توقف الصغير عند الآية الـ 39 من، سورة ياسين عند قوله تعالى " والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم" وتطلع إلى جده متسائلاً كيف يتحول القمر إلى عرجون يا جدي؟ فتبسم الجد ومسح على رأس الصغير، بحنان وأوضح تلك هي منازل القمر وقد بينها الله تعالى لنا مفصلة بتقدير ووقت معين يستغرق 28 يوماً، وهي ما يقارب الشهر.
حيث يبدأ الشهر يا بني بالهلال، ويكتمل بدراً في منتصفه، ومن ثم يصغر حتى يعود هلالاً صغيراً له هيئة العرجون، وهو عذق النخل اليابس، والهلال دليل تقدير توقيت بداية الشهر ونهايته، وسخره سبحانه لمعرفة الوقت وتعاقب الأزمان.
فيهز الطفل رأسه مستمتعاً بشرح الجد، فيسأل وهل عمر الإنسان كذلك فيجيبه طبعاً فها أنت هلال ببداية العمر وأبوك بدر في منتصف عمره وأنا هلال كالعرجون في آخر زماني.
هرع الطفل يحتضن جده قائلاً أطال الله بعمرك فأنت عرجون العيد، فضحك الجد وسأله وما عرجون العيد هذا؟ فأجابه الطفل نهاية شهر رمضان الكريم اقتربت وأصبح القمر في منازله الأخيرة وكلنا ننتظر عرجون العيد أي هلال شهر شوال لنحتفل بعيد الفطر المبارك فتبسم الجد من فطنته ودعا له بالبركة والخير.
إنها منازل قدرها الله تعالى أحبتي في الأزمان ليتعلم منها الإنسان ونقدر قيمتها ونستغلها لنتعلم، ونستفيد فاحذروا احبتي من إهدارها بغير حساب.
وها هي أيام الشهر الكريم تنقضي فلنستغلها، ونستقبل فرحة العيد أعاده الله على الأمة الإسلامية بالخير واليمن والبركات فلندركها راضين ومستبشرين بأن القادم أفضل.
أحبتي ابقوا في نطاق الحذر والاحتراز لتكفلوا لكم وللآخرين دوام الصحة والعافية، فإننا تعايشنا مع كورونا، لكنه مازال متواجداً فالتعايش بالتزام يكفل لنا الأمان.
ومن منبري المتواضع أقدم أسمى آيات التهاني والتبريكات إلى دولة الإمارات العربية المتحدة حكومة وشعباً وإلى الأمة الإسلامية بمناسبة عيد الفطر المبارك أهل الله عرجونه علينا وأياكم بالخير واليمن والبركات، وكل عام و أنتم بخير.
محاق النورِ مالَ إلى الهلال
وشهرُ الخير آذنَ بالفراقِ
مضتْ عشرٌ فعشرٌ مسرعاتٍ
وعشرٌ أسرجت ظهرَ البُراقِ
وعرجون الهلال أهل عيداً بإذن الله سعيداً للعباد