جار التحميل...

°C,

بصراحة فقدناك

عندما نتحدث عن العمل والموظفين والساعات التي تنقضي من عمر الإنسان بين التعاميم والتعليمات واللوائح والنظم، ويجد الشخص أن نصف عمره بل أكثر يقضيها هناك، وكنا نسميها أسرة العمل.
وسؤالي هنا هل لازال هناك ما يسمى الأسرة الواحدة بالمؤسسات؟ أم تأثرت وتناثرت ودخلت عليها تلك التعاميم التي تقول ممنوع زيارة الموظفين لبعضهم بالمكاتب، وتعميم ممنوع الإفطار الجماعي، وغيرها من التعاميم الشبيهة. 

أو تأثرت بنوعية المستويات بالوظائف، أو نوعية بعض المسؤولين الذين ينتقون أذرعهم لتطبيق نظام فرقهم كي لا يتجمعون ضدك يوماً ما.

كل هذه مسببات قد تكون أضعفت معنى الأسرية وأصبحت كلمة للإعلام لا أكثر، لكن حينما نعود بالذاكرة نكتشف أن هناك موظفاً في كل مؤسسة هو مصدر الترابط الأسري داخلها، فهو يمتلك صفات فطرية اجتماعية مؤثرة تجعل بيئة العمل أكثر جاذبية.

فهو من يجمع الموظفين وينظم رحلة ويجمع المبالغ ويكون حيوياً فعالاً ونشيطاً لإخراج تلك الرحلات التي تتسم بطابع الأصدقاء الحقيقيين ويوزع عليهم المهام بحيث الجميع يساهم بلا خجل.

نعم ذاك الموظف الذي يأتيك مباشرة حينما ترزق بمولود أو اشتريت سيارة، أو أي مناسبة ليطالبك بعمل إفطار للموظفين، كي يشاركونك فرحتك وهو من ينظم الزيارات للموظف المريض، وهو من يرتب لتقديم واجب العزاء ومشاركة زملائه أحزانهم.

نعم بصراحة فقدناك يا من كنت تجعل لساعات عملنا سعادة عفوية غير مصطنعة، وأنا أجزم أن هذا الموظف موجود في كل المؤسسات لكن مقيد بتلك النظم الجافة المتصلبة التي لو أعطت للجانب الاجتماعي مساحة ستجده ظهر وأبدع لأنها عفوية لن ولا تقبل التصنع والإنسانية والمشاعر لا تثعلب.

ونحد أن هناك محاولات من بعض المؤسسات تكوين لجان وفرق لتعزيز هذا الجانب لكن عفوية رجل واحد أحيانا تغلب الفريق.

May 30, 2021 / 9:32 AM

مواضيع ذات صلة

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.