الزوجين من الصعب تغييرها بشكل كامل، لذا يُنصَح بالتقبّل والتعايش بعد تجربة حلول عدّة، فمثلاً إذا كان الزوج يعبّر عن حبه لكِ كزوجة بطرقٍ مختلفة عن تلك التي تتوقعينها أنتِ، اعترفي وقدّري مشاعره وتعبيراته، بدلاً من الانتظار للحصول على التعبير الذي تتوقعينه بالضبط.
ينظر الأزواج إلى الأمور بعيونٍ مغايرةٍ عن تلك التي عند الزوجات، وهذا يعني وجود اختلافات في طريقة التفكير واتخاذ القرارات، وبالتالي من الطبيعي حدوث خلافٍ في وجهات النظر بين الزوجين، لذا يُمكن للزوجة المبادرة في مناقشة زوجها في مثل هذه الحالات، وعدم افتراض أفكار وأمور قد لا تكون كما هي عليه بالفعل، فالحوار كفيل بتقليل المسافة بين الزوجين وتحسين العلاقة والتفاهم بينهما.
المراجع